الشيخ إبراهيم بن الشيخ نصر الله العاملي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ إبراهيم بن الشيخ نصر الله العاملي

كان الشيخ إبراهيم بن الشيخ نصر اللّه بن الشيخ إبراهيم العاملي عالما صالحا وأديبا شاعرا ، ومن شعره في مدح السيد محمد بن السيد علي العاملي:

أهلا بطيف في الدجنة أوبا * حيا فأحيا المستهام وأطربا

للّه ليل بات فيه مضاجعي * ظبي لواحظه لها فعل الضبا

وأغن حيا بالمدامة فتية * جعلوا لهم شرب المدامة مذهبا

فكأنه إذ قام يحمل كأسه * في كفه بدر تحمل كوكبا

ظبي يصيد الليث سحر جفونه * ولقد عهدنا الليث يصطاد الظبا

وقتل الشيخ إبراهيم العاملي في جبل عامل على يد عرب الفضل عند غزوهم لمنطقة قرية عشروت عام 1271 ه ، وقيل عام 1275 ه .

الشيخ إبراهيم بن الشيخ صادق المخزومي العاملي

ولد الشيخ إبراهيم بن الشيخ صادق بن الشيخ إبراهيم المخزومي الشامي العاملي في قرية الطيبة عام 1221 ه ، وتلقى علومه فيها ، ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1252 ه ، وأقام بها سبعا وعشرين عاما ، ثم عاد إلى جبل عامل سنة 1279 ه ، وقد تتلمذ على على أعلام النجف وأجازوه منهم:

1 - الشيخ حسن بن الشيخ جعفر الكبير .

2 - الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء .

3 - الشيخ مرتضى الأنصاري .

ولما عاد الشيخ إبراهيم العاملي إلى جبل عامل كان يحمل إجازة الاجتهاد والرواية من الإمام الشيخ مرتضى الأنصاري ، ويقول السيد الأمين : انه كان عاملا فاضلا ، إلا أنه يغلب عليه الشعر ويقول السيد الصدر : انه عالم فاضل محقق أديب ، شاعر مفلق جاء من بلاده إلى النجف وأقام فيها مدة ، وكانت النجف تزهو بأدبه وشعره ، وله اختصاص ببيت الشيخ كاشف الغطاء وإليه أشار الشيخ محبوبة بقوله : كان من أقطاب الأدب وأركان العلم وفرسان القريض ، جرى في ميادين العلم ودارت عليه رحى الشعر والنثر فكان من المجيدين فيهما والمحسنين في صوغهما ، خالط المشاهير من أدباء العراق ، واشترك معهم في المجارات والمسابقات في حلبات النظم ، رأيت بقلمه الشريف رسالة ضافية ذكر فيها جماعة من شعراء عصره النجفيين انخرطوا في سلك المودة وارتبطوا بوثائق الوفاء والصفا ، فكانوا أخوان الصفا وألف النبوغ والعبقرية وهم:

1 - السيد صالح القزويني .

2 - الشيخ صالح الحاجي .

3 - الشيخ طالب البلاغي .

4 - الشيخ عبد الحسين محيي الدين .

5 - الشيخ قاسم محيي الدين .

6 - الشيخ موسى محيي الدين .

7 - الشيخ أحمد قفطان .

8 - الشيخ إبراهيم قفطان .

9 - الشيخ عباس ملا علي البغدادي .

10 - السيد محمد بن السيد معصوم .

وقد جمع الشيخ إبراهيم بن الشيخ صادق العاملي بين الفقه والأدب ، فقد كان فقيها أصوليا ، خفيف الروح ، رقيق الحاشية ، وله شعر كثير ووصف الشيخ حرز الدين شعره بالقول : أن شعره يعد في الجودة من الطبقة الأولى ، ومن شعره القصيدة العينية التي مدح بها أمير المؤمنين عليه السلام ، وتقع في ثلاثة وسبعين بيتا ، وقد كتب شطرا منها بالحروف الفضية على صفحتي الوجه والرأس من الشباك الواقع على ضريح الإمام علي عليه السلام منها:

هذا ثرى حط الأثير لقدره * ولعزه هام الثريا يخضع

وضريح قدس دون غاية مجده * وجلاله خفض الضراح الأرفع

وللشيخ إبراهيم العاملي اليد الطولى في التاريخ والقدح المعلى في التخميس والتشطير ، وقد خالط المشاهير من الأدباء والشعراء ، واشترك معهم في المجارات والمسابقات ، وله مع الشعراء النجفيين مواقف في الندوة الأدبية المعروفة بالندوة البلاغية وقد عارض قصيدة الشيخ عبد الحسين محيي الدين ، والشيخ موسى محيي الدين عند ورود قصيدة بطرس كرامة الخالية في مدح الوالي داود باشا ( والي بغداد ) بقصيدة منها:

أشاقك من أطلال مية بالخال * رباع تعفى رسمها راجف الخال

ونبه منك الوجد أيام بارق * سرى من ثنايا الابرقين وذي الخال

والقصيدة تقع في تسعة وثلاثين بيتا كلها تنتهي بكلمة " خال " . وللشيخ إبراهيم العاملي تخاميس لقصيدة الشاعر عبد الباقي العمري في مدح الإمام علي عليه السلام والتي مطلعها :

بنا من بنات الماء للكوفة الغرا * سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى

وقد بعث الشيخ إبراهيم العاملي تخميس القصائد إلى الآستانة ، وقد أثنى عليها الشاعر بطرس كرامة . وكتب من مدينة النجف الأشرف رسائل إلى بعض أمراء جبل عامل ، ووالي بغداد داود باشا وغيرهم وقد أمتاز نثره بالأسلوب المشرق والبيان المسحر ، ومنه الرسالة التي بعثها إلى السيد محمد أمين الحسيني في جبل عامل يعزيه بوفاة أخيه السيد محسن الذي توفى في مدينة النجف جاء فيها :

" مالي كلما حاولت انتعاش جسمي من موبقات الأحزان والنوائب وأردت انتعاش فهمي من صحائف بلوغ الآمال والمآرب ، عرض لي فادح أوهى قوي جلدي وفت أعضائي وعضدي وأسلمني إلى جيوش العطب والحزن ، وسلط عليّ دواهي الكرب والمحن ، وأناخ بكلكه على ربوع ارتياحي ومواطن نجاحي " وقد ترك الشيخ إبراهيم العاملي ثروة أدبية كبيرة أودعها في الكتب الآتية:

1 - ديوان شعر ، يقع في أربعة أجزاء .

2 - منظومة في الفقه ، تقع في ألف وخمسمائة بيت .

3 - الندوة البلاغية ، مجموعة أدبية فيها قصائد لأدباء النجف .

توفى الشيخ صادق العاملي عام 1288 ه في قرية كوانين في جبل عامل ، وهناك من يحدد وفاته عام 1283 ه أو 1284 ه.