الشيخ محمد تقي الكلبايكاني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ محمد تقى الكلبايكاني 1218-1298

الشيخ محمد تقى الگلبايگانى النجفى ولد حدود سنة 1218 هـ، عالم جليل القدر محقق فى الحكمة و الفلسفة و المعقول و الكلام و الاصول و علم الطب و علم الكيمياء، و كان فقيها مجتهدا مطلقا ورعا زاهدا عابدا تقيا، و كان لا يملك دارا و لا عقارا يسكن فى حجرة من الصحن الغروى فى الطابق الاعلى فى الربع الشمالى الغربى مما يلى الساباط، فيها مجلس درسه. و تقصده فى غرفته وجوه أهل العلم و الفضل، و كان متواضعا فى حديثه و مجلسه و تعيشه، و من تواضعه و نبذه للعناوين الثانوية انه كان يغسل ثيابه بيده فى بحر النجف رأيته غير مرة، و دعاه أهل بلده و بذلوا له كلما يطلبه و يجرى على لسانه ان هو سافر اليهم عالما مرشدا إماما فلم يلبى طلبهم بل لم يخرج عن النجف-و لو تعنون هناك بعنوان عالم البلد و رئيسها-حتى توفى فى النجف، و كان من أصحاب الشيخ ميرزا باقر الشكى، و عاصر جملة من العلماء منهم الفقيه الشيخ محمد حسين الكاظمى، و الشيخ زين العابدين الحائرى، و السيد الميرزا محمد حسن الشيرازى الكبير، و السيد حسين الكوهكمرى التركى و غيرهم عدا أساتذته، و استفتى من قبل جماعة من الوجوه فى ايران عن أعلمية الشيخ الكاظمى و السيد حسين الطباطبائى، و الميرزا الشيرازى، و الكوهكمرى و غيرهم فرجح السيد الشيرازى و التمسه جماعة من الاكابر على البحث العام فأجاب بان فى هؤلاء كفاية، أقول الاعلم هو الاعرف بلسان الكتاب و السنة و الفقيه المطلق فى عصرنا هذا هو صاحب (الهداية) الكاظمى، و يضاهيه فى الفقاهة السيد مهدى القزوينى الكبير، و اجتمع السيد مهدى القزوينى بالمترجم له بسعى تلميذه الشيخ موسى شرارة العاملى فى غرفته بالصحن الغروى و تذاكرا فى عدة مسائل، و بعد هذا المجلس أخذ السيد يثنى على الگلبايگانى فى المحافل، و طلب السيد منه ان يشرح كتاب (الصوارم) فى الكلام، و لو تعليقا عليه فأبى و بين العلة لتلميذه الشيخ شرارة بانه لم يجد فى الآلهيات على اصول المتكلمين من الاستدلال بالعقل وحده حيث جمع بين العقل و النقل.

و سئل عن الموازنة بين علماء عصره فقال ان بعضهم كثير الفقه و الاصول و لا استقرار له، و بعضهم أقل اطلاعا فيها إلا انه أدق، و بعضهم فقهه أمتن من أصوله، و فى مجلس بالنجف قال بعض العلماء ان الشيخ محمد تقى أضاع نفسه فاجابه تلميذه شرارة فورا انه حفظ نفسه من الرئاسة و عنائها و مسؤوليتها.

أساتيذه:

تتلمذ فى ايران على خاله و غيره و فى النجف على الشيخ على نجل كاشف الغطاء، و الشيخ محمد حسن باقر صاحب الجواهر، و فى كربلا على السيد ابراهيم القزوينى صاحب الضوابط، و حضر درس الشيخ المرتضى الانصارى فى النجف ققال له الانصارى الأحسن لك بل الاولى التدريس من حضور الدروس، و حكى عنه فى حق أساتذته قال: القزوينى أدق و الشيخ على على محقق. و صاحب الجواهر أوسع، و سئلوا الشيخ الانصارى عن فضله فقال سلوه عنى.

تلامذته:

تتلمذ عليه كثير من أهل التحقيق و الفن منهم العالم الاديب الشيخ موسى شرارة العاملى و كان من خاصته و روى لنا الشى‏ء الكثير عن سيرته، و الميرزا باقر الخليلى، و السيد حسن الصدر الكاظمى.

مؤلفاته:

منها مختصر مسكن الشجون، و منتخب كتاب السماء و العالم. من البحار و منتخب أحياء العلوم. للغزالى، و منتخب الملل و النحل، و منتخب الكشكول و له رسائل منها منتخب جامع السعادات، و منتخب شرح الهداية، و شرح اصول الكافى، و منتخب أمل الآمل، و له حاشية فى الطب على تذكرة داود الانطاكى، و شرح الرسالة الذهبية، و رسالة فى علم الوفق، و رسالة فى علم الكيمياء. كتب فى آخرها بعد القسم على واجدها أن لا يعلمها لاحد و هى لمن وجدها، و له كتابة فى الفقه مختصرة كالمسائل، و رسالة فى علم الكلام و حدث تلميذه عن الشيخ ملا على الخليلى ان له كتابا فى الرجال لكنه مشوش، و كل مؤلفاته مخطوطة و لم أرها. نقلا عمن رآها من الثقاة، و عهد الى الحجة السيد مهدى القزوينى بالوصاية عنه و لما تولى اطلع السيد القزوينى على مؤلفاته و مصنفاته و ما أودع فيها من العلوم الجليلة فاظهر شدة تأسفه على عدم الاستفادة منه فى هذه المدة، و من بنود وصيته أن يرسل الوصى مؤلفاته الى ابن عمه فى ايران حيث كان فاضلا قابلا الانتفاع بها.

وفاته:

توفى فى النجف فى غرفته بالصحن سنة 1298 هـ بالطاعون الصغير المؤرخ بقولهم (مرغزان) ، و روى مهدى الكرمانى النجفى عن أبيه كيفية وفاته حيث كان يتعاهد خدمته، و قال: ان ابى ذهب اليه على عادته فوجده مستقبل القبلة ميتا، و قام بتغسيله السيد جواد الرفيعى خازن حرم أمير المؤمنين (ع) و كان تغسيله فى (الكر) المعد لتنظيف بلاط الحرم حيث منعت حكومة آل عثمان الدخول و الخروج من البلد، و شيعه وجوه العلماء و الفضلاء و أهل العلم، و أقبر فى الغرى لمنع الدفن فى الصحن الغروى.