الشيخ محمد رضا النجفي
نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ محمد رضا النجفي ، أحد علماء إصفهان ، مؤلّف كتاب «نقد فلسفة داروين في دحض شبهات المبطلين» .
اسمه ونسبه(1)
الشيخ أبو المجد محمّد رضا ابن الشيخ محمّد حسين ابن الشيخ محمّد باقر النجفي الإصفهاني المعروف بالمسجد شاهي.
والده
الشيخ محمّد حسين، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «عالم ربّاني صمداني، وفاضل وحيد بلا ثانٍ، متبحّر في العلوم كلّها، جامع لكمالات النفس في العلم والعمل، عالم بالله، وعالم بأحكام الله، جامع بين العلمين، متقدّم في تحقيق الحقائق، متبحّر في علم المقالات، واحد في الحكمة الإلهية والرياضية، محدّث خبير، فقيه بصير، أُصولي ماهر، متكلّم باهر، مفسّر كامل، بحر في المعارف، شيخ المجاهدين، وأفضل السالكين، وأكمل الزاهدين، وواحد المكاشفين، لم يكن في زماننا أجمع منه وأكمل منه»(2).
ولادته
ولد في العشرين من المحرّم 1287ه في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته وتدريسه
في التاسعة من عمره سافر مع والده إلى إصفهان عام 1296ه، وبها بدأ بدراسة العلوم الدينية، وبقي فيها مدّة خمس سنوات، ثمّ رجع إلى النجف عام 1300ه لإكمال دراسته الحوزوية، ثمّ رجع إلى إصفهان عام 1333ه، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية.
ثمّ سافر إلى قم عام 1344ه، استجابة لدعوة الشيخ عبد الكريم الحائري ـ مؤسّس الحوزة العلمية في قم ـ ومنذ وصوله شرع بالتدريس في المدرسة الفيضية، وبقي حدود سنتين في قم مشغولاً بالتدريس وتقوية أركان الحوزة العلمية، ثمّ رجع إلى إصفهان، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل.
من أساتذته
1ـ السيّد محمّد كاظم اليزدي، 2ـ شيخ الشريعة الإصفهاني، 3ـ الآخوند الخراساني، 4ـ والده الشيخ محمّد حسين، 5ـ الميرزا حسين النوري، 6ـ السيّد مرتضى الكشميري، 7ـ الميرزا الرشتي، 8ـ السيّد إسماعيل الصدر، 9ـ السيّد محمّد الفشاركي، 10ـ الشيخ رضا الهمداني، 11ـ السيّد جعفر الحلّي، 12ـ السيّد إبراهيم القزويني.
من تلامذته
1و2ـ الأخوان الإمام الخميني والسيّد مرتضى بسنديده، 3ـ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني، 4ـ السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي، 5ـ السيّد حسين الخادمي، 6ـ السيّد أحمد الزنجاني، 7ـ السيّد محمّد رضا الخراساني، 8ـ السيّد ريحان الدين المهدوي، 9ـ الشيخ محمّد رضا الباقراني، 10ـ الشيخ فاضل المرندي، 11ـ نجله الشيخ محمّد علي، 12ـ السيّد مصطفى الصفائي الخونساري، 13ـ الشيخ رضا المدني الكاشاني.
ما قيل في حقّه
1ـ قال السيّد الصدر في التكملة: «البحر الخضم، وفاضل العرب والعجم، وحيد المكارم والشيم، عالم فقيه، محقّق مدقّق، أُصولي ماهر، محدّث باهر، رجالي خبير، رياضي كامل، إمام الأدب، وترجمان لسان العرب، شاعر مجيد، ناثر وحيد، من نوادر الدهر، وحسنات هذا العصر، كثير التصنيف في أكثر الفنون، حسن المحاضرة، كامل الأخلاق، ذو فكرة وقّادة، وبصيرة نقّادة، نابع في العلوم، وصول في مشكلات المسائل، ذو غور وتحقيق، ونابعية وتدقيق»(3).
