الشيخ محمد أمين زين الدين

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ محمد أمين بن الشيخ عبد العزيز زين الدين

ولادته

ولد العلامة الكبير الشيخ محمد أمين بن الشيخ عبد العزيز بن الشيخ زين الدين البصري البحراني ، في شهر رمضان عام 1333 ه / 1915 م في قرية نهر خوز في قضاء أبي الخصيب في البصرة ، ونشأ بها ، وقد تعهده والده بالتوجيه والتعليم ، ثم هاجر إلى المحمرة وحضر بحث الشيخ عبد الحميد الخاقاني وفي عام 1351 ه ، هاجر إلى مدينة النجف الأشرف.

اساتذته

تتلمذ على علمائها منهم:

1 - الشيخ ضياء الدين العراقي .

2 - الشيخ محمد حسين الاصفهاني .

3 - السيد حسين البادكوبي .

4 - الشيخ أغا بزرك الطهراني وقد أجازه .

5 - السيد محسن الحكيم ، وقد أجازه .

6 - السيد أبو القاسم الخوئي .

7 - الشيخ باقر الزنجاني .

8 - السيد عبد اللّه الشيرازي .

9 - السيد جواد التبريزي .

10 - الشيخ محمد جواد البلاغي .

11 - الشيخ علي محمد البروجردي .

12 - السيد جواد التبريزي .

حياته العلمية

وأصبح عالما فقيها وأديبا شاعرا وقد أجازه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد أبو الحسن الموسوي الاصفهاني والشيخ آغا بزرك الطهراني ، وقد وصف بالكاتب المجيد ، والشاعر المطبوع ، وقد أسس في مدينة النجف الأشرف ندوة الأدب المحتضر حيث انتمى إليها عدد من الأدباء والشعراء ، وتتلمذ على يده جمع من طلبة العلم في النجف ، وقد أشرف على كتاب " البيان في تفسير القرآن " للإمام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي وقومه لغويا ، وقد هيأ طبقة علمية مثقفة من طلبة العلم جمعت بين الثقافة الدينية الحوزوية والثقافة الجامعية العصرية ومنهم : أخوه الشيخ علي البصري ، والسيد حسين بحر العلوم ، والدكتور السيد مصطفى جمال الدين ، والشيخ محمد رضا العامري ، والسيد عدنان البكاء وغيرهم ، وقد أشارت المصادر إلى مشاركته في الندوات الأدبية والعلمية ومساهماته الجادة في مجالس النجف ومنتدياتها ، ومن شعره في المولد النبوي الشريف:

أرج من الزهر المندى * قد ضوع الآفاق ندا

وعلا على الوادي ضياء * من قرارته تبدي

قبس من النور استطال * فشع في الأجيال وقدا

من بيت هاشم والجواهر * من معادنها تبدى

حيث المفاخر ليس تحصى * والفضائل لن تعدا

وأشار الأستاذ السيد عدنان البكاء إلى أدبه بقوله : " أن ذلك ما يحتمه الذكاء والذوق والحس المرهف ، وهي ميزات عرفت عنه حين يتفاعل مع العاملين الأولين وهما : طبيعة المنهج الحوزوي الذي يعطي اللغة العربية وآدابها مكانا واسعا ، فتنعكس أثارهما على ذوقه أخيلته في رؤيته للطبيعة ، ولكلمة والفكرة والأسلوب وهذا ما كان فقد برع الشيخ محمد أمين زين الدين في الشعر والنثر معا.

