الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف

تتلمذ الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف على الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) وعلى أعلام أسرة آل كاشف الغطاء ( الشيخ علي والشيخ محمد والشيخ حسن ) وأصبح عالما فاضلا فقيها ناسكا زاهدا ، بلغ ذروة الاجتهاد ويقول السيد حسن الصدر : كان عالما فاضلا فقيها ناسكا زاهدا ، لم أر في عصري من اتفقت الكلمة على ثقته وصلاحه مثله ويقول السيد محمد علي العاملي في كتاب " اليتيمة " : أنه بلغ ذروة الاجتهاد ونال في العلم أقصى المراد ، ذكي أنّى لأويس ذكاه ، وورع أنى لأويس ورعه وتقواه ، فان له في أذهان عامة الناس وخاصتهم غرس عظيم في التقوى وازدحام عند حلول البلوى وتزايد في أن تقتبس منه الحكم والتقوى ، ومن شدة ورعه لا يفتيهم ومع ازدحام التخاصم مهما أمكن يصلحهم ويرضيهم وقد وصف انه شيخ أئمة العراق ، وكان يؤم الناس في المسجد الهندي ملازما لإمامة الجماعة ، وملازما لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وكان علماء المسلمين يقدمونه في صلاة الاستسقاء لما عرف عنه من زهد وقناعة وابتعاد عن مباهج الحياة ولذائذ الدنيا ، ولما فقد بصره في أواخر حياته كان يقول : لم يفتني بذهاب بصري إلا أمران الابتداء بالسلام وقراءة القرآن

وقد مدحه الشاعر الشيخ صالح حجي الكبير بقصيدة منها:

قد ساغ لي شرب المدام فهاتها * كالجلنار أنار في قلواتها

من كف فاتكة الجفون كأنما * فتكات بيض الهند من فتكاتها

مهلا فلولا ابن الحسين وجوده * ماتت نفوس الخلق قبل مماتها

علامة العلماء والنفس التي * جبلت على التقوى طبايع ذاتها

وهدى اضلاء الأنام بهديه * وبجوده أحيا رميم عفاتها

وكان للشيخ جواد نجف درس في داره يحضره جماعة من أهل العلم والفضل ، وقد أجاز بعض حضاره إجازات علمية كالميرزا جعفر بن الميرزا أحمد التبريزي المتوفى عام 1262 ه وأشار الشيخ الطهراني إلى أنه كتب رسالة مستقلة في أحوال والده الشيخ حسين نجف كما كتب الشيخ محمد طه رسالة ترجم فيها الشيخ حسين والشيخ جواد نجف ، وهي في الأساس مخصصة للشيخ حسين نجف ، ولم تشر المصادر إلى ما تركه الشيخ جواد نجف من آثار علمية .

توفى الشيخ جواد نجف في 23 ربيع الأول 1294 ه / 1877 م ، وتاريخ وفاته " غار نجم " ودفن في المقبرة الخاصة بأسرته في الصحن الشريف ، وهي الحجرة الأولى الواقعة على يسار الداخل إلى الصحن من باب القبلة حيث يرقد الإمام الشيخ مرتضى الأنصاري ، وقد رثاه جماعة من شعراء النجف الأشرف كالسيد محمد سعيد الحبوبي ، والسيد موسى الطالقاني ، والشيخ كاظم سبتي وغيرهم ، ومن قصيدة السيد موسى الطالقاني:

لقد طرقتنا فاستشاط لها الدهر * وغير عجيب أن يضيق بها الصدر

ومدت على الدنيا رواق مصابها * فأظلم منها الجود والبر والبحر

فذاك محيا الصبح أسود كالح * ورأسي مبيض ودمعي محمر

وغيض عباب الدمع والوجد كامن * هل الوجد يجدي بعد ما قضي الأمر

أناخت بأمصار العراق فسعرت * لظاها وكادت أن تحور لها مصر

رزايا بقلب الدين منها جراحة * وفي كبد الإسلام يدمى لها ظفر

لقد شمرت عن ساعد البغي وانثنت * تسدّد سهما قد براها لها الغدر

ولم ترم إلا والجواد صريعها * فيا لك رزء فيه ينقصم الظهر

وما صرعت إلا عميدا واصيدا * يطاطئ هاما عن مفاخره النسر

ومن قصيدة الشيخ كاظم سبتي:

أقام البغي فارتحل الرشاد * وثار الجهل فانذهل السداد

وحالت بين أفنية المعالي * يعدو ليس تسبقه الجياد

وجرت المنايا السود بيضا * حدادا دونها البيض الحداد

ومن قصيدة الهمداني صاحب " فصوص اليواقيت ":

أصاب قلب البرايا * من النوائب سهم

بموت من هو فيهم * نجم ضاء وشهم

ابن الحسين جواد * له مكارم تسمو

في الزهد سلمان دهر * في العلم بحر ضخم

في قبره مذ توارى * أرخته ( غار نجم )

ومن قصيدة السيد محمد سعيد الحبوبي :

ما لفوديّ ينكران المشيبا * أحسن الشهب طالعا لن يغيبا

أيها الحاملون نعش جواد * منعش جوده المحل الجديبا

أجهشت خلفك النواظر عبرى * فاضحا دمعها الحيا المسكوبا