الشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد شكر
الشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد شكر
كان الشيخ عبد الحسين بن الشيخ أحمد بن الحاج حسين شكر الجباوي من أدباء مدينة النجف الأشرف وشعرائها البارزين في القرن الثالث عشر الهجري ، ويقول الشيخ حرز الدين : انه فاضل كامل أديب وشاعر سريع البديهة ، مكثر في نظمه ، وبعض نظمه قوي متين ، وقد أمتاز بحسن سبك وعذوبة ويقول الشيخ كاشف الغطاء : " كان أديبا شاعرا من أفاضل الشعراء ، واحاسن الأدباء وذوي البديهة والإكثار في الشعر " ويقول : " كان فاضلا كاملا ، أديبا لبيبا شاعرا ماهرا ، حلو الشمائل ، حسن الأخلاق " وقد برز في حلبات الأدب النجفية في صناعة القريض حتى أصبح مشارا إليه في فضله وأدبه.
وقد سافر الشيخ عبد الحسين شكر إلى إيران وأتصل بوزراء الدولة القاجارية فحظي بمكانة سامية عندهم ، ثم عاد إلى مدينة النجف الأشرف ، ومنها سكن مدينة كربلاء وأتصل بآل السيد كاظم الرشتي ، إلا أنه كان يختلف عنهم في معتقداته ، ثم سافر إلى إيران وبقي هناك حتى وفاته عام 1285 ه / 1868 م.
وقد وجه بعض الباحثين إليه تهمة الكشفية التي كان أبوه على خطها حتى قالوا :
أن الولد على سر أبيه وقد خص الشيخ عبد الحسين شكر الكثير من شعره في مدح أهل البيت عليهم السلام وفي الإمام الحسين عليه السلام على وجه الخصوص مدحا ورثاء ، ويقول الشيخ محبوبة : وقفت له على مراث مدونة محفوظة في مجاميع الرثاء وله ديوان شعر طبع في مدينة النجف عام 1374 ه / 1955 م ، ومن شعره في الحسين عليه السلام :
هبوا بني مضر الحمرا على النجب * قد جذ عرنينكم في صارم الغلب
سلت أمي حدادا في مغامدها * قادت بها الصعب منكم بل وكل أبي
ألقوا الذوابل نضوا البيض صادية * قامت مساقاتها فاجثوا على الركب
غابت مضرجة منكم بدور دجى * في كربلا وهوت كالأنجم الشهب
ومن قصيدة له في رثاء الإمام علي عليه السلام :
عرا المكارم خطب شب بالكدر * لم يبق من بعده للمجد من أثر
رزء له العروة الوثقى قد انفصمت * والشمس قد كورت تبكي على القمر
للّه من فادح أبكى الهدى بدم * مذحل بالدين كسر غير منجبر
رزء الوصي أمير المؤمنين ومن * لولا يداه رحى الأكوان لم تدر
وللشيخ عبد الحسين شكر نثر جميل ، وأسلوب بديع ، وتعبير رصين ، ففي تقريضه لكتاب " الدمعة الساكبة " عام 1279 ه شواهد على ذلك ومنه " ما بيض كعاب ، ولا عرب أتراب ، برزت في حلة تيه ودلال ، ولا طلعة عروس ، ولا أجنحة طاوس ، أفتتن بها أهل الجمال ، وحديقة زينتها ازرار ، ولا حدقة طرف زانها فتور واحورار ، ومصدر البال عنها في بلبال ، ولا الخرد الكنس ، ولا النجوم الخنس ، تجلت في مشكاة غر وجلال ، بابهى وأبهر وارهى وارهر ، من رياض غرست بها أشجار الأخبار ، فغردت على أغصانها للمعرفة أي أطيار وحياض طما فيها ماء الحياة وسار ".
توفى الشيخ عبد الحسين آل شكر الجباوي في مدينة طهران عام 1285 ه / 1868 م .