وأضاف الأستاذ البكاء قائلا : " وكان هذا الشيخ بالإضافة إلى علمه الجم شاعرا من طراز متقدم وكاتبا بارعا ذا أسلوب متميز لعله أقرب إلى أسلوب الزيات ، وأشار إلى ذلك في رثائه له بقوله:

وأديبا أعطى الحروف شموخا * أين منها رسالة الزيات

شع من نهج حيدر فيه معنى * علوي ينير كل الجهات

وكان للشيخ محمد أمين زين الدين مجلس أدبي كان ملتقى الصفوة من أهل العلم والأدب في الحوزة العلمية ، وقد أشار إليه الدكتور السيد مصطفى جمال الدين بقوله : " كان هذا الشيخ محور حلقة من العلماء يمتازون بثقافتهم الواسعة وأساليبهم الرائعة ، منهم المرحوم الشيخ سلمان الخاقاني ، وهو من أقدم تلامذة السيد الخوئي المرموقين ، وله ولع بالشعر واطلاع واسع على أغلب ما يصدر في المكتبة العربية ، وفي مكتبته العامرة ، وبإرشاداته وتوجيهه قرأنا ما جد من الكتب المصرية واللبنانية " وكان يستغل المناسبات لديمومة حيوية هذا المجلس وعطائه وإذكاء حماس حضاره وإقامة المباريات الشعرية في داخله والشواهد الموثقة كثيرة ، وقد دون الأستاذ الشيخ ضياء الدين الخاقاني مجلس الشيخين الجليلين : محمد أمين زين الدين ، وسلمان الخاقاني .

مؤلفاته وكتاباته

كتب المرجع الديني الشيخ محمد أمين زين الدين في الفقه والفلسفة والأدب والتاريخ وغيرها من العلوم الكتب الآتية:

1 - الأخلاق عند الإمام الصادق .

2 - الإسلام ينابيعه ، مناهجه ، غاياته .

3 - آمالي الحياة ، وهو ديوان شعر .

4 - إلى الطليعة المؤمنة ، وهي مجموعة رسائل أجاب عليها .

5 - تقريرات بحث الشيخ ضياء الدين العراقي في الأصول .

6 - تقريرات متفرقة لدروس الشيخ محمد حسين الاصفهاني في الفقه .

7 - تقريرات دروس الشيخ الاصفهاني في الفلسفة .

8 - تعليقة على الرسالة الصلاتية للشيخ يوسف البحراني .

9 - تعليقة على العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي .

10 - بين المكلف والفقيه ، مجموعة استفتاءات جمعها الشيخ محمد جواد الشهابي .

11 - رسائل متبادلة مع شاب مسيحي .

12 - رسالات السماء .

13 - العفاف بين السلب والإيجاب .

14 - كلمة التقوى ، وهي رسالته العملية تقع في تسعة أجزاء .

15 - المسائل المستحدثة .

16 - من أشعة القرآن .

17 - مع الدكتور احمد أمين ، رد فيه على كتاب " المهدي والمهدوية " .

18 - مجموعة خطبه في الجمعات تقع في جزءين .

وكتب الشيخ محمد أمين زين الدين بحوثا علمية ومحاضرات فكرية هي :

1 - بلال المؤذن ، مجلة البيان ، العددان ( 25 - 26 ) السنة الثانية 1366 ه / 1947 م .

2 - نهضة الحسين ، محاضرة ألقاها في جمعية الرابطة الأدبية في 15 محرم الحرام 1375 ه .

3 - صلح الإمام الحسن ، مجلة الإيمان ، العددان ( 1 ، 2 ) السنة الثانية 1384 ه / 1965 م .

4 - تحية الإيمان ، مجلة النشاط الثقافي ، العدد الثاني ، السنة الأولى 1377 ه / 1957 م .

5 - صوت محمد في كربلاء ، مجلة الغري ، العدد ( 11 - 14 ) السنة التاسعة 1367 ه / 1947 م .

6 - التاريخ بين عهدين ، مجلة البيان ، العدد ( 24 ) السنة الأولى 1366 ه / 1947 م .

7 - ثورة الحق ، مجلة البيان ، العددان ( 35 - 39 ) السنة الثانية 1367 ه / 1947 م .

8 - مع الأجيال ، مجلة الأضواء ، العددان ( 13 ، 14 ) السنة الأولى 1380 ه .

9 - الآيات الكونية مدد للوجدان ، مجلة الأضواء ، العدد العاشر ، السنة الأولى 1380 ه / 1960 م .

