الشيخ عبد الحسين الاعسم

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ عبد الحسين الاعسم ... -1246

الشيخ عبد الحسين بن الشيخ محمد على بن الشيخ حسين بن الحاج محمد الزبدى الاعسم‏ النجفي عالم محقق فقيه، و شاعر أديب و كامل أريب، سريع البديهة عربى صميم، و ربما قيل انه أعلم من أبيه صاحب المنظومة و لشعر مدحه جل المعاصرين بالعلم و دقة النظر الى قولهم و استمد كثيرا من كتابه (الذرايع) بعض عظمائنا ممن تأخر عنها من مؤلفى الكتب المشهورة نقلا و تحصيلا.

اساتيذه:

تتلمذ على الشيخ الاكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، و أدرك بحث السيد محمد مهدى بحر العلوم و يظن أنه تخرج عليه، كما رواه بعض المعاصرين، و تتلمذ على المحقق السيد محسن الأعرجى صاحب المحصول الكاظمى المتوفى سنة 1227 هـ.

مؤلفاته:

ألف كتاب ذرايع الافهام. الى أحكام شرايع الاسلام فقه استدلالى مبسوط بدقة و تحقيق فى ثلاث مجلدات، الاول ينتهى بالاغسال، و الثانى بالدماء فرغ منهما سنة 1239، و بدأ فى الثالث باحكام الاموات و ينتهى بالنجاسات فرغ منه سنة 1243، و شرح منظومة والده فى المواريث و الاطعمة و الاشربة و جملة ما شرحه خمسماءة بيت و ثمانية، و آخر نظمه قوله:

هذا و نهدى اكمل الصلاة # للمصطفى و آله الهداة

و ختمه بقوله و نسأله السعادة فى المبدأ و المال فرغ من كتابته سنة 1240، و له منسك حج تام، و رسالة فى الصلاة عن الشيخ محمد جواد بن الشيخ كاظم الاعسم المعاصر، و له الروضة فى الشعر مرتبة على حروف الهجاء منها قصيدته البائية فى ندبة الحجة (عج) التى مطلعها:

أرى كفك ابتلت بقائمة العضب # فحنام حتام انتظارك بالضرب‏

و اسمها المقبولة قيل فى تسميتها كان المترجم له لا يعطى نظمه فى رثاء أهل البيت (ع) للراثين و الحفاظ حتى يعرضه على والده فعرض عليه البائية هذه فلم يرجح اعطاءها للخطباء. فرأى فيما يرى النائم مجلسا حافلا فيه النبى (ص) و أمير المؤمنين (ع) و القصيدة تتلى عليهم و لما استيقظ حدث اباه فقال له اذعها فانها مقبولة، و فى 24 رجب سنة 1347 عثرنا على نسخة من المنظومة مشروحة بخط المترجم له و أيد ذلك بعض أرحامه و أفاد ان هناك نسخة أخرى بخطه أيضا توجد عند الشيخ محمد بن الشيخ مهدى بن الاستاذ الشيخ محمد طه نجف (قده) و هاتان النسختان كانتا عند الشيخ حسين بن الشيخ محمد على الأعسم أخى المترجم له ثم صارتا بيد وصيه الشيخ جواد الحكيم، و رأيت كتاب الذرايع مسودة بشرحه فى المطهرات الى قول: المحقق فى آخر كتاب الطهارة (و من غير ذلك مرة واحدة و الثلاث أحوط) و فى 15 شوال سنة 1348 رأيت جلدا من الذرايع مبيضة أوله بعد البسملة الفصل الثالث فى الوضوء. و فى آخره صورة خط المصنف قوله: غسل اللّه ديواننا من خطايانا.. و نسأله كما منّ علينا باتمام كتاب الطهارة من ذرايع الافهام الى أحكام شرايع الاسلام أن يوفقنا لختم شرح هذا الكتاب... و قد نقله من المسودة الى البياض مؤلفه الفقير عبد الحسين بن المرحوم الشيخ محمد على الأعسم. و فى آخر الفصل الرابع فى النفاس قال الى هنا انتهى الكلام فى الجزء الثانى، و كان المترجم له معاصرا للسيد باقر بن السيد احمد القزوينى المتوفى فى ختام الوباء سنة 1247، بعد وفاة الشيخ، و تعهد الفة خاصة و صداقة عميقة و مراسلات شعرية بين السيد القزوينى و الشيخ الأعسم، و كان من عادته في كل عام أن ينظم قصيدة فى الهزل فى حق الشيخ ابن جماعة الوثنى الهندى.

ما يناسب حاله فى التاسع من ربيع الأول بالتماس أصحابه و أهل الأدب-و اتفق فى سنة لم ينظم لتشويش باله فاجتمع عليه أصحابه على عادتهم و استنجزوه الوعد و اعتذر منهم ثم ألزموه و لو ببيتين من الشعر فاطرق هنيئة و قال:

قد جمعت من نطف ذاته # و أودعت فى رحم فاسد

(ليس على اللّه بمستنكر # أن يجمع العالم فى واحد)

وفاته:

توفى فى النجف سنة 1246 هـ فى آوائل الطاعون المؤرخ بقولهم (عم العراق الموت فى الطاعون) و دفن فى الصحن الغروى مع أبيه فى الحجرة بين المنارة الجنوبية و الدرج النافذ اليها و تعرف اليوم بمقبرة-امين الضرب- و قد أشرف عمره على التسعين، و لم يعقب سوى بنت واحدة تزوجها السيد صالح بن السيد احمد بن السيد محمود بن السيد ابراهيم بن السيد على الحكيم ابن مير مراد الطباطبائى، و هذه المصونة والدة صاحبنا العالم المقدس السيد مهدى الطباطبائى الحكيم صاحب (تحفة العابدين) فى المواعظ المتوفى فى بنت جبيل سنة 1312 هـ و سيأتى ذكره.