الشيخ محمد البيدآبادي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ محمد البيدآبادي

الشيخ محمد الاصفهانى البيدآبادى، هاجر الى النجف و حضر على مدرسيها و تتلمذ على السيد محمد مهدى بحر العلوم النجفى، و رجع الى أصفهان عالم محقق ورع زاهد عابد، خشن المأكل و الملبس، بلغ مرتبة فى الأخلاق و السلوك سامية للغاية، و استطاع أن يروض نفسه على الزهد و العبادة حتى وصل النهاية، و يروى ان له إلماما بعلم الكيمياء و بعض العلوم الغريبة، و أنه لا يأكل اللحم إلا مرة واحدة فى الشهر، و لا يأكله حتى ينحر مائة رأس من الغنم يوزعها على الفقراء، و حدث آخرون أنه كان مرتاضا، و سمعناه عن جماعة من أهل بلاده يرفعونه الى مشايخهم و معاصريه، و صارت داره‏ من أملاك السيد محمد باقر حجة الاسلام فى أصفهان فى محلة بيدآباد و كانت بابها محقرة فسئل يوما عن رفع بابها فاجاب بأن رفعها لمن يأتى بعدى و يسكنها و هو السيد محمد باقر فتعجب حضار مجلسه من ذلك و لم يعترضوا عليه إكبارا له، و بعد ذلك ظهر صدق اخباره، و حدثنا الفاضل الاصفهانى أيضا انه وقع فى نفس المترجم له ان ليس فى عصره مثله فى الاخلاق و السلوك فجاءه يوما فقير و طلب منه أن يكون خادما عنده فاجابه انى أخدم نفسى بنفسى فالح عليه فقال له ان بنيت على القناعة من النفقة فلا بأس فبقى الفقير أياما حتى صارت ليلة الجمعة-و كان عادة الكثير من أهل أصفهان يهرعون الى مقبرة (تخت فولاذ) على مسافة فرسخ-فامره الشيخ بان يكترى له دابة يركبها فقال له الخادم المسافة قريبة لا تحتاج الى ركوب ثم اكترى له دابة و ركبها و سار يسيرا و وصل المقبرة فتعجب الشيخ من ذلك و لم يلتفت، الى النكتة و نزل لزيارة بعض القبور و سلم الخادم الدابة، و لما رجع اليه وجد الدابة بيد غيره و طلبه فلم يجده ثم التفت الى ما وقع فى نفسه أولا من العجب و زال منه انتهى.