2ـ قال شيخ الشريعة الإصفهاني ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في إجازة الرواية له: «فإنّ العالم العلم العيلم العامل، والفاضل الفاصل الباذل الكامل، صاحب الذهن الوقّاد، والفكر النقّاد، المحقّق في الأُصول والفروع، والمصنّف في المعقول والمشروع، الأُصولي الفقيه النبيه، والمحدّث المتكلّم الرياضي الرجالي الوجيه، صاحب الأنظار الدقيقة، والأفكار الرشيقة، الجامع بين العلم والعمل والتقوى والسداد، المترقي من حضيض التقليد إلى أوج الاجتهاد، الشيخ محمّد الرضا…»(4).
3ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «من مشاهير العلماء في إصفهان»(5).
4ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «والمترجم له آخر عظماء هذه الأُسرة الذين دوّى ذكرهم، واجتمعت الكلمة عليهم، وإلّا ففيهم اليوم علماء وفضلاء وأجلّاء، لكن لا يُقاسون بصاحب العنوان ومَن سبقه… فقد برع في المعقول والمنقول، وبرز بين الأعلام متميّزاً بالفضل، مشاراً إليه بالنبوغ والعبقرية، وذلك لتوفّر المواهب والقابليّات عنده»(6).
5ـ قال الشيخ الخاقاني في شعراء الغري: «عالم كبير، وأديب شهير، وشاعر معروف»(7).
6ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه كبير، وزعيم ديني جليل، وعالم متبحّر، وحكيم وفيلسوف متكلّم، ورياضي عروضي شاعر ماهر، جامع المعقول والمنقول، أصاب من كلّ علم حظّاً وافراً، وفاق الكثير من أقرانه في المعقول والمنقول، واشتهر بالنبوغ والعبقرية والذكاء المفرط، والاستعداد الفطري، وشاعريته في غنى عن الوصف والإطراء، كانت له زعامة الحوزة من ناحية التدريس»(8).
من صفاته وأخلاقه
كان(قدس سره) بشوشاً لطيفاً، كثير المزاح، إلّا أنّ مزاحه لا يُخرجه عن حدّ الرزانة والوقار، فهو يجمع بين وقار العلماء، وظرافة الشعراء، وطرائفه معروفة بين العلماء، يُحبّ طلّابه ويتواضع لهم، ويُبالغ في احترامهم.
من نشاطاته في إصفهان
إقامته صلاة الجماعة في مسجد نو.
شعره
قال السيّد الأمين في الأعيان: «له شعر عربي فائق لا يلوح عليه شيء من العُجمة، رغماً عنه أنّه نشأ مدّة في بلاد العجم بعد ولادته في النجف؛ وذلك لاختلاطه بأُدباء النجف بعد عوده إليها مدّة طويلة، وملازمته لهم، وتخرّجه بهم كما مرت الإشارة إليه، ويكثر في شعره أنواع البديع والنكات الأدبية الدقيقة، وقلّما يخلو له بيت من ذلك، ويصحّ أن يُقال فيه: أنّه نظم المعاني الفارسية بالألفاظ العربية»(9).
ومن شعره في رثاء الإمام الحسين(ع):
«ألا ترى ابنَ النبيِّ مضطهداً ** في الطفِّ أضحى لشرِّ مضطهد
يومٌ بقى ابنُ النبيِّ منفرداً ** وهوَ من العزمِ غير منفرد
بماضي سيفه ومقوله ** فرّق بينَ الضلالِ والرشد
فقالَ لا أطلبُ الحياةَ وهل ** فراقُ دنياكُم سوى وكد
لمّا قعدتم عن نصرِ دينِكُم ** وآل شمل الهدى إلى البدد
بقائمِ السيفِ قمتُ أنصرهُ ** مقوماً ما دهاهُ من أود
ولستُ أعطي مقادةً بيدٍ ** وقائمُ السيفِ ثابتٌ بيدي»(10).
