السيد سليمان بن السيد داود الحلي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد سليمان بن السيد داود الحلي

ولد السيد سليمان بن السيد داود الحلي في مدينة النجف الأشرف عام 1141 ه ، ونشأ بها وتتلمذ على أعلامها ، وبرع في علم الطب ولقب بالحكيم ثم استوطن مدينة الحلة عام 1175 ه وعرف بالمزيدي ، لأن أجداده قد انتسبوا إلى قرية المزيدية ، ويقول الشيخ الخليلي : انه كان عالما بعلمي الأبدان والأديان ، تقيا كريما ظريفا أديبا ، يرتجل الشعر ارتجالا من دون تكلف أو صعوبة وكانت له مساجلات مع شعراء عصره ، وشديد الملازمة للشيخ احمد النحوي وولده الشيخ محمد رضا ، وللشيخ أحمد بن حمد اللّه ، والشيخ درويش الفقيه ، ومحمد بن إسماعيل ، والسيد صادق الفحام ، والشيخ شريف بن فلاح « 2 » ، وله مع شعراء مدينة النجف صلات وثيقة ومطارحات شعرية وبالأخص مع الشيخين النحويين ( احمد ومحمد رضا ) والشيخ محمد علي الأعسم ، والشيخ مسلم بن عقيل ، والشيخ محمد شريف الكاظمي ، والشيخ حسن بن الشيخ هادي الكاظمي ، والسيد محمد بن السيد احمد زيني ولما استوطن السيد سليمان الحلي مدينة الحلة أصبحت داره ندوة سمر وقرض الشعر ، وكان يتردد عليها الشيخ محمد رضا النحوي ، ولما أنقطع عن زيارته بضعة أيام ، كتب إليه معاتبا:

عهدت خليلي أن دجا ليل بيننا * ( سري يخيط الظلماء والليل عاكف )

وعهدي به ما مثله في وصاله * ( حبيب بأوقات الزيارة عارف )

ولا كلفة أو ريبة يقتضي بها * ( أيدخل محبوب على الباب واقف )

ولما وصلت الأبيات للشيخ محمد رضا النحوي قام بتشطيرها وإرسالها للسيد سليمان الحلي وكتب السيد سليمان الحلي في اللغة والأدب ما يلي:

1 - خلاصة الأعراب .

2 - الدرة الحلية ، وقد كتب السيد عباس بن السيد علي الحسيني النجفي تقريضا على هذا الكتاب والكتاب يتألف من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة ، وهو أحسن من كتب في العربية على أوجز طراز وأسهل أسلوب مدرسي .

3 - ديوان شعر .

4 - رسالة في ترجمة أبيه .

وعرف السيد سليمان الحلي بجودة الخط وسرعته ، فكتب كتاب " فرحة الغري " لابن طاوس في يوم واحد ، وأمتاز بسرعة البديهة وحضور الجواب ويقول الشيخ اليعقوبي : حقا أن السيد سليمان وأولاده من مؤسسي نهضة الحلة الأدبية في القرن الثالث عشر الهجري ومما يدل على براعته الشعرية قصيدته في مدح الإمام علي عليه السلام ذات الحروف المهملة ، وتجانس الحروف في كل قافيتين منها:

هو المسك أم رسم الإمام له عطر * هو السر سر اللّه والعالم الصدر

أهل لعلوم اللّه والعلم والهدى * وأحكامه حا وسوى صدره صدر

إمام همام ساد حكما على الورى * وصهر رسول اللّه مولى له الأمر

إمام حوى كل المكارم والعلى * فو اللّه ما حاو سواه لها أمر

هو الأسد الكرار صمصامه له * حمام العدى طوع وصال وهم حمر

لدى الروع مهوال وللسمر معرك * مهول واطمار العداء له حمر

وله قصيدة في الإمام الحسين عليه السلام تقع في ثمانين بيتا ومطلعا:

سرت تطوي الوهاد إلى الروابي * ولا تهوى الهشيم ولا الجوابي

توفى السيد سليمان الحلي ليلة الأحد 24 جمادى الثانية عام 1211 ه / 1796 م في مدينة الحلة وحمل جثمانه إلى مدينة النجف ، فاستقبله النجفيون وعلى رأسهم الإمام السيد بحر العلوم ، وقد صلّى عليه ودفن في إيوان العلماء ورثاه شعراء عصره من نجفيين وحليين منهم : ولده السيد داود ، والملا حسين جاووش ، والشيخ محمد رضا النحوي ، والشيخ يونس بن الشيخ خضر ، والشيخ حسن نصار ، والشيخ محمد علي الأعسم.