الشيخ حسين بن الشيخ احمد الدجيلي
الشيخ حسين بن الشيخ احمد الدجيلي
ولد الشيخ حسين بن الشيخ أحمد بن الشيخ عبد اللّه الدجيلي في مدينة النجف الأشرف عام 1238 ه / 1832 م ، ونشأ بها ، وتوفى بالقرب من مدينة كربلاء عام 1305 ه / 1887 م . وكان قد أخذ عن أبيه مبادئ العلوم ثم تتلمذ على علماء عصره وفقهائه منهم:
1 - السيد حسين بحر العلوم .
2 - الشيخ جواد محيي الدين .
3 - الشيخ راضي النجفي .
4 - السيد علي الطباطبائي .
5 - الشيخ مهدي كاشف الغطاء .
6 - الشيخ محمد علي كاشف الغطاء .
وأصبح الشيخ حسين الدجيلي عالما فاضلا ، وأديبا شاعرا ، ويقول الشيخ محبوبة : كان من أفاضل أهل العلم ، له خبرة بالعلوم الدينية ، ولكنه اشتهر بالأدب واللغة ، وله شعر رقيق ويقول الشيخ حرز الدين : " حضرنا بعض مجالسه ، وكان له صحبة مع الشيخ صادق العاملي المتوفى عام 1288 ه ، وكانا يحضران مجلس الشيخ مهدي كاشف الغطاء" وقد أمتاز الشيخ الدجيلي بالظرف البرئ فقد كانت تصدر عنه النكتة المليحة والدعابة المستملحة مشفوعة بأدب حي وذهنية مرهفة تحسس الجليس وتنعش السامع وتفهمه سعة خياله ورقة مشاعره ومن نوادره مع أستاذه الشيخ مهدي كاشف الغطاء ، انه أهديت له ذات يوم عباءة ، فهو بدوره قدمها إلى الشيخ إبراهيم قفطان أو إبراهيم آل صادق العاملي وكان الشيخ حسين الدجيلي حاضرا ، فارتجل قائلا:
لا صارمي يوم القراع قد نبا * ولا جواد السبق مني قد كبا
قد طبت جدا وأبا وما أنا * أقول عودا طبت جدا وأبا
أهل العبا كان ( حسين ) منهم * ما كان إبراهيم من أهل العبا
وأشتد البرد في احدى السنين ، ولم يجد الشيخ حسين الدجيلي عباءة تقيه من البرد فكتب لأستاذه الشيخ مهدي كاشف الغطاء قائلا :
يا واحدا والمساعي الغر قد جمعت * فليس له فيه ثان نبيل يد
وافى الشتاء بجيش البرد وادرعت * له الخلائق بالأثواب لا الزرد
وبافتقادي كاف الكيس قد فقدت * عين العباءة مني منتهى الأبد
فأسمح بها واقمع البرد الذي نفذت * سهامه في الحشى يا بيضة البلد
وقد أشتهر الشيخ حسين الدجيلي بالموشحات الطريفة والتي منها:
وقفة بين المصلى والغميم * بالمطايا يشتفي منها الفؤاد
ما عليكم أن تميلوا ساعة * فتلموا لي بها المامة
وقفة باللّه أو اشراقة * بين هاتيك الروابي يا هذيم
فلكم نادمت فيهن سعاد * بعد ما قد مطلتني برهة
ورأت وصلى عليها سبة * منحتني بعد بعد زورة
فأتت ترفل في الليل البهيم * تمحض الود على غير وداد
وترك الشيخ حسين الدجيلي ديوان شعر كبير وذلك عند وفاته عام 1305 ه عند القنطرة البيضاء على بعد ثلاثة أميال في مدينة كربلاء ، وحمل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف ودفن في الصحن الشريف.