السيد عبد المهدي الاعرجي
السيد عبد المهدي الاعرجى ... -1358
السيد عبد المهدى بن السيد راضى بن السيد حسين بن السيد على المشهور بالاعرجى النجفى الفاضل الأديب، و التقى الصالح العابد، كان شاعرا مفلقا، ذاكرا لأبى الاحرار و أبى الضيم الحسين بن على بن أبى طالب عليهما السلام و راثيا للفتية من أهل بيته و صحبه، و كان شهما غيورا، جيد الانشاء سريع البديهة، له نظم كثير أثبتنا له عدة قصائد و مقاطيع فى الجزء الخامس من كتابنا (النوادر) خدمة للأدب و أهل العلم، و كان ينظم المناسبات و النكات التأريخية و الأدبية و له جملة تواريخ منها تاريخ قتل رئيس وزراء العراق ياسين الهاشمى لما تمرد و بغى على ملك العراق غازى بن فيصل بن الحسين الحسنى و كان ذلك سنة 1355 هـ بقوله:
آل النبى و كم لهم من شارة # قصموا بها ظهر الظلوم الغاشم
إن رمت صحة ما أقول فقم و سل # أرخته (بم طاح حظ الهاشمى)
و كان الهاشمى قد نصب العداء للشيعة فى العراق و علمائهم و أئمتهم، و منعهم من عاداتهم و مراسيمهم الدينية و شرع فى تخريب آثارهم و سلب تراثهم التأريخى، و أعلن توحيد اللباس و شرع فى تنفيذه ببعض الاصناف الى غير ذلك، قيل و كان أبوه من بقايا المستعملين فى الدولة التركية المنقرضة، ذكرنا هذه الحوادث مفصلا فى الجزء الخامس من النوادر، و من شعر السيد المترجم له إرجوزة أهداها لنا بخطه لما سألناه عن بعض سلسلة نسبه نظم فيها أسماء أجداده الى عبيد اللّه و هو الاعرج بن الحسين الاصغر ابن على بن الحسين بن على أمير المؤمنين عليهما السلام فلا غرو ان تكون هذه سندا لنسب السادة الأعرجيين مطلعها:
يقول راجى العفو عبد المهدى # احمد ذا العرش بكل الحمد
ثم الصلاة و السلام السرمدى # على النبى المصطفى محمد
و آله الاماجد الاطهار # السادة الغطارف الابرار
من خصهم رب السماء بالشرف # أذلهم العدو بالفضل اعترف
شرفهم على جميع الخلق # بالمصطفى الطهر نبى الحق
و انهم فى عرصة القيامة # لهم على كل الورى الكرامة
بذا روى الناس عن المختار # حديث صدق صح فى الاخبار
لجنة الخلود بعد الموت # أول ما ادخل أهل بيتى
زكى إله العرش منهم عنصرا # مجدا كما شرفهم بين الورى
فى نسب من هاشم و ضاح # يعلو على السماء و الضراحى
و ممن انتهى لذاك النسب # المرتضى الشهم رفيع المنصب
له من الأولاد سبع و هم # محمد و جعفر مهدى الكرم
و محسن راضى على حسن # و الحسن ابنه الفقيه محسن
ملقب بصاحب المحصول # و شارح وافية الاصول
له مناقب يحير الفطن # فيها و يخرس اللسان اللسن
منها الذى قد جاء مستفيضا # إذ كان فى بلاده مريضا
فجاءه (الخليل) (1) من طهران # بدعوة الامام للمكان
و هو طبيب حاذق موصوف # مجرب فى فنه معروف
حيث على الحمى دعى الامام # موسى بن جعفر الفتى العلام
قال اخرجى عنه بلا تعطيل # أو بك أنشبت يد الخليل
ثم علىّ من بنيه لطفى # حبر شهير الفضل غير مخفى
و جعفر و شبله محمد # و ابن محمد على الامجد
و افنى المذكور عبد المهدى # انمى اليه فى عداد الولد
ولى من الآباء و الاجداد # سبع و عشرون لدى العداد
أول ما ابدأ به فى نسبى # فاننى ابدأ بالراضى ابى
نجل الحسين بن على ذا الشمم # نجل محمد بن جعفر الكرم
نجل الشريف المرتضى و المجتبى # من شرف الدين له كان ابا
نجل الهمام الا لمعى ناصر # نجل الفتى منصور ذى المفاخر
سليل نصر اللّه زاكى الحسب # نجل الفتى زر زور سامى الرتب
نجل الفتى المشهور باليقين # موسى ابى الفضل عماد الدين
نجل الفتى الندب سمى الهادى # ابن المهذب الفتى عماد
ابن الفتى الفضل شديد الباس # ابن احمد البر ابى العباس
ابن الهمام الالمعى الاطهر # محمد الندب الامير الاشتر
ابن عبيد اللّه و هو الثانى # ابن على الصالح الجنان
ابن عبيد اللّه و هو الاعرج # و من بذكره الزمان يأرج
ابن الحسين الاصغر المفضل # ابن على بن الحسين بن على
ذاك ابن عم المصطفى المختار # ابى الهداة السادة الاطهار
ثم أزف خاتما سلامى # محضا الى قرائه الكرام
و قد ابتلى هذا السيد أواخر أيامه بعلل السوداء و الوسواس، و شكا عندى أكثر من مرة من خيالات تعروه الى أن مات غريقا بشط الفرات فى الحلة شهيدا و نقل الى النجف و دفن عصر الخميس 15 من رجب سنة 1358 فى الصحن الغروى تجاه الروضة العلوية شرقا.