السيد علي بن السيد هادي بحر العلوم

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد علي بن السيد هادي بحر العلوم

السيد علي بن السيد هادي بحر العلوم المتوفى عام 1380 ه / 1960 م

ولد العلامة السيد علي بن السيد هادي بن السيد علي نقي بحر العلوم في مدينة النجف الأشرف عام 1314 ه / 1897 م ، وتتلمذ على أعلام أسرته وعلماء النجف الأشرف ، وقد لازم عمه العلامة السيد محمد علي بحر العلوم ، وأصبحت لديه خبرة واسعة في حل مشاكل الناس وتصريف الأمور ، حتى أصبح عليه المعول في الحل والعقد « 1 » ، وكان من أوائل علماء النجف الأشرف الذين فكروا في إصلاح الحوزة العلمية والمدرسة النجفية عام 1343 ه / 1924 م « 2 » ، وكان مجلسه ( العلمي والاجتماعي ) مقصد جميع الطبقات وملجأ أصحاب الحاجات ، ويقول الأستاذ جعفر الخليلي :

« وانحصرت بديوان السيد علي بحر العلوم جل مهمات دواوين النجف ، ولم يعد هناك من الدواوين التي كانت تتعاون في أداء الخدمة وزاد من مشقة السيد علي قلة أولئك الذي كانوا يضحون بالشيء الكثير من أوقاتهم ومجهودهم في معاونة الزعماء ، فثقل عبء السيد علي وأصبح يعمل أكثر مما كان يعمل أي زعيم نجفي آخر » « 3 » ، وقد أطلق على الجماعة العلمية التي كانت تصطحب العلامة السيد علي بحر العلوم أسم ( الصفوة ) ، وهم لا يفارقون مجلسه صباحا ومساء ، من أمثال : السيد مير علي أبو طبيخ ، والشيخ محمد حسين المظفر ، والأستاذ جعفر الخليلي ، وقد اختارت جماعة الصفوة يوم الأربعاء للاجتماع في دار العلامة السيد مير علي أبو طبيخ « 1 » ، وقد حافظ العلامة الكبير الأستاذ الدكتور محمد بحر العلوم على مجلس والده بعد وفاته ، ولنا عودة إلى دارسة هذا المجلس عند حديثنا عن مجالس ( النجف الأشرف ) في جزء لاحق من كتابنا ( المفصل في تاريخ النجف الأشرف ) وكان العلامة السيد علي بحر العلوم ، قد اهتم في بناء مكتبة عامرة ، حافلة بالكتب القيمة والمصادر النفيسة النادرة « 2 » ، وبأعلام أسرة آل بحر العلوم ، الذي ألف فيهم كتابا سماه ( اللؤلؤ المنظوم في أحوال آل بحر العلوم ) ، وقد فرغ منه عام 1339 ه / 1920 م « 3 » .

توفى العلامة السيد علي بحر العلوم في السابع والعشرين من محرم الحرام عام 1380 ه / 1960 م في المستشفى الجمهوري في بغداد ، وشيع في مدينة النجف الأشرف تشييعا مهيبا ، وقد أغلقت الأسواق حدادا ، وتقدمت جثمانه مواكب العزاء ، وأقيمت له فواتح عديدة من قبل أسرة آل بحر العلوم ومراجع الدين والجمعيات العلمية والأدبية وكسبة النجف الأشرف ، وقد أرخ وفاته السيد محمد بحر العلوم بقوله « 4 » :

تلاطم الحزن ( بحر العلوم ) * وفاض على الشاطئ الأخضر

غداة تعالى نداء النعي * مهيبا على ( النجف ) الأزهر

فهز العلى واستفز التقى * صدى نعى سيده الأكبر

مصاب ( علي ) أثار النفوس * وأجرى الدموع من المحجر

وان شئت تسجيل آثاره * فأرخ ( عليا بكاه الغري )

ورثاه الشيخ عبد الغني الخضري في قصيدته ( إليك أبا محمد ) والتي ألقاها في الجامع الهندي بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة السيد بحر العلوم منها « 1 » :

سحاب الحزن بعد نواك ماطر * وبحر الدمع قبل لقاك ساجر

ألست إلى النفوس منى وأمنا * نطل به على دنيا المفاخر

نفوق به على دنيا المعالي * وما ضمت من الطرف النوادر

وكان لأبناء السيد بحر العلوم مواقع علمية واجتماعية كبيرة في النجف الأشرف وهم : ( السيد محمد والسيد علاء الدين والسيد عزّ الدين ) ولنا دراسة تفصيلية عن العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم ، أما السيدان الشهيدان السعيدان علاء الدين وعزّ الدين فقد قدما حياتهما للفكر والعلم والأدب ولم يراع النظام الطائفي المقيت مقامهما العلمي والفكري والاجتماعي فأقدم على إعدامهما ، بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م فقد كان السيد علاء الدين بحر العلوم قد ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1350 ه / 1931 م ، وقد تخصص للفقه والأصول ، وله بحوث وتحقيقات فيهما ومنها كتابه « مصابيح الأصول » ، أما السيد عزّ الدين فإنه ولد في النجف الأشرف عام 1352 ه / 1933 م وأصبح من أجلاء المشتغلين في البحوث الفقهية ، وكتب في الصحف النجفية بحوثا علمية ومقالات توجيهية وأصدر كتابا بعنوان « بحوث فقهية تقرير لبحث ومحاضرات أستاذه الحجة الشيخ حسين الحلي » « 2 » .