السيد محمد بن السيد احمد زيني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد محمد بن السيد احمد زيني

ولد السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد علي زيني البغدادي في مدينة النجف الأشرف في الثامن من جمادى الأولى عام 1148 ه / 1735 م ، ونشأ بها ، وتوفى في مدينة الكاظمية عام 1216 ه / 1801 م ، وكان والده قد هاجر من بغداد إلى النجف وفيها ولد ابنه السيد محمد فتولى تربيته ، ونشأ في محيط النجف العلمي والأدبي ، وقد أصبح أديبا شاعرا ، ومن أبرز أعضاء معركة الخميس الأدبية وقد أشار الأستاذ موسى الكرباسي إلى أنه ولد في مدينة كربلاء وبها نشأ وترعرع.

ويقول الشيخ اليعقوبي : انه حائري المولد ولكن مصادر شخصيته كلها تشير إلى مولده في النجف الأشرف ونشأته فيها ، وكان قد احتل موقعا أدبيا بارزا في مدينة النجف ، وكانت داره ندوة علمية وأدبية يجتمع فيها أقطاب العلم والشعر والأدب في أيام التعطيل من كل أسبوع ، حتى قيل إنه صاحب " معركة الخميس " ويقول الشيخ حرز الدين : انه كان من العلماء الأفاضل والأدباء الأماثل ، محقق في علم الحديث والرواة ، إضافة إلى أنه شاعر أديب ، وكامل ظريف لبيب ، له مراسلات شعرية مع العلماء والأدباء ويقول العزاوي : انه من الأدباء المعروفين ، وكان شعره مقبولا ، ومختاراته منتشرة في المجاميع ، وان ابنه المعروف " السياه‌بوش " بلا ريب تلقف الأدب منه ، وأخذ عنه بحيث غطت شهرته شهرة والده وكانت بين السيد محمد زيني وشعراء وأدباء عصره مراسلات وبخاصة مع الحاج محمد رضا الآزري ، والشيخ يوسف الآزري وكان يجيد اللغة الفارسية ، وقد نقل منها شعرا إلى اللغة العربية بدون أن يتغير منه شيئا غالبا.

وقد تتلمذ السيد محمد زيني على علماء مدينة النجف الأشرف كالشيخ محمد الاخباري وتتلمذ عليه أعلام النجف كالشيخ علي زيني بن الشيخ محمد حسين العاملي في الأدبيات وكان السيد زيني قد جمع بين العلم والأدب ، فقد أرخ في شعره بعض أحداث مدينة النجف الأشرف ومنها مرض الطاعون الذي فتك فتكا ذريعا في النجف وقد استنجد بالإمام علي عليه السلام قائلا:

أبا حسن يا حامي الجار دعوة * يرجى بهذا اليوم منك قبول

أبا حسن يا كاشف الكرب دعوة * لنا أمل أن لا ترد طويل

وصي رسول اللّه دعوة خامس * بغيرك منه لا يبل غليل

أيرضيك هذا اليوم يا حامي الحمى * خطوب علينا للمنون تصول

ومن قصيدة له في الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:

أبا حسن يا عصمة الجار دعوة * على أثرها حيث الرجاء ركابه

شكوتك صرف الدهر قدما * وأنك المذلل أرجاء الخطوب صعابه

فما باله قد فوّق الدهر سهمه * وصب على قلب الحزين عذابه

فكيف وما استنجدت غيرك راغبا * وجودك لم يكنف عليه سحابه

أبا حسن والمرء يا ربما دعا * كريما فلباه وزاد ثوابه

وكتب العلامة السيد محمد زيني كتبا في التفسير واللغة والأدب هي:

1 - تفسير القرآن ، ويسمى " تفسير زيني " وهو موجز .

2 - ديوان شعر ، وقد صور في شعره الأحداث التاريخية والصلات الاجتماعية مع رجال عصره .

3 - مؤلفات في اللغة والمعاني والبيان والبديع .

توفى السيد محمد زيني في مدينة الكاظمية عام 1216 ه ، وقد أرخ وفاته ولده السيد جواد زيني بقوله:

أودى الشفيق فأرخ * ( محمد غاب عنا )