الشيخ إبراهيم بن الشيخ يحيى العاملي الطيبي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ إبراهيم بن الشيخ يحيى العاملي الطيبي

ولد الشيخ إبراهيم بن الشيخ يحيى بن محمد العاملي في قرية طيبة في جبل عامل عام 1154 ه ، وتلقى علومه في شقراء ثم هاجر إلى إيران ، وحل في مدينة أصفهان وفي عام 1176 ه هاجر إلى مدينة النجف الأشرف هربا من بطش احمد الجزار وكان قد تتلمذ في جبل عامل على السيد أبي الحسن موسى بن حيدر العاملي ، وفي مدينة النجف على علميها البارزين وهما:

1 - السيد محمد مهدي الطباطبائي ( السيد بحر العلوم ) .

2 - الشيخ جعفر الكبير .

وقد أتصل بأعلام النجف وشعرائها حتى أصبح من فرسان الشعر ، وكانت له مطارحات مع أدباء عصره في الشام والعراق وقد أشار إليه صاحب الطليعة بقوله : " كان فاضلا أديبا مشاركا في العلوم مصنفا في جملة منها " وذكره بعض مترجميه بالقول : انه كان من مشاهير أهل العلم والفضل والتقدم في النظم ، قطن النجف واختلط بعلمائها فاقتبس جملة من العلوم الدينية ونبغ فيها فصار من العلماء الفضلاء السابقين إلى المراتب العالية والدرجات السامية وجال مع الشعراء فسابقهم ، وكان من فرسان حلبة الشعر والمحلق في النظم ، نظم فأكثر وفاق جل شعراء عصره بما أودعه في شعره من النكات البديعة والكنايات الظريفة وقد وقعت بينه وبين صديقه الشيخ جعفر بن الشيخ علي كاشف الغطاء مفاضلة في بعض النوادي الأدبية في النجف ، فأنشأ الشيخ جعفر مجيبا على الفور قائلا:

أن ابن يحيى وان فات الورى شرفا * وحاز ما حاز من علم ومن أدب

لكنه أن قيس بي يوما تلوت له * وفي الحمية معنى ليس في العنب

وقد أمتاز شعر الشيخ إبراهيم العاملي الطيبي بالنكتة البديعة والمضامين التاريخية ، وكانت له اليد الطولى في التخميس ، فقد خمس " رائية أبي فراس الحمداني " في الفخر ، وميميته في مدح آل البيت عليهم السلام ، ولاميته المرفوعة التي قالها في الأسر ، وخمس عينية ابن زريق البغدادي ، وكافية السيد الرضي المكسورة ، وزاد عليها مخمسا وجعلها في مدح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، ورائية ابن منير المعروفة بالتترية ، وقام بتخميس أكثر المشهور من غرر شعر الشريف الرضي ، وديوان أبي فراس الحمداني ، ونظم محبوكات عارض بها ارتقيات صفي الدين الحلي وقد أمتاز شعر الشيخ إبراهيم العاملي بقوة الأسلوب والديباجة وحسن الانسجام ، كما أنه أمتاز بشاعرية مطواعة ومقدرة على النظم لا يجارى ، صقلتها معارضاته لقصائد المشاهير ، وولعه بتخميس الروائع في أدب السابقين ويقول الشيخ محبوبة : " كان مجيدا محسنا في أكثر شعره فيه من النمط العالي ، يتفوق بروحه الشعرية وملائمة أسلوبه لروح العصر الذي نشأ فيه وإكثاره وإجادته مما كاد أن ينفرد بذلك بين شعراء جبل عامل والعراق ، وبرع في التخميس براعة بذّ بها الأوائل والأواخر من ضربوا بهذا الفن ، وعمد إلى أكثر القصائد الطوال فخمسها.

ومن قصيدة له في مدح الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام:

عج بالحمى يا رعاك اللّه من اضم * وأقر السلام على سلمى بذي سلم

يا حبذا نسمة من حاجر وردت * تروي حديث الهوى عن جبرة العلم

ولا كليتنا بالا برقين وقد * تألق البرق يحكي ثغر مبتسم

فقمت للبرق مرتاعا أقول له * يا برق حبهم وأنزل بحيهم

ومن قصيدة له في الإمام علي عليه السلام:

علي مواليه في النشأتين * له منزل ومقام علي

تصب المكارم في ذي وذي * عليه منزلة من عل

ومن شعره في مدح السيد بحر العلوم:

عبقت في الحي أنفاس الخزامى * فانتشى الركب وما ذاق المداما

وعرفنا منه رسما دارسا * كان للبيض مناحا ومقاما

وأشار إلى حبه لمدينة النجف الأشرف بقوله:

وانحت جانب الغروي شوقا * يجاذبها لما تبغي هواها

ويقول :

أأسكن الشام ومن واليتهم * في النجف الأعلى وطف كربلا

وكتب الشيخ إبراهيم العاملي في علم الكلام والفقه والأدب ما يلي:

1 - أرجوزة في التوحيد .

2 - الجمانة النضيدة في الكلام والأصول ، تقع في ألفي بيت .

3 - الدرة المضيئة ، أرجوزة ( منظومة ) في علم الكلام .

4 - ديوان شعر يربو على أربعين ألف بيت .

5 - الصراط المستقيم في الفقه .

ويقول الشيخ جعفر محبوبة : رأيت خطه بتملك كتاب " الوسيط " في الرجال عام 1175 ه ، وكتاب " أمل الآمل " عام 1205 ه.

توفى الشيخ إبراهيم العاملي في دمشق عام 1214 ه / 1799 م ، ودفن في مقبرة باب الصغير ، قرب مقام السيدة سكينة بنت الحسين عليهما السلام ، وأرخ وفاته ولده الشيخ نصر اللّه العاملي بقوله :

مضى للخلد إبراهيم لما * دعاه الواحد الفرد المجيد

قضى فالعين بالعبرات عين * ونيران الفؤاد لها وقود

وقال لي البشير أصبر وأبشر * فإبراهيم في الأخرى سعيد

له في جنة المأوى مقام * وعيش أن يؤرخه ( رغيد )