الشيخ محمد الشرابياني
الشيخ محمد الشرابياني 1250--1322
الشيخ محمد بن فضل على بن عبد الرحمن بن فضل على السرابي الشرابيانى النجفى المعاصر، ولد حدود سنة 1250 هـ و نشأ فى بلاده و فى سنة 1265 هـ هاجر الى تبريز و كان عمره خمس عشرة سنة لدراسة العربية و المنطق و المعانى و البيان و الحكمة و الفقه و الاصول، فحضر على مدرسى تبريز منهم العالم الوحيد فى عصره الميرزا مهدى القارى المدفون فى الغرى ثم اكمل دراسة السطوح فى مدرسة الخواجة على أصغر فى تبريز، و رجع الى وطه سنة 1271 مكتفيا من مقدماته مراهقا للاجتهاد، أديبا فاضلا و يومئذ كانت شهرة التقليد عندهم بل فى أغلب الاقطار الاسلامية للشيخ المرتضى الانصارى (قده) و صار الشيخ المترجم له يفتى الناس بفتوى الانصارى و يعمل هو بالاحتياط، و بنى مسجدا فى قريتهم أفام الصلاة جماعة فيه حدود الشهرين، ثم هاجر الى العراق و أقام فى بلد الاجتهاد النجف الاشرف يحضر على أعلام عصره بجد و رغبة حتى أصبح عالما فاضلا محققا أصوليا فقيها رئيس الشيعة و ناصر الشريعة خصوصا بعد وفاة الاستاذ الفاضل الايروانى سنة 1306، و الاستاذ الكاظمى سنة ثمانية، و وفاة السيد المجدد الشيرازى سنة 1312، و شاع تقليده فى آذربايجان و عربستان و قليل فى العراق، و كان مدرسا بارعا يحضر مجلس بحثه حدود الخمسمائة رجل و فيهم العلماء و المدرسون و أهل الفضل، و تتلمذت عليه سنين عديدة فى الفقه و الاصول، و لما بلغ من العمر نيفا و ستين سنة ضعف عن المطالعة و التدريس مع كثرة أشغاله العامة و الخاصة، و كان فى حياته نافذ الكلمة عند الملوك و الرؤساء و قد أمر بالمعروف و نهى عن المنكر، و فى سنة 1318 هـ أفتى بحرمة سلوك الحجاج على الطريق البرى من النجف على جبل حائل فالمدينة المنورة، و كانت له أخلاق الأولياء و صفاتهم. منها العفو عمن أساء اليه ثم يصل المسيء حتى يندم و يرتدع كما اتفق له مع غير واحد و كان (ره) يرأف بضعفاء المشاهد المشرفة فى العراق سيما فقراء النجف من أرامل و علويات و يتامى، و يعطى الاعاظم بصورة خاصة، و كان تقسيمه على الطلبة فى السنة أربع مرات فى كل مرة حدود الف ليرة عثمانية مع قلة النقد فى زمانه، و توفى بلا دار و لا عقار و عليه دين جسيم و لم يكن فى متروكاته إلا كتب الوقف و مؤلفاته و أثاث الفقراء فى بيته، و كان فى عصره بالنجف فطاحل العلماء و كبارهم و له نبوغ خاص استطاع أن يظهر فيه. و كانت روابطى بالاستاذ وثيقة جدا على ترفع و اباء.
اساتذته:
تتلمذ على الشيخ المرتضى الانصارى فى الفقه و الاصول ثمان سنين و أجازه أن يروى عنه، و على السيد حسين الكوهكمرى التبريزى. و كان يملى درسه بعد الفراغ منه على تلامذة استاذه. و له الرواية عنه، و حدثنى البعض انه أجاز الميرزا حسن بن ميرزا على العليارى التبريزى.
مؤلفاته:
كتاب الصلاة له حجم خرج الى المبيضة، و كتب فى الاصول مقدارا كافيا فى مباحث الألفاظ و الأصول العلمية إلا انها فى المسودة، و فى أبواب الفقه كثيرا، و له شرح المعلقات السبع كتبه قبل هجرته الى النجف، و رأيت كتابته فى الفقه و الاصول لما حضرت عليه فيهما.
وفاته:
توفى فى النجف يوم الجمعة 17 رمضان-و كان صائما-بعوارض القلب و صار ليوم وفاته انقلاب فى النجف و شيعه علماء النجف و أعيان البلد، و أقبر ليلة السبت فى احدى حجر الصحن الشرقية الجنوبية، و أعقب أولادا كراما ثلاثة حسن و حسين و محسن.