السيد مهدي البغدادي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد مهدى البغدادى ... -1327

السيد مهدى بن السيد محمد بن السيد حسن بن السيد ابراهيم بن ناصر بن قاسم بن محمد بن كاسب بن فاتك بن أحمد بن نصر الله بن ربيع بن محمود بن على‏

ابن يحيى بن فضل بن محمد بن ناصر بن يوسف بن على بن يوسف بن على بن محمد بن جعفر المعروف بالطويل بن على بن الحسين بن محمد الحائرى بن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم عليه السلام، البغدادى الكرادى النجفى الشهير فى النجف «ابو طاپو» ، ولد فى بغداد و لما هاجر والده من بغداد الى النجف كان صبيا فصارت نشأته فى بلد العلم و الأدب، و اشتغل بطلب العلم حتى صار من أهل الفضيلة و العلم المرموقين، عاشر الأدباء و الشعراء فى النجف فكان شاعرا أديبا يحسن صوغ الشعر بفنونه و النثر بسجعه، كانت داره ندوة أدبية تضم طائفة كبيرة من أعلام شعراء النجف و الحلة و بغداد و الحيرة كالسادة آل زوين، و يومئذ كان للأدب فى النجف سوق قائمة بثمن رابح، و قد دب النقص و النقض بدخول الأجانب المهاجرين الى النجف ممن لا يقدر الأدب و لا يقدر على القيام بوظائف الأدب أو يعسر ذلك عليه حتى يولد أو يستعرب و قد أعانهم بعض الانباط و المستعربة فشلوا حركة رجال الأدب و الشعر و ضيقوا دائرة الفقه العربى الصميم، و فى أواسط عمره كان يجيد الشعر، و من شعره نظم ارجوزة فى علم الشطرنج‏ و لعبته المشهورة. فى سنة 1316 هـ

و أرخ عام وفاة الاستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلى بأبيات قال فيها:

إذا ما جئت قبر أبى محمد # فلذ بحماه فى الدارين تسعد

ترى نفر الملائك بازدحام # للثم ثراه و الأنوار تصعد

أقول لزائريه ألا فطوفوا # بقبر أبى التقى بخير مرقد

و هى قلب الحجا فاسعد و أرخ # (بلثم و ادخل الأبواب سجد)

و أرخ عام وفاة السلطان ناصر الدين شاه القاجارى بقوله:

إن دين الله أمسى باكيا # مذ رأى ناصره فى اللحد يقبر

قلت من بعدك من ينصرنى # قال بعدى أرخو انجلى مظفر

سنة 1313 ه

و رثى الاستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلى بقصيدة أيضا مطلعها:

أصات باسمك الناعون جهرا # فكادت تسقط الأملاك ذعرا

و رثى الاستاذ الشيخ حسن المامقانى بقصيدة مطلعها:

يا دهر ما شئت من تبقى و من تذر # فقد اطاعك فيما شنه القدر

لقد رميت بنى الدنيا بصاعقة # كادت لرنتها الأفلاك تنحدر

و قد طويت عن الدنيا محاسنها # فاصبحت و هى لا سمع و لا بصر

و من شعره قصيدة فى ذم المستبدة مطلعها:

خاب الذين استبدوا و انتهى الأمل # لكن لهم زين الشيطان ما عملوا

لو يعقلون الذى قالوا أبته إذا # عقولهم غير ان القوم ما عقلوا

أ ليس قولهم ما شاء حاكمهم # و ما يراه و هل الا هو الخيل

و كيف يحصر أمر الخلق فى رجل # و فى محمد تمت عندنا الرسل

ردوا الى الحق لا يجديكم أبدا # طول الغواية ضاقت فيكم السبل

ان الذين زعمتم أولياء لكم # صاروا هباءا و فيهم يضرب المثل‏

ان الخيانة تمحو ذكر فاعلها # و لا يجازى الورى إلا بما فعلوا

و الصدق يرفع بين الناس صاحبه # الى الثريا و هذا النجح و الأمل

هذا من الفئة اللاهين قد بذلوا # نفوسهم كى يراح الناس و الملل

كم جرعوه و ما زلت له قدم # طعم المنية هل إلا هو الرجل

بشرى بنى النجف الأعلى بمقدمه # فالعدل جاء و ولى الباطل الزلل

أصبحتم اليوم أحرارا بما فعلوا # فالقوم شكرهم فرض بما فضلوا

الله أيدهم فى نصر دولتهم # حتى لقد خضعت للدولة الدول‏

و مدح مجلس الشورى-المشروطة بقصيدة منها:

قد أصبح الناس اخوانا بملكهم # كأنه زمن الفاروق و الشورى‏

و قد القى قصيدته فى النجف فى الصحن الغروى الشريف قبال مرقد الامام أمير المؤمنين (ع) هذا و قد اجتمع الناس من كل حدب و صوب و الأعلام تخفق على رؤوس المتجمهرين و الأشراف و الوجوه حاضرون يقدمهم «راشد باشا قائمقام قضاء النجف» ، و كان السيد المترجم له متصلا بموظفى الترك و متداخلا معهم، و فى بعض الأيام هجم رجال الأمن و البوليس على داره-و كان جوارنا-فلم يعثروا على ما كانوا يتوخونه و يطلبونه و قيل:

كان مستحقا عليه من اموال السلطان المبلغ الضخم، و من شعره ما قرض به على مؤلفنا كتاب (الغيبة) المخطوط فى وجود الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه بقوله:

أ محمد شيدت دين محمد # و اعدته غضا برغم الملحد

و محوت للكفار ما قد زخرفوا # من دينهم حتى كأن لم يوجد

زعم النصارى زعمهم و محمد # هذا لذلك آية لم تجحد

ضل النصارى و اليهود عن الهدى # و محمد مثل السراج الموقد

و كان المترجم له و السيد جعفر الحلى و أدباء آل الطالقانى و آل زوين ممن يحضرون مجلس الشيخ أحمد بن الشيخ على حرز الدين العلمى و الأدبى.

مؤلفاته:

منها اللؤلؤ و المرجان-ارجوزة فى المعانى و البيان، و ارجوزة فى نسب السادة العلويين‏ .

و قد تملك السيد مهدى عدة بساتين و أراضى‏ زراعية ما بين «كرى سعد» قرب مسجد الكوفة الأعظم و بين علوة الفحل على الفرات.

و فى أخريات أيامه لازمه مرض و أصبح جليس داره مدة طويلة و انقطع عنه الأخوان و الأصحاب، قيل: و فى يوم جاءه أحد أصحابه عائدا له فهاج به الوجد و أنشأ يقول:

ذباب متى جف الاناء تطايرت # و إن أبصرت حلوا عليه فحوم‏

وفاته:

توفى فى النجف فى شهر رجب سنة 1327 هـ و اقبر فيه.