الشيخ علي بن ظاهر الأسدي
الشيخ علي بن ظاهر الأسدي
ولد الشيخ علي بن ظاهر الأسدي عام 1240 ه ، وتوفى عام 1280 ه / 1863 م وكان يعرف بابن نبعة ، وقد لحقه لقب " المطيري " الذي جاءه من أخواله في مدينة الحلة وكان من أكمل دروسه في العربية والمعاني والبيان والمنطق في مدينة الحلة ومدينة طوريج ( الهندية ) ثم هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال تحصيله العلمي ، فسكن في احدى حجرات الصحن الشريف ، وأصبح أديبا شاعرا ، وبدأت قريحته الوقادة تجود بنظم الشعر وكان يعرض بعض مقاطيعه وأبياته على شيوخه للتهذيب والتنقيح حتى تكون لديه ديوان شعر كبير ، لكنه تلف وقد غادر الشيخ علي الأسدي النجف إلى بغداد ومنها إلى طهران ، فأتصل بالشاهزادة محسن مرزا أمير أصطبل السلطان ناصر الدين القاجاري ، الذي كان يميل إلى الأدب والأدباء ، فقربه إلى السلطان ناصر الدين فمدحه ، وكان ينافسه في هذا المكان السيد راضي بن السيد صالح القزويني المتوفى عام 1285 ه ، فوقع بين الاثنين تنافس أدى بالشيخ علي الأسدي بالعودة إلى مدينة النجف الأشرف ، فسكن أولا في الصحن الشريف ثم في مدرسة المعتمد ، فأخذ أسمه يحتل موقعا في الأدب والشعر ، فقد أهله لأن يكون معدودا في الرعيل الأول من شعراء عصره ، فأتصل بأسرة آل كاشف الغطاء ومدح أعلامها وكما أتصل ببعض الأسر العلمية في مدينة بغداد كأسرة آل كبة ، وأسرة آل جميل ، ونقباء بغداد ، وكان قد شرع بشرح قصيدة الشيخ كاظم الآزري في مدح النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والإمام علي عليه السلام والتي مطلعها :
لمن الشمس في قباب قباها
وقد أمتاز الشيخ علي الأسدي بسرعة البديهة ، والاكثار من نظم الشعر ومن محاسن قصائده التي كانت تدور بينه وبين الوالي العثماني مدحت باشا ، فقد كانت صدور الأبيات لمدحت باشا وأعجازها للشيخ علي الأسدي . وكان قد نظم ارتجالا في فتاة غربية وقف بها زورق على شاطئ نهر دجلة :
ورب خود من الإفرنج سافرة * عن وجهها وعليها ثوب أنوار
جاءتك في زورق بالماء تحسبه * عين المحب طغت في دمعها الجاري
أو تلك شمس هلال الأفق يحملها * فيما يلي الأفق لا في دجلة ساري
قفوت فيها الهوى شوقا فأوقفني * على شفا جرف هار من النار
حتى إلى الجسر جاءت فانثنت حذرا * من أن يمر على أعطافها الذاري
فيجرح الذر أعطافا منعمة * تكاد تجرح لو مرت بأفكاري