الشيخ علي حرز الدين
الشيخ على حرز الدين 1182-1277
الشيخ على بن الشيخ عبد اللّه بن الشيخ حمد اللّه بن الشيخ محمود حرز الدين المسلمىي النجفى ولد فى النجف حدود سنة 1182 هـ و نشأ فيه و صار فقيها عالما محققا زاهدا عابدا مرتاضا، و كان ماهرا فى علم الطب اليونانى و النجوم و الهيئة، و له اليد الطولى فى علم الطلاسم، و له آثار علمية تدل على غزارة علمه و غوره فى العلوم العقلية و النقلية، و سمو مكانه العلمى حج مكة المكرمة مرتين ماشيا على قدميه من النجف مع القوافل، و قد حصل من علماء أهل المغرب و الافريقيين فى مكة، و من مراجعة الكتب الموجودة فى مكتبات مكة المكرمة علوما جليلة نافعة، و كان الشيخ الوالد مكفول النفقات من قبل أخيه الاكبر الشيخ هيكل (2) بن الشيخ عبد اللّه و كانت له صحبة أكيدة مع استاذه الامهر الشيخ على بن الشيخ الاكبر صاحب كشف الغطاء النجفى، و كان استاذه يقربه فى كثير من الأمور لغوره فى العلوم العقلية و معرفته بالشؤون العرفية و لازمه فى حياة والده الشيخ جعفر و بعد وفاته سنة 1228
اساتيذه:
حضر على أساطين العلماء فى النجف منهم الشيخ موسى نجل الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1241 و أخيه الشيخ على المتوفى سنة 1253 و الشيخ محمد حسن باقر صاحب الجواهر المتوفى سنة 1266 قبل رئاسته فى النجف و ظهوره.
مؤلفاته:
كتب عدة مجلدات ضخمة فى الفقه و الاصول من املاء و دروس أساتذته و له كتاب قواعد الطب كليات و معالجات و هو كتاب متين جدا بخطه شرحنا بعضه فى مجلد، و كتاب الشمسين فى العلوم الطبيعية، و فيه فرغنا من تأليفه
فى مكة المكرمة جوار بيت اللّه الحرام، و كتاب جامع الملاحم للحكماء الاوائل و جامع الطب، و أنيس الزائرين فى الادعية و الزيارات وقع الفراغ منه لتسع خلون من ربيع الاول سنة 1250، و كتاب الخاتمة و فيه ثلاث رسائل طب الرضا (ع) و هى الرسالة الذهبية بضبطه (ره) و الثانية فى الاصول الطبية و الثالثة فى عموم العلاج، و شرح الابواب العشرة فى علم الفلزات و علاجها لبعض الرهبان. و قد شرح المغلق منها و ذيلها بما فى تذكرة داود الانطاكى مرتبا على حروف الهجاء، و رسالة فى احكام النجوم و سيرها، و رسالة فى علم الهيئة، و رسالة فى أحكام الرؤيا، و رسالة فى قرآن الكواكب، و مختصر فى الاوراد و الادعية.
و قد اجتمع عنده فى الطاعون الكبير سنة 1247 من الكتب الخطية الغريبة من علم السيمياء و نحوها الشىء الكثير أئتمنها أهلها عنده برجاء السلامة من الوباء الجارف حيث اجتمع فى النجف خلق كثير خصوصا صنف العلماء و الروحانيين من جميع نواحى العراق آلاف من الناس للموت فيه لتعذر النقل يومئذ الى النجف، و قبيل وفاته باشهر ذهب الى بحر النجف-و كانت فيه السفن الشراعية-و القى بعض ما جربه من العلوم صحيحا فى البحر حدث بذلك ولداه العلامة الشيخ حسن و الشيخ احمد و قالا انه دخل فى ماء البحر الى ترقوته و نحن ننظر اليه و محى صفحات كتاب خطى بيده و آخر كله ثم القاه فى الماء، فليم على ذلك فأجاب انى أخاف أن يعمل به بعض من لا يخاف اللّه من أولادى و أحفادى فيفسد أمة من الناس بعلمه حيث أودعت فيه المجربات من العلوم الغريبة، المغربية و الافريقية.
100
وفاته:
توفى فى النجف يوم الاربعاء فى الخامس و العشرين من ذى القعدة سنة 1277 هـ هكذا بخط الأخ الشيخ حسن، و دفن فى مقبرة آل حرز الدين فى وادى السلام جوار تكية الهندى.
و أعقب خمسة أولاد الشيخ حسن و الشيخ عبد الحسين من كريمة العالم الشيخ ياسين الرماحى، و الشيخ احمد و المؤلف من كريمة الشيخ نون بن العالم الشيخ عبد الواحد العبودي و الشيخ جواد و الشيخ كاظم امهم من اعمامه (بنو مسلم) و كانت وفاته على أثر وفاة ولده الشاب الأديب الشيخ كاظم قد شغفه حبا.