السيد محمد جواد الطباطبائي التبريزي
السيد محمد جواد بن السيد محمد تقي الطباطبائي التبريزي
ولادته
ولد المرجع الديني الكبير السيد محمد جواد بن السيد محمد تقي بن أبي القاسم العينكي الطباطبائي التبريزي بمدينة تبريز عام 1315 ه / 1897 م ، ونشأ بها ، وقرأ الأوليات ومبادئ العلوم على أعلامها ، وفي عام 1337 ه هاجر إلى مدينة النجف الأشرف.
اساتذته
تتلمذ على علمائها الأعلام ، وأساتذة حوزتها الكبار منهم:
1 - الميرزا محمد حسين النائيني .
2 - الشيخ الميرزا علي الإيرواني .
3 - الشيخ إسماعيل المحلاتي .
4 - الشيخ احمد الآشتياني .
5 - السيد أبو تراب الخوانساري .
حياته العلمية
وأصبح السيد التبريزي عالما فقيها ، وأجيز بالاجتهاد ، واستقل بتدريس الفقه والأصول والحكمة ، وقد احتل موقعا علميا بارزا في مدرسة النجف الأشرف ، ومن علماء التقليد البارزين ، وكنا نحضر صبيحة يوم الفطر السعيد في الصحن الحيدري الشريف لأداء صلاة العيد ، ويعتلي السيد التبريزي منبر الخطابة حتى يسيطر على الجمع المحتشد ببلاغته وأسلوبه الأخاذ ، ولم يعتل مرجع آخر في النجف الأشرف هذا المنبر بعد وفاة السيد التبريزي ، في الوقت الذي يحتاج المجتمع إلى مثل هذه اللقاءات لتأخذ كلمات المرجع الديني موقعها الثابت في نفوس الناس ، وعند ذلك تشتد أواصر الصلة بين طبقات المجتمع ، ومراجع الدين ، وتصبح الفتاوى موضع التطبيق ، والكلمة نافذة في أوساط الشرائح الاجتماعية ، ولما أصدر السيد التبريزي فتواه بجواز ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات العالمية ، إذا كانت سليمة عن التحريف ، كان لها صداها العلمي ، وفتواه لكفر الشيوعية وإلحادها ، كان لها موقع كبير وقد عرف السيد التبريزي ، بمواقفه الجريئة في خطاباته ، ولقاءاته مع المسؤولين ، وانه قد تصدى لرئيس وزراء العراق عام 1371 ه / 1951 م ، يوم كانت مدينة النجف الأشرف تعاني من انقطاع الماء ، وقدم لهذا المسؤول الكبير قدحا من الماء غير النقي ، وهو شراب النجفيين المعتاد ، فأثر هذا الموقف الجريء في نفس المسؤول المذكور ، حتى أمر بإنشاء خزان جديد للماء ، وعند ذلك حلت مشكلة ماء النجف وان مثل هذا الموقف قد تكرر مع عدد من المسؤولين ، لأن مشكلة الماء كانت في صدارة المشاكل الاجتماعية والخدمية في مدينة النجف الأشرف ، وسوف نتكلم عليها بالتفصيل في جزء لاحق من كتابنا " المفصل في تاريخ النجف الأشرف " .
مؤلفاته
كتب الإمام السيد محمد جواد الطباطبائي التبريزي في الفقه والأصول والأدب والفلسفة ما يلي:
1 - أصول مباحث الألفاظ .
2 - أسرار الصلاة .
3 - أصلاح البشر في الفلسفة .
4 - بغية الهداة في شرح وسيلة النجاة في جزءين .
5 - تقريرات كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري .
6 - تنزيه الأنبياء .
7 - ديوان شعر باللغتين العربية والفارسية .
8 - المباحث العقلية .
9 - ماء وسراب .
10 - منهاج العمل .
وللسيد التبريزي بحوث نشرها في المجلات النجفية منها :
1 - الحسين بن علي عليه السلام ، مجلة الغري ، العددان ( 7 ، 8 ) السنة ( 17 ) 1376 ه / 1956 م .
2 - فلسفة الرقية في الإسلام ، مجلة النشاط الثقافي ، العدد الثاني ، السنة الأولى 1377 ه / 1957 م .
ولمكانة السيد التبريزي العلمية والاجتماعية ، فقد كتب عنه الأستاذ محمد علي الحوماني دراسة في الرسالة التاسعة من كتابه " وحي الرافدين " وذكر الحاج علي محمد علي دخيل في كتابه " نجفيات " جوانب من سيرة السيد التبريزي .
وفاته
توفى السيد التبريزي في مدينة تبريز لما وفد إليها زائرا في 19 جمادى الأولى 1387 ه / 1967 م ، ونقل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف وقد أغلقت الأسواق حدادا ، وخرجت مواكب العزاء تتقدم جثمانه ، ودفن في الصحن الحيدري الشريف وقد أرخ وفاته السيد محمد الحلي بقوله:
قضى ( الجواد ) غريبا * فالعلم منه كئيب
كنا نؤمل فيه * ظلا علينا يطيب
به المآرب خابت * كذا الأماني تخيب
أدهشنا النعي فا * لكل واجم متريب
وقال لي الفضل أرخ * ( نعى الجواد غريب )