السيد علي بن السيد هادي بحر العلوم
السيد علي بن السيد هادي بحر العلوم
السيد علي بن السيد هادي بحر العلوم المتوفى عام 1380 ه / 1960 م
ولد العلامة السيد علي بن السيد هادي بن السيد علي نقي بحر العلوم في مدينة النجف الأشرف عام 1314 ه / 1897 م ، وتتلمذ على أعلام أسرته وعلماء النجف الأشرف ، وقد لازم عمه العلامة السيد محمد علي بحر العلوم ، وأصبحت لديه خبرة واسعة في حل مشاكل الناس وتصريف الأمور ، حتى أصبح عليه المعول في الحل والعقد « 1 » ، وكان من أوائل علماء النجف الأشرف الذين فكروا في إصلاح الحوزة العلمية والمدرسة النجفية عام 1343 ه / 1924 م « 2 » ، وكان مجلسه ( العلمي والاجتماعي ) مقصد جميع الطبقات وملجأ أصحاب الحاجات ، ويقول الأستاذ جعفر الخليلي :
« وانحصرت بديوان السيد علي بحر العلوم جل مهمات دواوين النجف ، ولم يعد هناك من الدواوين التي كانت تتعاون في أداء الخدمة وزاد من مشقة السيد علي قلة أولئك الذي كانوا يضحون بالشيء الكثير من أوقاتهم ومجهودهم في معاونة الزعماء ، فثقل عبء السيد علي وأصبح يعمل أكثر مما كان يعمل أي زعيم نجفي آخر » « 3 » ، وقد أطلق على الجماعة العلمية التي كانت تصطحب العلامة السيد علي بحر العلوم أسم ( الصفوة ) ، وهم لا يفارقون مجلسه صباحا ومساء ، من أمثال : السيد مير علي أبو طبيخ ، والشيخ محمد حسين المظفر ، والأستاذ جعفر الخليلي ، وقد اختارت جماعة الصفوة يوم الأربعاء للاجتماع في دار العلامة السيد مير علي أبو طبيخ « 1 » ، وقد حافظ العلامة الكبير الأستاذ الدكتور محمد بحر العلوم على مجلس والده بعد وفاته ، ولنا عودة إلى دارسة هذا المجلس عند حديثنا عن مجالس ( النجف الأشرف ) في جزء لاحق من كتابنا ( المفصل في تاريخ النجف الأشرف ) وكان العلامة السيد علي بحر العلوم ، قد اهتم في بناء مكتبة عامرة ، حافلة بالكتب القيمة والمصادر النفيسة النادرة « 2 » ، وبأعلام أسرة آل بحر العلوم ، الذي ألف فيهم كتابا سماه ( اللؤلؤ المنظوم في أحوال آل بحر العلوم ) ، وقد فرغ منه عام 1339 ه / 1920 م « 3 » .
توفى العلامة السيد علي بحر العلوم في السابع والعشرين من محرم الحرام عام 1380 ه / 1960 م في المستشفى الجمهوري في بغداد ، وشيع في مدينة النجف الأشرف تشييعا مهيبا ، وقد أغلقت الأسواق حدادا ، وتقدمت جثمانه مواكب العزاء ، وأقيمت له فواتح عديدة من قبل أسرة آل بحر العلوم ومراجع الدين والجمعيات العلمية والأدبية وكسبة النجف الأشرف ، وقد أرخ وفاته السيد محمد بحر العلوم بقوله « 4 » :
تلاطم الحزن ( بحر العلوم ) * وفاض على الشاطئ الأخضر
غداة تعالى نداء النعي * مهيبا على ( النجف ) الأزهر
فهز العلى واستفز التقى * صدى نعى سيده الأكبر
مصاب ( علي ) أثار النفوس * وأجرى الدموع من المحجر
وان شئت تسجيل آثاره * فأرخ ( عليا بكاه الغري )
ورثاه الشيخ عبد الغني الخضري في قصيدته ( إليك أبا محمد ) والتي ألقاها في الجامع الهندي بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة السيد بحر العلوم منها « 1 » :
سحاب الحزن بعد نواك ماطر * وبحر الدمع قبل لقاك ساجر
ألست إلى النفوس منى وأمنا * نطل به على دنيا المفاخر
نفوق به على دنيا المعالي * وما ضمت من الطرف النوادر
وكان لأبناء السيد بحر العلوم مواقع علمية واجتماعية كبيرة في النجف الأشرف وهم : ( السيد محمد والسيد علاء الدين والسيد عزّ الدين ) ولنا دراسة تفصيلية عن العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم ، أما السيدان الشهيدان السعيدان علاء الدين وعزّ الدين فقد قدما حياتهما للفكر والعلم والأدب ولم يراع النظام الطائفي المقيت مقامهما العلمي والفكري والاجتماعي فأقدم على إعدامهما ، بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م فقد كان السيد علاء الدين بحر العلوم قد ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1350 ه / 1931 م ، وقد تخصص للفقه والأصول ، وله بحوث وتحقيقات فيهما ومنها كتابه « مصابيح الأصول » ، أما السيد عزّ الدين فإنه ولد في النجف الأشرف عام 1352 ه / 1933 م وأصبح من أجلاء المشتغلين في البحوث الفقهية ، وكتب في الصحف النجفية بحوثا علمية ومقالات توجيهية وأصدر كتابا بعنوان « بحوث فقهية تقرير لبحث ومحاضرات أستاذه الحجة الشيخ حسين الحلي » « 2 » .