السيد مهدي بن السيد داود الحلي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد مهدي بن السيد داود الحلي

ولد السيد مهدي بن السيد داود بن السيد سليمان الحلي عام 1222 ه بمدينة الحلة ونشأ بها ودرس المقدمات فيها ، وأخذ العلوم الأدبية على أخيه السيد سليمان الصغير المتوفى عام 1247 ه ، وأخذ يواصل دراسة اللغة العربية وآدابها ، ويمارس نظم الشعر حتى صار من شيوخ صناعة الأدب بمدينة الحلة ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف في أوائل القرن الثالث عشر الهجري لطلب العلم ، فدرس شيئا من العلوم اللسانية والفقهية على أعلامها ، ومنهم:

1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) .

2 - الشيخ حسن بن الشيخ جعفر الكبير .

وقد شارك في عدة محافل أدبية في مدينة النجف الأشرف وأصبح من أهل الفضل ومن شيوخ الأدب ، وكان أكثر شعره في آل البيت عليهم السلام ويقول الشيخ حرز الدين : " كان شيخا من شيوخ الأدب وشاعرا ذا قريحة باهرة ، ومدح في شعره آل بيت محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم وشهداء الطف سلام اللّه عليهم ، وبعض الوجوه والأشراف ، كما أنه نظم في الغزل الرقيق وقد عد الشيخ محمد علي اليعقوبي قصيدته في الإمام الحسين عليه السلام من أبلغ مراثيه منها:

بنو العواتك قاست أعظم النوب * بكربلا من بني حمالة الحطب

تبت يدا آل سفيان لقد كسرت * قسرا سفينة نوح في شبا القضب

وعترة المصطفى الثقل الذي قرن * لنبي فيه كتابا أعظم الكتب

فقال ما أن تمسكتم بنورهما * فأنكم لن تضلوا في دجى الريب

وقد تتلمذ على السيد مهدي الحلي عدد من الأدباء والشعراء ، وكان مسجده الذي كان يصلي فيه بمدينة الحلة بمثابة مدرسة أدبية قد تخرج منها كل من : الشيخ حمادي نوح ، والشيخ حسن مصبح ، والشيخ علي عوض ، والشيخ حمادي الكواز ، وابن أخيه الشاعر الكبير السيد حيدر الحلي .

وكان السيد مهدي الحلي من أعظم مؤازري العلامة السيد محمد مهدي القزويني في نشر رسالته الإصلاحية ومهمته الدينية حين استوطن مدينة الحلة في أواسط القرن الثالث عشر الهجري ، وكان قد ألف في الفقه والأدب كتبا هي:

1 - ديوان شعر مخطوط عند حفيده السيد هادي بن السيد حمزة وقد جمعه الشيخ مهدي اليعقوبي عام 1329 ه ويقع في جزءين وهو بخط السيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي .

2 - كتاب في تراجم جملة من الشعراء القدامى .

3 - كتاب في علم البديع .

4 - كراريس في الفقه .

5 - مصباح الأدب الزاهر لذوي البصائر ، ألفه لآل كبة ، وهو كتاب أدبي تاريخي يحتوي الكثير من أخبار شعراء عصره .

توفى السيد مهدي الحلي عام 1288 ه / 1872 م ، وهناك من يؤرخ وفاته عام 1289 ه أو 1287 ه ، وقد نقل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف ، ودفن في الصحن الشريف ، ورثاه جماعة من الشعراء منهم ابن أخيه السيد حيدر الحلي بقصيدة منها:

أخبا الردى انصلني وهاك وريدي * ذهب الزمان بعدتي وعديدي

نشبت سهام النائبات بمقلتي * فلحفظ ماءا أتقي من جيدي

ما ذا الذي يا دهر توعدني به * أو بعد عندك موضع لمزيد