السيد محمد القزويني الحلي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد محمد القزوينى الحلى ... --1335

السيد محمد بن السيد مهدى بن السيد حسن بن السيد احمد الحسينى‏ القزوينى الحلى النجفى، ولد فى الحلة فى محلة الجامعين هاجر الى النجف و قرأ مقدماته فيها و اتقن و كان مولعا بدراسة العلوم الرياضية كالحساب و الهندسة، و الهيئة و الاصطرلاب و علم المنطق و ممن قرأ عليه فى النجف الشيخ حسن الكاظمى و أخوه الشيخ محمد و الشيخ على حيدر المنتفقى النجفى ثم رجع الى الحلة أيام رئاسة السيد والده فيها و أقام بها مدة ثم كرّ راجعا الى النجف و معه أخواه الميرزا جعفر و الميرزا صالح و اكبوا على طلب العلم بجدّ و كد، و بعد برهة رجعوا الى الحلة، و فى أواخر سنة 1293 هـ رجع الى النجف بصحبة السيد والده (قده) و فى هذه المرحلة حضر الابحاث الخارجة و فى سنة 1294 حج مكة المكرمة و لما رجع من حجه جلس السيد والده مجلسا عاما للتهنئة فى النجف تبارى فيه شعراء العراق و أدباؤه منهم السيد حيدر الحلى-صاحب المراثى الجليلة-بقصيدة بائية فى 89 بيتا نالت الاستحسان العجيب و كان المجلس حاشدا بعلماء النجف و شعرائها و شعراء الحلة و بغداد و كربلا، و كنت ممن حضرها مطلعها:

نفحات السرور أحيت حبيبا # فحبتنا من النسيب نصيبا

و أعادت لنا صريع الغوانى # يسترق الغرام و التشبيبا

غادرتنا نجرّ رجل خليع # غزل كالصبا يعد المشيبا

نعمتنا بناعم القد غض # قد كساه الشباب بردا قشيبا

زارتا و النسيم نم عليه # فكأن النسيم كان رقيبا

و أصبح المترجم له من العلماء الفقهاء المحققين الأجلاء، مسلم الاجتهاد و الحكومة، و كان إماما فى الأدب و الاخلاقيات و كثيرا ما جلسنا جلسة الأخلاء فيقرأ لنا من منظومته فى أحكام المواريث و هى تشهد بفضله و سمو منزلته العلمية، أهدى لنا نسخة منها مخطوطة. و فى سنه 1313 هـ قدم النجف‏ وفد من وجوه أهل الحلة يلتمسونه على المهاجرة اليهم عالما موجها و مرشدا و لكى تزهو به فيحاؤهم و تستنير بعلمه و أدبه و تقاه و كمالاته الاخلاقية و الروحية، و أنزلوه عند رغبتهم فهاجر اليها و أخذ يقيم الصلاة جماعة و يحسم مرافعاتهم و يجلس لهم فى العصرين. و فتح هناك مجلسا للتدريس تحضر عليه جمهرة من الافاضل يملى عليهم دروسا فى الفقه و الاصول.

اساتذته:

تتلمذ على والده فى النجف الفقه كثيرا، و على الاستاذ الملا محمد المشهور بالفاضل الايروانى، و الشيخ لطف اللّه المازندرانى، و أجازه والده و الايروانى.

مؤلفاته:

منظومة فى الارث فرغ من نظمها سنة 1332 طبعت فى النجف، و مناسك حج لعمل مقلديه و رسالة فى التجويد، و طروس الانشاء. هو مجموع فيه مراسلات أدبية مع أعلام عصره‏ (1) و أدبائهم و وجوههم، و أبطال الكلام النفسى، و أرجوزة فى حديث الكساء (1) و كان للمترجم له آثار جليلة منها تعمير قبور السادات و العلماء القدامى و المساجد و المقامات فى الحلة و منها سعيه بتعمير ضريح القاسم بن الامام موسى بن جعفر (ع) قرب الهاشمية، و كتب الى الشيخ خزعل أمير المحمرة بان يصنع شباكا ثمينا يوضع على قبر القاسم (ع) و ذلك فى سنة 1320 هـ و كتب عليه بيتين من الشعر:

للامام القاسم الطهـ # ر الذى قدّس روحا

خزعل خير أمير # (أرخوا شاد ضريحا)

سنة 1324 ه

و من مساعيه المشكورة سدة الهندية على الفرات الموجودة اليوم لما انقطع شط الحلة من الماء لعلو أرضه و هبوط مجرى الفرات المار ببلد المسيب، حيث ماتت المواشى و المزارع على شط السبل فى الحلة فكتب السيد محمد الى والى بغداد ناظم باشا العثمانى حدود سنة 1322 هـ. كتابا و فيه بيتان من الشعر:

قل لوالى الامر قدمات الفرات # و مضت عنه أهاليه شتات

أفترضى أن يموتوا عطشا # و بكفيك جرى ماء الحيات‏

و يروى ان الوالى لما قرأ الكتاب جمع المهندسين الاجانب فورا و أمر بالسدة، و استمر العمل بها الى نهاية عام 1332 هـ، و كان اذا قدم السيد الى النجف زائرا اجتمع عليه أهل الفضل و الادباء و الشعراء، و فى يوم كان فى مجلسه فضيلة السيد مهدى الكرادى و جماعة من هذا القبيل فذكروا صاحبهم العلامة الشيخ عبد الحسين صادق العاملى فى لبنان و كتب اليه السيد كتاب عتاب من عدم المواصلة و الهجر ثم أخذه السيد مهدى البغدادى و ذيله ببيتين عن لسان المترجم له قائلا:

ما كنت أحسب و الاقدار غالبة # سوى ابن يحيى وفيا لى بمعدود

لما افترقنا بأن الخلف معذرة # هوى الشئآم اقتضى خلف المواعيد

وفاته:

توفى سنة 1335، و أعقب السيد معز الدين و بدر الدين.