السيد علي بن السيد رضا بحر العلوم
السيد علي بن السيد رضا بحر العلوم
ولد السيد علي بن السيد رضا بن السيد محمد مهدي بحر العلوم في مدينة النجف الأشرف عام 1224 ه / 1809 م ، ونشأ بها حتى وفاته فيها عام 1298 ه / 1881 م ، وكان قد تتلمذ على علماء عصره من أقطاب الحوزة العلمية في النجف منهم:
1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) .
2 - الشيخ حسن كاشف الغطاء .
3 - الشيخ علي كاشف الغطاء .
4 - الشيخ ملا مقصود علي .
وأصبح السيد علي بحر العلوم من أساتذة التحقيق والتدقيق ، وانتهت إليه الرئاسة العامة في التدريس ويقول الشيخ كاشف الغطاء : " ليس له نظير في القضاء ، وقد أمضى حكمه أغلب علماء العصر " وكان كثر الجدل والاشتغال في المسائل الفقهية ، وله يد طولى في الأدب والشعر ، وقد ضم مجلسه العلماء والأدباء ، وأضاف إليه دماثة أخلاقه ورحابة صدره ويقول السيد الأمين : انه كان عالما جليلا ، محققا مدققا ، فقهيا أصوليا ، وقد تولى تقسيم الأموال الهندية المعروفة بالاودة المخصصة لأهل النجف الأشرف ، وهي مبلغ عظيم من المال أوصت به امرأة هندية أن يصرف نصف ريعه على أهل النجف ، والنصف الآخر على أهل كربلاء ، فأخذته الحكومة البريطانية ، ووضعته في مصارفها ( بنوكها ) وصرفت فائدته على مدينتي النجف وكربلاء ، وقد عرضت حصة النجف على الإمام الشيخ مرتضى الأنصاري فرفضها ، ثم عرضت على السيد علي الطباطبائي بحر العلوم فقبلها ، وانتقلت بعد وفاته لابن أخيه السيد محمد بن السيد محمد تقي بحر العلوم صاحب كتاب " بلغة الفقيه " وقد ضمت حوزة السيد علي بحر العلوم عددا من علماء النجف وحوزتها منهم :
1 - السيد محمد جعفر بن السيد علي تقي الطباطبائي .
2 - المولى عباس القزويني .
3 - الميرزا بهاء الدين بن الميرزا علي محمد خان نظام الدولة ، وقد أجازه .
4 - الشيخ شكر بن الشيخ احمد النجفي .
5 - الشيخ عبد الحسين بن الشيخ راضي النجفي ، وقد أجازه في الاجتهاد .
6 - السيد مصطفى اللكهنوي .
وقد احتل السيد علي بحر العلوم مكانة عميقة في نفوس تلاميذه وأصدقائه ومحبيه وقد أوضحها السيد موسى الطالقاني بقوله:
طال اغترابك ( يا علي ) ولم تزل * تاللّه فردا في الزمان غريبا
ولقد عهدتك ساعدي ولطالما * فرّجت عن قلبي الكئيب كروبا
قد ضاق فيّ الدهر بعد نواك يا * أمل الفؤاد وكان فيك رحيبا
ولقد يعزّ عليّ إذا دعوتك للجى * ولم تك إذ دعوت مجيبا
فمتى أراك وأشتكي من معشر * أمست محاسنهم لدي عيوبا
وكانت مؤلفات العلامة السيد علي بحر العلوم في الفقه لها أهمية علمية كبيرة وهي:
1 - رسالة في الصوم فتوائية .
2 - رسالة في القبلة ، فرغ منها عام 1275 ه .
3 - رسالة في المسافة الملفقة .
4 - رسالة في تصرفات المريض .
5 - رسالة في الحبوة ، فرغ منها عام 1290 ه .
6 - رسالة في نية الإقامة في السفر .
7 - رسالة في ميراث الزوجة ، فرغ منها في 24 رمضان عام 1289 ه .
8 - الرد على العامة .
9 - الشرح الكبير .
10 - مختصر الشرائع .
11 - منهج العابد ، رسالة فتوائية من الطهارة إلى آخر كتاب الصوم .
12 - مناسك الحج .
ويعد كتابه الكبير " البرهان القاطع في شرح المختصر النافع " من أهم مؤلفاته الفقهية ، ويقع في ثلاثة مجلدات ، وقد أشتمل على كتب ورسائل من أول الطهارة إلى أحكام الخلل والصوم وشطرا من المكاسب والقضاء والشهادات ، وقد فرغ منه في رمضان عام 1291 ه ، وطبع في حياته .
لقد توفى العلامة السيد علي بحر العلوم عام 1298 ه ، وهو العام الذي اجتاح مرض الطاعون مدينة النجف الأشرف ، وأطلق عليه " الطاعون الصغير " وقد أرخ وفاته السيد حسين بحر العلوم بقوله:
فأكرم بها من بقعة قد سمت على * بقاع جنان الخلد فخرا وأشرقت
بها زمر الأملاك طافت وأرخت * إلا لعلي جنة العدن أزلفت
ورثاه الشيخ محمد حرز الدين بقوله:
صال الزمان على العراق بصولة * وأصاب منه بحر علم طامي
أعني العلي أخا العلوم وأصلها * وأبا التقي من سادة الأعلام
أو ما درى أن قد أمات بموته * من كان منجيهم من الإعدام
ورثاه السيد إبراهيم الطباطبائي بقصيدة منها:
رثيتك يا دهر لو كنت ترثا * وأخشاك والدهر يرجى ويخشى
طرحت الحبائل مبثوثة * على الأرض تسعى أفاعي رقشا
وأرخ وفاته الميرزا محمد الهمداني بقوله:
ولما خر من أفق المعالي * على ابن الرضا العلم اللبيب
غدا بدر المكارم في خسوف * وشمس المجد أرخ ( في غروب )
وأرخ الشيخ محمد سعيد الإسكافي وفاته بقوله :
لذاك بعون الفرد قلت مؤرخا * ( بموت علي عز شرع محمد )
وقد دفن السيد علي بحر العلوم في مقبرة أسرته الخاصة المجاورة لمقبرة الشيخ الطوسي .