الشيخ طالب بن الشيخ عباس البلاغي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ طالب بن الشيخ عباس البلاغي

ولد الشيخ طالب بن الشيخ عباس بن الشيخ إبراهيم البلاغي في مدينة النجف الأشرف ونشأ بها وكانت وفاته فيها عام 1282 ه / 1865 م ، وقد درس على أعلام عصره وفي مقدمتهم الشيخ صاحب الجواهر ، وأصبح من مشاهير عصره علما وأدبا ، من الشعراء المجيدين ، ومن أعلام الأدب وعرف بالفضل والتقوى والزهد والإيثار ويقول السيد حسن الصدر : " كان من مشاهير علماء بلاده من أهل الفضل والأدب ، جليل متكلم " وقد جمع في شخصيته بين الفقه والأصول ، والشعر والأدب ، وكانت له مراسلات ومطارحات مع أدباء عصره

وأسس في مدينة النجف الأشرف " الندوة البلاغية " التي كان يحضرها الكثير من الأدباء والشعراء وأهل العلم والفضيلة ، حتى أصبح ناديه مقصدا لهؤلاء ، وكان هو القطب بينهم ، فهم يكبرونه ويجلونه وقد أعطت الندوة البلاغية صورة جلية للحياة الأدبية في مدينة النجف الأشرف خلال القرن الثالث عشر الهجري ، فقد أكثر أعضاؤها من المساجلات والمطارحات ونهضوا بالأدب العربي نهضة محسوسة وقد أشار إليها الشيخ جابر الكاظمي بقوله:

نال البلاغ من البلاغة طالب * قبل البلوغ لذلك قيل بلاغي

حتى احتواها والملا لهجت بها * فالكل لاغ وهو ليس بلاغي

ندب به قد نلت اشتات العلى * وبلغت من جدوى يديه بلاغي

ويقول الشيخ جعفر محبوبة : أن الندوة البلاغية كانت أوسع من معركة الخميس الأدبية ، وقد دون محاضرها الشيخ إبراهيم صادق العاملي ولما أصيب الشيخ طالب البلاغي بجروح عند سقوط جدار داره عليه عام 1262 ه ، فجلس في داره ، وأخذ أصحابه يعودونه ، وكان أكثرهم عيادة وملازمة له الشيخ إبراهيم صادق العاملي ، الذي كان يزوره صباحا ومساء ، ويسليه بتلاوة الأشعار والقصص الطريفة ، والحكايات الظريفة ، ثم تعطل عن عيادته أياما لشغل حصل عنده ، فعتب عليه الشيخ طالب البلاغي ، فأنشأ عدة قصائد ومقاطع في عتابه ، جمعها الشيخ إبراهيم العاملي ، وهي تعد مجموعة نفيسة وللشيخ طالب البلاغي شعر كثير ، وفي أغراض متعددة ، ومنه في رثاء السيد حسن الخرسان المتوفى عام 1295 ه / 1848 م:

هو الدهر في الأمجاد تترى مصائبه * وكم ظهرت بين البرايا عجائبه

ومن ظن أن الدهر يصبح غالبا * أحال وان الدهر لا شك غالبه

فلا تعتبن يوما على الدهر انه * خوؤن ولا يصغى إلى من يعاتبه

هو الدهر كم قد شن في الناس غارة * وكم ظهرت فيهم لعمري غرائبه

وكم غالهم من صرفه بطوارق * لو أن برضوى بعضها أنهد جانبه

وما أنفك في الأمجاد يرمى بريبة * وفيهم مدى الأزمان تترى كتائبه

وحسبك منه أن دهانا بفقد من * سمت فوق هام النيرين مناصبه

هو الحسن السامي الفخار ومن له * أقيمت على الشعرى العبور مضاربه