الشيخ عبد الحسين محي الدين

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ عبد الحسين محى الدين ... -1271

الشيخ عبد الحسين بن الشيخ قاسم بن الشيخ محمد محي الدين النجفى، فاضل عارف شاعر مفلق و أديب معرق، يمدح و يذم و يجيد فيهما، و لم يكن الشيخ من معارف أهل العلم بل من مشاهير الشعراء و الأدباء فى النجف، و روى ان أحد أجداده و هو الشيخ على بن الشيخ حسين صاحب كتاب للتوقيف‏ و الوجيز فى تفسير كتاب اللّه العزيز. كان من أهل النظر و الاستدلال، و المترجم له جالس العلماء و الفضلاء و الاعيان، و له المكانة العالية عندهم لفضله و أدبه الجم و شاعريته المقبولة، و كان سريع البديهة، يروى له نظم كثير لو جمع لكان ديوانا، و فيه المدح لآل الرسول الأعظم (ص) و الرثاء بقى عند الشيخ جواد و الشيخ محمد صالح آل محى الدين فلم يخرج منه عدا ما فى أيدى جماعة، و كل ما نذكره عن أحواله حديثا عن فضلائنا المعاصرين، و حكى بعض معاصريه أنه قرأت قصيدة فى بعض المحافل الأدبية فى النجف للشيخ محمد صالح هذا فكان القارى‏ء يقرأ صدر البيت و أنا أقرأ عجزه..

فناجانى استر على و لا تفضحنى، و آخر أيامه لم تكن له حرفة إلا نظم الشعر و الأدب الواسع، و روى البعض أنه رثا الشيخ حسن و الشيخ على و ابنه الشيخ محمد آل كاشف الغطاء، و رثى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، و كثيرا ما يقول من يشترى شعرا بشعير. لكساد سوق شعره، و عاصر جملة من الرؤساء و الامراء و صاحبهم فى العراق، و له شأن و وجاهة عندهم منهم الزعيم (وادى بن شفلح) المتوفى سنة 1271 هـ رئيس زبيد فى العراق و كان أميرا من قبل الدولة العثمانية و ذرب بن شلال رئيس خزاعة و كان متغلبا بالسيف فى العراق يومئذ، و نال منهما نيلا جزيلا و معروفا، و كان الزعيمان متضادين أشد التضاد فاذا صحب أحدهما سخط عليه الآخر، و اكثر اختصاصه بالامير وادى و مدحه‏ بقصيدة مراغمة لرئيس خزاعة قال فى مطلعها:

سد الفرات بعزمة الاسكندر # وادى يمد نداه فيض الابحر

قل بأس وادى لا تقل كسرى و لا # سابور يفتح فى مدائن قيصر

سد بلا كلس أقيم و أنه # عن سدّ ذى القرنين لما يقصر

أرسى بسورته مبانى دونها # الهرمان فى مصر و معبر تستر

اما؟؟؟ العزائم هكذا أولا فلا # لو شاء حك بها السهى و المشترى

عكفت على أهل العراق فذللت # من جانبيه كل صعب أعسر

وسطت بأوله فجازت واسطا # منها لعبادان سطوة قسور

سيف فما اليزنى سيف بالغ # فيما يحدث عنه غلوة مفخر

من حمير اليمن الكرام و من به # فخرت أعاظم تبّع فى حمير

و هجا (ذرب) رئيس خزاعة بقصيدة مطلعها:

ألا لبست خزاعة ثوب ذل # غداة غدا ابن شلال أميرا

طويل ما به طول و لكن # غدا عن كل مكرمة قصيرا

الخ...

و مدحه أيضا فى مقام آخر بقصائد، و هجا الامير وادى طلبا لنوال رئيس خزاعة و العفو عنه و لما سمع الامير هجاءه هدر دمه و قبض على اقطاعاته من الاراضى حتى أصبح الشيخ فقيرا، و أشار عليه بعض الأدباء أحد كتاب الأمير و هو الملا حسين الحلى المتوفى سنة 1300 و كان أيضا شاعره الخاص و صديق الشيخ المترجم له أن يفد على وادى على حين غفلة من دون أن يغير ثيابه على بزته، فوفد عليه و كيفيته، بان بات ليلتله الاولى عند الكاتب المذكور و لما انتظم مجلسه دخل عليه و هو لا يعرفه، قال مادحا. فقال الامير أعطوه، قال الشيخ ما لهذا أتيت، قال قل فانشأ يقول:

سد الفرات # بعزمة الاسكند

القصيدة الخ.. فقال عبد الحسين هذا، أجابه ما جاءك إلا هو فقال الامير لقد أحييتنى ثم عاتبه على مدح عدوه و هجائه له، و أمر له بعشرة آلاف شامى و تغار من الحنطة و عدد كبير من سائر الحبوب و أخذ يقول أعطوه كذا مقدار من القهوة و التتن. و الدهن و الملح. و الألبسة و تروى للمترجم له منظومة فى النحو.

وفاته:

كانت وفاته ليلة الجمعة من شهر صفر سنة 1271 هـ و اقبر فى النجف فى الصحن الغروي العلوي فى مقبرتهم.