جدّه
الشيخ محمّد باقر، قال عنه السيّد البروجردي في الطرائف: «الآن في إصفهان بل وفي غيرها من البلدان كنارٍ على علم، نعم ومَن يُشابه أبه فما ظلم، عالم جليل رئيس، مطبوع القول عند السلطان، مجرٍ للحدود والسياسات أيّده الله»(11).
من أولاده
الشيخ محمّد علي (مجد الدين)، قال عنه والده في ختام رسالته الأمجدية: «الشيخ أمجد الدين، أبقاه الله خلفاً عن سلفه الماضين، وعلماً يُهتدى به في الدنيا والدين، ولهذا سمّيت رسالتي بالأمجدية»(12).
من أحفاده
الشيخ مهدي الشيخ محمّد علي، قال عنه والده في تقريظ على كتابه (أدبيات عرب در صدر اسلام) ما معرّبه: «لمّا رأيت الكتاب المستطاب آداب اللغة العربية في صدر الإسلام من مؤلّفات حضرة المستطاب العلّامة الكبير الحاج آقا مهدي النجفي الملّقب بغياث الدين دام ظلّه العالي…»(13).
من مؤلّفاته
1ـ نقد فلسفة داروين في دحض شبهات المبطلين (3 مجلّدات)، 2ـ ذخائر المجتهدين في شرح معالم الدين في فقه آل ياسين (مجلّدان)، 3ـ وقاية الأذهان والألباب في أُصول السنّة والكتاب، 4ـ ديوان أبي المجد، 5ـ جلية الحال أو سمطا اللآل في مسألتي الوضع والاستعمال، 6ـ أداء المفروض في شرح منظومة العروض، 7ـ إماطة الغين عن استعمال العين في معنيين، 8ـ السيف الصنيع على رقاب منكري علم البديع، 9ـ العقد الثمين، 10ـ استيضاح المراد من قول الفاضل الجواد، 11ـ نجعة المرتاد في شرح نجاة العباد، 12ـ الأمجدية في آداب شهر رمضان، 13ـ حلي الدهر العاطل فيمَن أدركته من الأفاضل، 14ـ الروضة الغنّاء في معنى الغناء، 15ـ حاشية روضات الجنّات، 16ـ تنبيهات دليل الانسداد، 17ـ الإيراد والإصدار، 18ـ رسالة في الرد على فصل القضا في عدم حجّية فقه الرضا(ع).
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الرابع والعشرين من المحرّم 1362ه في إصفهان، ودُفن في مقبرة تخت فولاد جوار قبر جدّه الأعلى الشيخ محمّد تقي الرازي بإصفهان.
رثاؤه
رثاه الشيخ حبيب الله النير بقوله:
«يا دهراً ذهبتَ بآيةِ اللهِ ** غدرتَ بنا فوا أسفاً ولهفاهُ
محمّدُ الرضا الغروي أبو المجدِ ** مضى نحوَ الجنانِ بقُربِ مولاهُ
أرادَ النيرُ استيضاحَ فوته ** ففي شهرِ المحرّمِ طابَ مثواهُ
فأرّخ بعدَ نقصِ الست للعامِ ** رضا النجفيُّ لبّى داعيَ الله»(14).
الهوامش
1ـ اُنظر: معارف الرجال 3 /245، وقاية الأذهان: 25.
2ـ تكملة أمل الآمل 5/ 369 رقم2310.
3ـ المصدر السابق 5 /400 رقم2338.
4ـ عندي صورة الإجازة.
5ـ أعيان الشيعة 9 /250.
6ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /748.
7ـ شعراء الغري 4 /42.
8ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 /135.
9ـ أعيان الشيعة 7 /17.
10ـ المصدر السابق 7 /18.
11ـ طرائف المقال 1/ 50 رقم57.
12ـ وقاية الأذهان: 45.
13ـ موسوعة أحاديث أهل البيت 12 /431.
14ـ وقاية الأذهان: 25.