الشيخ جعفر بن الشيخ علي كاشف الغطاء
الشيخ جعفر بن الشيخ علي كاشف الغطاء
ولد الشيخ جعفر بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء في مدينة النجف الأشرف ، ونشأ بها على أبيه ، وعرف بالشيخ جعفر الصغير تمييزا عن جده الشيخ جعفر الكبير وأصبح زعيما دينيا كبيرا ، ومحققا أصوليا ماهرا خبيرا ، وأديبا شاعرا ولكن مكانته الفقهية والعلمية جعلته يبتعد عن الشعر وقد أمر بعد ذلك بغسل ما نظمه ، مع العلم أن شعره كان حسن السبك ، وذكرت بعض المصادر انه أمر أحد خدمه بإلقاء شعره في بحر النجف ومن طرائف شعره أن السيد محمد القطيفي ورد مدينة النجف وحضر نادي الشعر في بيت آل كاشف الغطاء في ذكرى الإمام الحسين عليه السلام ، فأنشد السيد القطيفي قائلا :
بكتك الصفوف وبيض السيوف * وسود الحتوف أسى والقطار
وحينما أنشد هذا البيت :
وخاب المسلمون والوافدون * وضاع المشير والمستشار
فرد عليه الشيخ جعفر كاشف الغطاء - وكان حدث السن - قائلا : أن المشير والمستشار واحد فما الفائدة من هذا التكرار ، ولكن السيد القطيفي لم يلتفت إليه ، فرد عليه الشيخ جعفر قائلا : أن في هذا الشعر زحاف لا يغتفر عند العروضيين ، فالتفت إليه السيد القطيفي قائلا : أن كان لك يد في العروض فكيف تقطع هذا البيت :
حولنا عن كنيستكم * يا بني حمالة الحطب
فأجابه الشيخ جعفر : أني على استعداد لتقطيعه أن قطعت هذا البيت :
أن من تحلى طبيعته * ذاك حر من ذي الحسب
فأخذ السيد القطيفي بتقطيعه إلى أن قال : " لاط بي " فقال الشيخ جعفر :
" العياذ باللّه من يلوط بك وأنت بهذا السن " وهذا له دلالة على تمكنه من الشعر وعلم العروض ، فيقول الشيخ علي كاشف الغطاء ( صاحب الحصون المنيعة ) : كان يحفظ أكثر شعر المتنبي مع معرفة معناه ويفضله على سائر الشعراء ويبالغ في شعره ، وقد قرأت عليه برهة من الزمان ديوان المتنبي ، وكان وحيد زمانه في معرفة نكته ومعانيه ومن شعره في الإمام علي عليه السلام:
إذا كنت تخشى منكرا وحسابه * وتفزع من بلوى نكير وترهب
فلذ بالذي أن أذنب الناس كلهم * ولاذوا به لم يبق في الناس مذنب
وقد تتلمذ الشيخ جعفر ( الصغير ) على أعلام أسرته آل كاشف الغطاء وفي مقدمتهم عمه الشيخ حسن وأخويه الشيخين مهدي ومحمد ، وأخذ عن أعلام النجف الأشرف كالإمام الشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ محسن خنفر ، ولما أصبح عالما وفقيها تولى التدريس فالتف حوله أعلام عصره وأخذوا عنه كالشيخ حسين ثامر ، والشيخ علي يونس ، والشيخ جواد محيي الدين ، والشيخ صالح بن الشيخ مهدي كاشف الغطاء والشيخ علي كاشف الغطاء صاحب الحصون ، والسيد محمد بن السيد محمد تقي الطباطبائي ( بحر العلوم ) والميرزا محمد تقي القصير الرضوي ، والميرزا محمد مهدي الشهير بكلستانه ، والميرزا حسين الأصفهاني ، وعلى الرغم من المكانة العلمية الرفيعة التي أحتلها الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، فإنه لم يترك أثرا علميا ، ولم نجد في المصادر إشارة إلى ذلك سوى ديوان شعره .
توفى الشيخ جعفر كاشف الغطاء في أوائل جمادى الأولى عام 1290 ه / 1873 م في مدينة النجف الأشرف ، ودفن في مقبرة آل كاشف الغطاء .