السيد محمد الهندي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد محمد الهندي 1242--1323

السيد محمد بن السيد هاشم بن مير شجاعت على الرضوى الهندي ولد فى النجف حدود سنة 1242 هـ عالم فقيه أصولى رجالى محيط بكثير من العلوم، مسلم الاجتهاد و الحكومة من عهد بعيد، و قد ألف و صنف فى العلوم العقلية و النقلية، و اشتهر فى عصرنا بالفضيلة و التحقيق و الغور فى المسائل المشكلة، و سمعت من بعض مشايخنا مذاكرة ان السبب فى إيماء الشيخ الانصارى الى السيد الميرزا محمد حسن بالمرجعية و التقليد و عدم إيمائه الى السيد المترجم له حيث ان السيد الهندى كان يحضر بحث الشيخ و يحضر معه عدة من الايرادات على ما حققه الشيخ و كتبه فى رسائله فيشغل الشيخ بالجواب عما هو بصدده مما يمليه على تلاميذه، و كان الميرزا الشيرازى قليل الايراد فى البحث فاذا أورد يصيره بطريق الاستفهام، و كان امام جماعة يصلى في حرم الامام أمير المؤمنين (ع) و رجع اليه بعض السواد فى التقليد و الفتيا بالنجف، و اتفق أن استهل الناس فى النجف هلال شوال فرآه جماعة ممن يثق بهم السيد محمد فحكم بالهلال فحسده بعض المترأسين القليلين الورع و أفسدوا ضمائر الغوغاء فاطلقوا ألسنتهم بالهجاء و نظموا فى ذلك شعرا فيه تعريض بشهود الرؤيا رأيته و قد خرج من داره الى الصحن الغروى و قد اجتمع عليه الناس و هو يقول لهم افطروا.. و لهذه الحادثة أسباب أخر لا نذكرها هنا.

سافر المترجم له الى بغداد لفحص الماء النازل فى عينيه و أقام فيه حدود الشهر ثم رغب بالاقامة فى سر من رأى حيث انها بلد عزلة و ترهب و بعد عن مناوئيه، و حضر المترجم له مجلس درس السيد الميرزا الشيرازى فى سر من رأى فقال له الميرزا ما مضمونه ان الأولى بجنابك أن تدرّس لا تحضر مجلس الدرس فاجابه السيد الهندى ان الذى يلزمنى أن أكون فى مجلس يذكر فيه العلم.

أساتذته:

حضر على المحقق الاكبر الشيخ محسن خنفر الفقه و الأصول و الرجال و عمدة تتلمذه عليه و كان من رأيه انه لم ير أحدا من معاصريه مثله فى التحقيق و حضر على صاحب الجواهر لرجوع رئاسة العلم اليه، و على الشيخ المرتضى الانصارى و كتب دروسه فى الفقه و الاصول.

مشايخ روايته:

يروى بالاجازة عن صاحب الجواهر، و الشيخ الانصارى، و الشيخ ملا على الخليلى، و السيد ميرزا القزوينى و أخيه السيد على، و الشيخ محمد تقي الگلپايگانى سمعنا بعض اجازاته من نجله العالم السيد رضا الهندى.

مؤلفاته:

ألف كتاب التحريرات فى الفقه هو نتيجة ما كتبه من بحث استاذه الشيخ محسن، و الاضواء المزيلة. للشبه الجليلة فى الرد على البابية، و شرح الشرايع غير تام فى عدة مجلدات و كان متوسطا فى الاستدلال و الفتوى، دورة فقه مستقلة، و كتابا فى الأصول الكلية و القواعد العامة، و كتابا فى الرجال بمخلدين، و حاشية على رسائل استاذه الانصارى فى الأصول، و كشكولا، و اللئالى‏ء الناظمة أرجوزة فى الفقه، و السبائك الذهبية رسالة فى العروض، و نظرت مؤلفاته نظرة إجمالية حينما زرته بداره فى محلة الحويش بالنجف حيث (قده) أرانيها و كان المجلس قصيرا، و فى سنة 1310 هـ زرت الامامين العسكريين (ع) فى سر من رأى قبل الحادثة الشهيرة بسنة و رأيت كثيرا من المهاجرين من أهل العلم و الفضل و منهم السيد المترجم له و كان فى ضيق من عيشه بخلاف أقرانه و ما دونهم، و زارنا السيد فى منزلنا و عليه عباءة خلقه فأسفت و تأسفت لذلك، أقول و ليس على السيد محمد من حزازة لأن الرزق من حظوظ الدنيا، و رجع السيد الى النجف بعد وفاة الميرزا الشيرازى، و اجتمع عليه فى النجف جمع كبير من الناس و قرب منه أهل الفضل، و قلده البعض من كسبة النجف و عين له من (الخيرية الهندية) خمسمائة روبية هندية مرتبا.

وفاته:

توفى بالنجف آخر شعبان سنة 1323 هـ و دفن بداره، و أعقب أولادا ستة أفضلهم علما و أدبا السيد باقر و السيد رضا و قد مرّ ذكرهما، و السيد هاشم من كريمة الشيخ طالب البلاغى، و السيد جعفر و السيد محمود و السيد فرج من كريمة السيد صادق زينى، و أرخ عام وفاته ولده السيد باقر بقوله:

يا زائرا خير مرقد # له الكواكب حسد

سلم وصل و أرخ # (و زر ضريح محمد)