الشيخ علي القمي الزاهد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ علي القمي الزاهد

الشيخ على بن الشيخ محمد ابراهيم بن محمد على القمي النجفى المعاصر، كان من أهل الفضل و الزهد و العبادة و القداسة، و كان حفظه اللّه تعالى من زهده و أعراضه عن زخارف الدنيا الفانية. أنه لا يرى قيمة لما طاب من المأكل و الملبس فيلبس اللباس الخشن المنسوج فى البلاد الاسلامية و على الغالب يلبس من صنع ايران من الصوف و القطن الغليظ، و لا يستعمل الألبسة المصنوعة فى أوربا و بعض دول آسيا و غيرهما من الدول الكافرة، و المعروف انه يأكل ما تيسر من الطعام و قد يأكل المآكل الجشبة، و كان و سيما.

آثار السجود بين عينيه لكثرة صلواته و سجوده لشكر اللّه تعالى، و كان إمام جماعة يصلى فى مسجد البلد (جامع الهندى) يأتم به بعض العلماء و أهل الفضل و العلم و الوجاهة و الطلبة و التجار. و زهده و تقاه أكثر من علمه، و ربما تضمنا بعض المجالس و تحرر مسائل فى الفقه و الاصول فلم يشترك فى شى‏ء و في يوم ضمنا مجلس على مأدبة عشاء فى دار الوجيه مطلق المعمار النجفى فقصده بالسؤال بعض الوجوه النافدين بمسألة فقهية فلم يجبه ثم أعاد السؤال ثانيا و ثالثا عليه فاجبته عن الشيخ حفظه اللّه حفظا للنوع. و كان الجواب بمرأى منه و مسمع ثم همست فى أذنه بان اللازم جوابه. فكان جوابه لى من خاف اللّه عرف كل شى‏ء، و كان ملتزما بالمستحبات و الاعمال المسنونة و مؤدبا بالآداب الشرعية و المشار اليه بالورع و الصلاح و الزهد فى عصره بالنجف، و قد ترك الدرس و التدريس أواخر أيامه و انصرف الى العبادة الصادقة، و كان مبدءيا يحضر على المدرسين.

اساتيذه:

حضر على بعض المدرسين الافاضل و حضر على العالم الاخلاقى الرياضى و المدرس البارع السلوكى الشيخ ملا حسين قلى الهمدانى المتوفى فى كربلا سنة 1311 هـ و قد تقدمت ترجمته فى الجزء الأول.

و حدث أقوامه ان والده الشيخ محمد ابراهيم كان من أهل العلم و الفضل و له من المؤلفات كتاب الاجارة، و غيره و يقيم فى طهران و قد توفى حدود سنة 1300 هـ. و كانت والدة المترجم له كريمة العالم الشيخ مشكور بن محمد ابن صقر الحولاوى المتوفى سنة 1272 هـ.

أقول و خرج من القميين جماعة كثيرة من العلماء (1) و الرواة و المدرسين و الصلحاء.