الشيخ محمد شريف الكاظمي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ محمد شريف الكاظمي

الشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمى النجفى، ولد فى بلد الكاظمية و نشأ فيها، هاجر الى النجف بلد العلم و الأدب و قرأ العلوم فيها فى الربع الاخير من القرن الثانى عشر للهجرة، و كان من أفاضل النجف و أدبائها اللامعين‏ معاصرا الى الشيخ محمد مهدى الفتونى العاملى النجفى المتوفى سنة 1183 هـ و الى نادرة زمانه السيد محمد مهدى الطباطبائى المعروف ببحر العلوم النجفى و الشيخ الاكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفى و الشيخ احمد النحوى، و كان على جانب عظيم من التقى و الصلاح و الورع. تنسب اليه كرامات الصلحاء الابرار هكذا روى مشايخنا، و كان شاعرا مجيدا له قصائد عديدة و يعد نظمه من الطبقة الاولى، و هو صاحب القصيدة الكرارية الشهيرة فى مدح الامام على أمير المؤمنين (ع) نظمها سنة 1166 هـ تقع فى اربعمائة و خمسة عشر بيتا قال فى مطلعها:


نظرت فازرت بالغزال الاحور # وسطت فاردت كل ليث قسور

و تمايلت عجبا فنكس رأسه # غصن النقا يبدى اعتذار مقصر

هيفاء كان الغصن يشبه قدها # لو أنه بالحلى أبهى مثمر

ترتاع من مر النسيم و لم تزل # يا للرجال تصيد كل غضنفر

سفرت لتنظر من يتيه بحسنها # تاه الأنام سفرت أم لم تسفر

و رنت لتعلم كيف فتك لحاظها # فتكت لحاظك فى القلوب فاقصر

أمذلة العشاق قد غادرتنى # بجفاك حلف تأوه و تحسر

أبثينة المشتاق قد أودى جميـ # ل الصبر منى فارفقى بى تؤجر

و منها يقول:

كم قد جلا كرب النبى بحده # و برى لعمرى من كمى منبرى

يوما غدا كبش الكتيبة طلحة # شرقا بفيض نجيعه المتحدر

ولت به الأدبار أقوام بذل العا # ر قد باؤا و خسر المتجر

لا يستوى الكرار و الفرار يو # م الحرب من زحف العدو الاخسر

بهرت ملائكة السما حملاته # فيه واى فعاله لم يبهر

بأبى ابو حسن بكل كريهة # و بكل معترك هو الاسد الجرى‏

الى قوله فى الختام:

صلى عليك و سلم اللّه الذى # أعطاك ذا الفضل العظيم العبقرى

ما سار مدحك أو نسيم قد سرى # باريج مسك من ثنائك أذفر

و لما فرغ من نظمها أهداها لجماعة من العلماء و الادباء و قرضوها

و تنسب اليه القصيدة الدالية فى مدح أمير المؤمنين (ع) و انه القاها فى الحرم أمام القبر الشريف و سقط عليه القنديل الذهبى المعلق و قصته مدونة فى المجاميع المخطوطة و يروونها المعمرون الحفاظ مطلعها قوله:

أبا حسن و مثلك من ينادى # لكشف الضر و الهول الشديد

أتصرع فى الوغى عمرو بن ود # و تقتل مرحبا بطل اليهود

و تسقى أهل بدن كأس حتف # مصبرة كتبة و الوليد

و تجرى النهروان دما عبيطا # بقتل المارقين ذوى الجحودى

و تأبى أن تكف جيوش عسرى # و تنصرنى على الدهر العنود

فها هو قد أرانى الشهب ظهرا # و أحرم ناظرى طيب الهجود

أترضى أن يكدر صفو عيش # و تصبح أنت فى عيش رغيد

أتنعم فى الجنان خلى بال # و منى القلب فى جهد جهيد

أما قد كنت تؤثر قبل هذا # ببذل القوت فى القحط الشديد

فكيف أخيب منك و أنت مثر # عديم المثل فى هذا الوجود

أما لاحت بمرقدك المعلى # جواهر كدرت عين الحسود

فمن در و ياقوت و لعلى # و الماس يلوح على عقود

و من قنديل تبر بات يجلو # سناه الهم عن قلب الوفود

فجد لى يا على ببعض هذا # فان التبر عندك كالصعيد

فلى يا ابن الكرام عليك حق # رثاء سليك الضامى الشهيد

فكم أجريت من دمع عليه # و كم فطرت قلبا كالحديد

فكن فى هذه الدنيا معين # و كن لى شافعا يوم الورود