السيد محمد بن السيد علي الموسوي الجبعي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد محمد بن السيد علي الموسوي الجبعي

ولد العلامة الكبير السيد شمس الدين محمد بن السيد علي بن السيد حسين الموسوي الجبعي العاملي عام 943 ه ، وهو ابن بنت الشهيد الثاني ، وشريك خاله الشيخ حسن العاملي في الدرس ، وقد هاجر إلى مدينة النجف الأشرف سنة بضع وثمانين وتسعمائة لحضور درس الشيخ المقدس أحمد الأردبيلي المتوفى عام 993 ه ، ويقول الشيخ علي سبط الشهيد الثاني : إن السيد محمد العاملي ، والشيخ حسن بن الشهيد الثاني ، لما رجعا من مدينة النجف الأشرف صنف السيد محمد كتاب " المدارك " وصنف الشيخ حسن كتاب " المعالم " وكان السيد محمد العاملي : فاضلا متبحرا ، ماهرا محققا مدققا ، زاهدا عابدا ورعا ، فقيها محدثا كاملا جامعا للفنون والعلوم ، جليل القدر عظيم المنزلة.

وكان قد قضى شطرا من حياته في مدينة كربلاء وقد ألقى القبض عليه الوالي العثماني عند هروبه إلى مدينة النجف ولكنه أطلق سراحه بواسطة نقيب العلويين السيد حسين كمونة ، وعند ذلك بقي في مدينة النجف الأشرف ويقول الشيخ عباس القمي : إن السيد محمد العاملي والشيخ حسن صاحب المعالم ، لم يأتيا إلى بلاد العجم احترازا من الشاه عباس الصفوي ومما يبدو من بعض النصوص إن السيد محمد العاملي ورد مدينة النجف الأشرف قبيل وفاة الشيخ أحمد الأردبيلي عام 993 ه خلافا لما ذكرته بعض المصادر بدلالة ما ورد في نسخة " رجال الشيخ النجاشي " التي كتبها السيد نعمة اللّه بن السيد حمزة العميدي الحسيني الخطي في محرم الحرام عام 981 ه ، وهي مقابلة على نسخة في الخزانة الحيدرية ، وقد قابلها السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الحسيني صاحب كتاب " المدارك " بالمشهد الشريف العلوي.

وقد أشتهر السيد العاملي بكتاب المدارك ، ولكنه قد ألف في الحديث والرجال والأدب كتبا أخرى ، وإن قائمة مؤلفاته تكشف عن عمق ثقافته وفكره وهي وفق العلوم الآتية :

أولا : الفقه

1 - حاشية الروضة البهية .

2 - حواشي على خلاصة العلامة الحلي ، نقله عن خطه السيد محمد حيدر العاملي المكي في كتابه " نجح أسباب الأدب ".

3 - شرح المختصر النافع وأسمه " غاية المرام " .

4 - حاشية على الفقيه الشهيد .

5 - كتاب النذور فرغ منه عام 1007 ه .

6 - المدارك ، وهو كتاب جليل تدارك فيه مسائل جده في شرح عبادات كتاب " شرائع الإسلام " وقد فرغ منه في 25 ذي الحجة عام 998 ه ، ويعد من أحسن كتب الاستدلال ، ويقول الشيخ الطهراني : إن السيد محمد العاملي دون جملة من الرجال الذين وثقهم الشيخ الطوسي في رجاله مرتبا على الحروف ويقول الحر العاملي : خرج منه ثلاث مجلدات ، وهو من أحسن كتب الاستدلال.

7 - نهاية المرام في شرح مختصر شرائع الإسلام ، وهو شرح لمتن المختصر النافع في شرح الشرائع للمحقق الحلي .

ثانيا : الحديث

1 - حاشية كتاب " الاستبصار " .

2 - حاشية كتاب " التهذيب " .

ثالثا : اللغة والأدب

1 - شرح قصائد ابن أبي الحديد .

2 - شواهد ابن الناظم .

توفى السيد محمد العاملي عام 1009 ه ، وقد ارخ وفاته ولده السيد حسين على ظهر كتاب " المدارك " بقوله : « توفي والدي المحقق مؤلف هذا الكتاب في شهر ربيع الأول ليلة العاشر منه سنة تسع بعد الألف في قرية جبع »

وقد رثاه تلميذه الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي بقصيدة طويلة منها

صحبت الشجى ما دمت في العمر باقيا * وطلقت أيام الهنا واللياليا

وعني تجافى صفو عيشي كما غدا * يناظر مني ناظر السحب باكيا

قلّ عندي كل ما كنت واجدا * بفقد الذي أشجى الهدى والمذاكيا

فتى زانه في الدهر فضل وسؤدد * إلى أن غدا فوق السماكين راقيا

هو السيد المولى الذي تم بدره * فأضحى إلى نهج الكرامات هاديا

وللفقه نوح يترك الصلد ذائبا * كما مال دمع الحق يحكي الفؤاديا