السيد صالح بن السيد مهدي القزويني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد صالح بن السيد مهدي القزويني

ولد السيد صالح بن السيد مهدي بن السيد حسن القزويني في مدينة النجف في 17 رجب 1208 ه الموافق للثامن عشر من شباط 1794 م ، وقيل إنه ولد في الحلة ونشأ بها على أبيه واعتنى بتربيته ، وغذاه بأخلاقه وقد تتلمذ على أعلام عصره في النجف والحلة منهم:

1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) وقد تزوج أبنته .

2 - الشيخ مرتضى الأنصاري .

3 - الشيخ مهدي كاشف الغطاء وأجازه .

4 - الشيخ حسن الفلوجي .

5 - الملا علي الخليلي ، وأجازه .

وأصبح عالما فقيها وأديبا شاعرا ثم عاد إلى مدينة الحلة مرجعا دينيا فيها وساهم في الحركة الأدبية وبعثها ، وكانت بينه وبين السيد حيدر الحلي منافسة أدبية تبادلا فيها الرسائل والقصائد وبعد وفاة والده تصدى للتدريس وكان يحضر درسه جمع من أفاضل طلاب العلم ، وحينما انتقل إلى بغداد عام 1259 ه أصبحت داره ندوة للأدباء والشعراء والخطباء ، وتولى الزعامة الدينية في جانب الكرخ وأصبح مرجع الرأي العام ، وموئل القاصدين ، ووصفه الشاعر عبد الباقي العمري بأنه أكليل أدباء عصره ، وتاج شعراء عصره ولما كان السيد القزويني قد جمع بين الفقه والأدب ، فقد جاءت كتبه تحمل هذين العلمين وهي :

1 - الدرة الغروية في مدائح العترة النبوية ، وورد بلفظ " الدرر الغروية في العترة المصطفوية " ، وتوجد منه نسخة في مكتبة المتحف العراقي ببغداد وهي بخط ناجي بن محمد السعدي القفطاني وورد الكتاب بلفظ " قصائد الغروية في مدح النبي والأئمة الاثني عشر " فهو قد أحتوى أربع عشرة قصيدة في النبي والزهراء والأئمة الاثني عليهم السلام ومجموع أبياته ( 280 بيتا ).

2 - تاريخ أحوال سيد الوصيين أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد ورد بلفظ " مقتل أمير المؤمنين عليه السلام " وقد ألفه ليقرأ في داره ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان وقد حققه السيد جودت القزويني وطبعه .

3 - ديوان السيد صالح القزويني ، وهو ديوان كبير قد ضم سائر شعره ، وقد جمعه الشيخ إبراهيم آل صادق العاملي النجفي ، فأدرج في أوله الموشح الكبير الذي مدح به الشيخ طالب البلاغي ، والتقاريض التي عليه مع مقدمات وضعها لكل واحد منهم مسجعة على أسلوب معروف.

4 - رسالة عملية كبيرة في العبادات .

5 - رسالة نثرية لطيفة .

6 - مقطعات شعرية .

وقد وصف شعر السيد صالح القزويني بقوة البديهة وضخامة اللفظ ومتانة القافية والأسلوب ، وتعلوه حلاوة وتتخلله طلاوة ويقول الشيخ اليعقوبي :

كان في شعره خصب القريحة ، طويل النفس ، رصين اللغة والأسلوب ولولا اشتغاله في العلوم الدينية لكان أشعر الأسرة القزوينية ومنه في الإمام الحسين عليه السلام:

أيقعدني عن خطة المجد لائم * قصير الخطى من أقعدته اللوائم

سأركبها مرهوبة سطواتها * تطير خوافيها بها والقوادم

عليّ لربع المجد وقفة ماجد * تناشده حتى السيوف الصوارم

وأمطر من سحب البوارق هاطلا * من الدم لا ما أمطرته الغمائم

ومن شعره :

أتعرض سيدي روحي فداكا * على المضنى حشاه من قلاكا

رماني الدهر بالأسقام لما * رأى صبري رماني في جفاكا

لأن لم أطق صبرا عليه * وأعظم كل سقم كان ذاكا

ومن موشحاته:

فأزهرت بشرا رياض النجف * بواكف كفى البرايا وكف

توفى السيد صالح القزويني عام 1307 ه ، وهناك من يؤرخ وفاته عام 1304 ه ، و 1305 ه ، و 1306 ه وقد رثاه جمع من الشعراء ومنهم السيد إبراهيم الطباطبائي الذي رثاه بقصيدة منها:

صدى لنعاك صالح للمعاد * تضيف برجعه سمة البلاد

لا سمع حي هاشم بالتناد * لو أن الميت يسمع من ينادي

تلفع وجه يعرب بالسواد * ووجه نزار برفع بالحداد

بجمره هاشم وبزغف عمرو * ويبضة يعرب العرب البوادي

وقد أشار السيد جواد شبر في كتابه " أدب الطف " إلى السيد صالح بن السيد رضا بن السيد مير القزويني ( 1208 ه - 1306 ه ) وذكر مؤلفاته وحياته فإنها تلتقي مع ترجمة السيد صالح بن السيد مهدي القزويني وهذا سهو من المؤلف .