الشيخ حسن آل خنفر

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ حسن آل خنفر

كان عالما فاضلا فقيها وقد أنجبت أسرة آل خنفر العلامة الكبير الشيخ محسن بن الشيخ محمد آل خنفر المولود في حدود عام 1176 ه / 1762 م ، والمتوفى في مدينة النجف الأشرف عام 1270 ه / 1853 م ، وكان قد تتلمذ على علماء النجف وفقهاء أسرة آل كاشف الغطاء منهم:

1 - الشيخ جعفر الكبير .

2 - الشيخ موسى بن الشيخ جعفر .

3 - الشيخ حسن بن الشيخ جعفر .

وأصبح عالما بارزا وفقيها أصوليا كبيرا ، وقد تتلمذ عليه جمع من أعلام مدينة النجف وفقهائها منهم:

1 - الشيخ علي الخليلي .

2 - الشيخ حسين الخليلي .

3 - السيد محمد الهندي .

4 - الشيخ احمد المشهدي .

5 - الشيخ محمد طه نجف .

6 - الشيخ محمد لائذ .

7 - السيد علي الهندي .

8 - الشيخ عبد الرضا الطفيلي .

9 - الشيخ محسن عليوي آل خضر .

10 - السيد أبو طالب القائني ، وقد أجازه .

11 - الشيخ حسين بن الشيخ عباس الخاقاني .

12 - الشيخ علي بن أحمد .

وكان لتلاميذ العلامة الشيخ محسن خنفر حضور واسع في مدرسة النجف في القرن الثالث عشر الهجري وجزءا من القرن الرابع عشر الهجري ، وقد أشارت المصادر إلى مكانة الشيخ محسن خنفر العلمية ، فيقول السيد حسن الصدر : انه عالم علامة ، وفقيه فهامة ، ومحدث كبير ، ورجالي خبير ، كان في درس يبحث عن رجال السند أولا واحدا واحدا ، ويتكلم فيه بالاستقصاء التام في كلمات علم الجرح والتعديل وبعد الفراغ من ذلك يتكلم في فقه متن الحديث بغاية ما يكون من التحقيق والتدقيق ويقول تلميذه السيد محمد الهندي : انه كان وحيد عصره في فن الرجال كان يحافظ على متن الحديث ، ويستدرك على وسائل الحر العاملي ، ويقول أيضا : أستاذي الثقة الضابط التقي ، الورع العالم العلامة ، كنت لا أسأله عن شيء إلا وجدت جوابا حاضرا مع حفظ المستند ، وكان إذا درس أتى بما له دخل من سائر العلوم في المطلب ، وإذا ذكر الأحاديث ذكرها بأسانيدها محفوظة ، وكان وحيد زمانه في علم الرجال أن لم يكن كذلك في غيره من سائر الفنون المشهورة ووصفه الشيخ عباس كاشف الغطاء بقوله : انه تقي نقي ورع متهجد ، أحب الأشياء إليه اظهار العبودية ولا يتملق لأبناء الدنيا ولا يرى للمترفين شيئا زهد فيه ووصفه تلميذه الشيخ ميرزا حسين الخليلي بقوله : انه عالم محقق ، فقيه أصولي بارع ، خبير متتبع لعلم الرجال والحديث ، بحاثة زمانه ، ومن المنح التي خصه اللّه تعالى ومنحه بها هو انه كان يحفظ كتاب القانون في الطب ، وكان أستاذا في تدريسه وشرحه ، ويحفظ الوسائل للحر العاملي بأجزائها سندا ومتنا مع التحقيق والغور العميق في فهم مطالبها حتى أنه كان يضبط مواضع اشتباه العطف بالواو أو الفاء ، وكان أعجوبة في قوته وأحاطته وعلمه ، ومن أحاطته انه يباحث ، ما يستفاد من ألفاظ النص أو الحديث الذي يستدل به على حكم فرعي أياما ، وقد يكون أسبوعا كاملا فأول ما يبحث لغة النص وما فيه من الحقيقة والمجاز والفصاحة والبلاغة ونسبته من الكتاب العزيز ورجال سنده ثم يذكر فقه الحديث وما يستفاد منه من جمع الأخبار إلى غير ذلك من التحقيق الواسع ، وكان زاهدا مترفعا خشن الملبس والمأكل ، شديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد تخصص العلامة الشيخ محسن خنفر بتدريس الطب اليوناني والعلوم الرياضية والحكمة والأدب والتاريخ ، وكان من المفروض أن تؤهله علميته هذه إلى درجة الاجتهاد والتقليد ، ولكن الناس قد انصرفوا عنه ، فقد قيل أن كان يرى رأي الشيخ احمد زين الدين الأحسائي في أصول العقائد ، ولكن هناك من كان ينفي عنه آراء الكشفية وكان يرى أن تكون الولاية العامة للمجتهد العادل ووجوب البقاء على تقليد الميت بشروط اشترطها وقد أضاف الشيخ محسن خنفر إلى ثقافته المتعددة في العلوم ، أدبا وشعرا ، ومن شعره تخميس أبيات السيد احمد الرفاعي في مدح الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:

تجوش نفسي لقرباكم فأسلها * أنظار مسيرة منكم أوملها

لكنما خدمتني لا زلت أوصلها * في حالة البعد روحي كنت أرسلها

تقبل الأرض عني وهي نائبتي * كم من رياح بروح اللطف منك جرت

وكم من سحاب بماء المزن قد مطرت * وكم مضت دول للروح وابتدرت

وهذه دولة الأشباح قد حضرت * فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

تميزت من غيظ وكدت لديهم * أفوه بما لم يفض صدري إليهم

بقوم تساما الكفر بين يديهم * إذا قيل لي فضل عليا عليهم

فلست أقول الدر خير من الحصى * أغيا وهذا الحق الملام رشده

تلوح لسار ضل عن نهج قصده * وأين الثرى والبدر في أوج سعده

ألم ترى أن السيف يزرى بحده * إذا قيل أن السيف أمضى من العصا

وكتب العلامة الشيخ محسن خنفر كتبا في الفقه واللغة والرجال وهي:

1 - التصنيف الإملائي .

2 - التحريرات في الفقه ، كتبها تلميذه السيد محمد بن السيد هاشم الهندي .

3 - مقاصد النجاة ، رسالة عملية في الطهارة والصلاة .

4 - مؤلفات لم يخرج منها شيء إلى المبيضة في الفقه والأصول والكلام .

وقد طلب منه أعلام أسرة آل نظام الدولة في النجف الأشرف تأليف موسوعة في الفقه ، وفوضوا إليه أمر مكتبتهم النفيسة ومصادرها الكثيرة ، وقد أجاب طلبهم ولكن أصابته بمرض في أعصابه حالت دون إنجاز هذه المقترح.

ومن ثم وفاته في ليلة السبت 29 ربيع الثاني عام 1270 ه بمرض الحمى المطبقة ، ودفن بالصحن الشريف بالقرب من العلامة الشيخ حسين نجف ، من جهة باب القبلة على يمين الخارج من الصحن .