10 - الدين والوجدان ، مجلة الأضواء ، العدد ( 8 ، 9 ) السنة الأولى 1380 ه / 1960 م .

وأشار السيد حسين الشامي إلى أسلوب الشيخ محمد أمين زين الدين في الكتابة بقوله : " كان يكتب بطريقة هادئة بعيدة عن التكلف ، فهو لا يميل إلى العبارات المعقدة التخصصية ، إنما يلجأ إلى تبسيط الفكرة وعرضها بأسلوب انسيابي فيه رقة العبارة وجمال التصوير ، حتى أن القارئ يشعر أنه يقرأ لأديب معاصر ، أو أستاذ متخصص في القضايا التربوية والاجتماعية المعاصرة " وقد عرف الشيخ محمد أمين زين الدين بخطبه البارعة في الجمعات ، فهو كان يؤدي صلاة الجمعة وفق المنظور الأخباري الذي يؤكد على أداء الصلاة في عصر الغيبة ويقوم خطيبا في كل يوم جمعة ، وفي خطبه قد أمتلك أدوات الخطابة وشروطها المختلفة في الأسلوب والمضمون ، واعيا لأسباب التأثير النفسي في اللغة والصوت والمعنى ، بارعا في شدة انتباه سامعيه إليه في المناداة مرة وبالاستفهام - مقررا أو منكرا - أخرى ، وبالتعجب ثالثة ، ويحرص في أكثر خطبه على أن تكون الفواصل بين الجمل قصيرة متلاحقة لتكون أجمل إيقاعا ، وأعظم وقعا ، ويكثر أحيانا من غير تكلف من السجع والمحسنات البديعية الأخرى ، وعلى أن يخاطب القلوب والمشاعر ، ويحرك العواطف من حيث منشئها في الأصل ، مؤكدا على عنصري الترغيب والترهيب ، وهو يعطي للتوحيد في افتتاحيات خطبه حيزا مهما وبأعلى ما يعبر عن معناه ، مقتبسا من خطب الإمام علي عليه السلام في " نهج البلاغة " النص عينه أحيانا ومعناه أحيانا أخرى.

وكتب السيد عدنان البكاء كتابا بعنوان " آية اللّه العظمى الشيخ محمد أمين زين الدين ، تأشيرات في حياته وآفاق فكره وعمله ، وللشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ حسن الصفار كتاب بعنوان " الشيخ محمد أمين زين الدين ، الدور الأدبي والجهاد الإصلاحي " .

وفاته

توفى المرجع الديني الكبير الشيخ محمد أمين زين الدين ، عصر يوم الأربعاء ، التاسع والعشرين من صفر 1419 ه / الموافق ليوم 24 / 6 / 1998 م ، وشيع في اليوم التالي ودفن في داره الواقعة في طرف العمارة مقابل مقبرة وادي السلام وأقيمت له الفاتحة في الجامع الهندي ، كما أقيمت له مجالس عزاء داخل العراق وخارجه ، وقيل في تاريخ وفاته:

أودى الردى بفقيه أمة احمد * ومنار حجتها وليث عرينها

وعدا على من تستنير برأيه * الوضاء فكرا في شرائع دينها

علم الهدى الورع الأمين محمد * صمصام أرباب التقى ويمينها

فأبو ( ضياء الدين ) أظلم بعده * ربع المكارم واكتست بدجونها

وبكتبه دنيا المكرمات وكيف لا * تبكي ابن بجدتها بفيض شؤونها

وبفقده طويت صحائف سيرة * عبقت محافلنا بنشر متونها

والدين قوض صرحه أرخ ( كما * فجعت شرائع ديننا بامينها )

وقد عاشت مدينة النجف الأشرف في اليوم الأول لفاتحة المرجع الديني الشيخ زين الدين حالة اضطراب ورعب ، إذ أن المنظمة الحزبية قد قصفت بالهاونات ، عصر يوم الخميس 25 / 6 / 1998 م فأدى إلى إغلاق الأسواق ، واضطراب الوضع ، واتخذت اجراءات مشددة ، وأمنية صارمة « 2 » .