الشيخ قربان علي الزنجاني
الشيخ قربان على الزنجاني 1229-1328
الشيخ قربان على الزنجانى، ولد حدود سنة 1229 هـ و قرأ مقدماته العلمية فى ايران، و هاجر الى العراق فى آواسط القرن الثالث عشر الهجرى و أقام فى النجف الاشرف و حضر على أعاظم أساتذتها و رجع الى ايران عالما فقيها مجتهدا زاهدا تقيا ثقة عدلا ورعا، صار مرجعا للاحكام فى زنجان و نواحيها مبلغا مرشدا، تولى الأمور الحسبية و شؤون بلده الشرعية و العرفية و الاصلاحية، أقبلت عليه عامة الناس فى قطره لصلابة ايمانه و كثرة خوفه من اللّه تعالى و حنوه على الفقراء و الضعفاء، و من زهده انه لم يحدث اثرا مما تعارف للاجلاء و الوجوه العلمية فى ايران، نعم لم يملك سوى حصير و فرش رث، خلق يجلس عليه و دار سكناه خربة، بهذا حدثنا الثقة الزنجانى و كما سمعناه من آخر، و المعروف من سيرته فى الحقوق الشرعية التى يتولاها انه يبقيها عند أربابها و يحول المستحق عليها و لم يقبضها بيده، و عرف ايضا منه أنه باع دار سكناه خمس مرات و أعطى ثمنها الى المحتاجين من أهل بلاده، و كان المشترى لها من أهل الثروة و الايمان و النبل فعندما يشاهد صنع الشيخ المترجم له بثمن داره و توزيعه يرجعها اليه، و هكذا ينبغى لمن ملك زمام المسلمين.
و كان (ره) من العلماء الذين اوذوا فى اللّه تعالى و شردوا عن أوطانهم فى الحوادث التى وقعت من سنة 1324 هـ الى سنة 28 لانهم لم يوافقوا على الحكم الدستورى المعروف بالمشروطة فى ايران، و يرون هؤلاء ان الراجح لرجال الدين و لكل مؤمن عدم التدخل بانقلاب الحكم الملكى حيث يكون فيه مدخلا للمستعمر الانگليز فى أرض المسلمين، و حدثونا متواترا انه لما تم الأمر لرجال الدستور هجمت رجال الأمن على زهاء ثلاثين الف دار و محل من أصحاب و مؤيدى السلطنة المنقرضة فى شتى مناطق ايران و أطلقوا الرصاص عليهم و قتل كثير من المسلمين. و صادروا أموالهم و استولوا على عيالات بعض الوجوه المحترمة، و روى الثقة أيضا أن قائد قوات منطقة زنجان قبض على الشيخ المترجم له صباحا و اعتقله فى داره ثم قدم له طعام الغداء فلم يأكل و أوثقه كتافا و سفره الى طهران و بقى فيها معتقلا سياسيا أشهرا.
و تفأل المترأسون الذين يحتشم التصريح باسمائهم فى عصرنا بالقرآن الكريم عما يفعلونه به فخرجت هذه الآية الكريمة (هََذِهِ نََاقَةُ اَللََّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهََا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اَللََّهِ وَ لاََ تَمَسُّوهََا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ) و نفى الى العراق مخفورا، و فى خانقين فكوا و ثاقه، هذا و قد بلغ عمره المائة سنة أو يزيد و لما قدم بلد الكاظمية أقام فيها أشهرا يعانى العلل و الامراض حتى و فد على ربه نقى الجيب صابرا.
اساتيذه:
تتلمذ على الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر فى النجف فى أوائل هجرته الى العراق، و الشيخ المرتضى الانصارى و كان عمدة تتلمذه عليه.
وفاته:
توفى فى بلد الكاظمية فى آخر ربيع الاول سنة 1328 هـ و دفن فى رواق الامامين الجوادين (ع) .