السيد راضي بن السيد صالح القزويني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد راضي بن السيد صالح القزويني

ولد السيد راضي بن السيد صالح بن السيد مهدي القزويني في مدينة النجف الأشرف عام 1235 ه ، ونشأ بها وتخرج على مجالسها العلمية والأدبية ، حيث كان يحضرها برفقه أبيه ، ويستمع لأحاديث شيوخ الأدب وأصبح شاعرا مجيدا وأديبا كبيرا ويقول الشيخ علي كاشف الغطاء : " كان أديبا أريبا وشاعرا بارعا مفلقا ، جيد النظم ، رقيق الغزل ، حسن الانسجام ، ماهر في التشطير والتخميس " وقد وصفه الشاعر عبد الباقي العمري بالأديب الأريب ، وقد قام العمري بتشطير وتخميس بعض قصائد السيد راضي القزويني وكانت بين السيد راضي القزويني ووالده مساجلات أدبية وقد اشترك معه في كثير من التخميس والتشطير ، وكان يجاريه في شعره ، وفي عام 1259 ه انتقل مع والده إلى بغداد ، ومنها غادرها إلى مدينة تبريز وبقي فيها حتى وفاته عام 1287 ه ، فنقل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف وفي أثناء وجوده في إيران اتصل بالشاه ناصر الدين القاجاري فأكرمه ، وصحب الوالي العثماني مدحت باشا زمنا ، وأصبح موضع عنايته وتقديره ، واصطحبه في غالب أسفاره وحينما يقدم السيد راضي القزويني إلى بغداد يمتزج بالأدباء والشعراء وفي مقدمتهم عبد الباقي العمري الذي كان يرتبط معه بصحبة قوية ومتينة قد تبادل خلالها التقريض والمديح ، كما كانت له مع السيد حيدر الحلي صلات وثيقة ، وقد عرف عنه بولعه بمنافسة الشعراء ومجاراتهم ومعرفة المقياس الأدبي بينه وبينهم ، وكان كل ما نظمه قد أجاد فيه وأحسن وحاز على الثناء والإعجاب ومنه تخميس قصيدة الشاعر الفرزدق الميمية وقد ترك السيد راضي القزويني ديوان شعر ، قد ضاع بعضه ، وقد جمعه أخوه السيد حسون القزويني ، وقد فرغ منه في منتصف شعبان عام 1341 ه ، وقد ضم قصائد في الأئمة وآل البيت عليهم السلام ، ومن قصيدة في أبي الفضل العباس عليه السلام:

أبا الفضل يا من أسس الفضل والأبا * أبى الفضل إلا أن تكون له أبا

تطلبت أسباب العلى فبلغتها * وما كل ساع بالغ ما تطلبا

ودون احتمال الضيم عز ومنعة * تخيرت أطراف الأسنة مركبا

وفيت بعهد المشرفية في الوغى * ضرابا وما أبقيت للسيف مضربا

لقد خضت تيار المتيه بموقف * تحال به برق الأسنة خلبا

إذا لفظت حرفا سيوفك مهملا * تترجمه سمر العوامل معربا

ومن قصيدة في الغزل :

خل عنك الهوى ودعوى التصابي * بعد عصر الصبا وشرخ الشباب

أن توديعك الشباب وداع * لو صال الكواعب الأتراب

طالما أجج الهوى لك نارا * في الحشى من صبابة وتصابي

ذهبت بالمنى الشبيبة عني * مثل أمس فما لها من إياب

يا خليلي وهل تعود ليال * سلفت في سوالف الأحقاب

حيث شرخ الشباب غض قشيب * يا رعى اللّه عهد شرخ الشباب

يا حمام الأراك دعني وشجوي * ما باحشاك من جوى مثل ما بي

توفى السيد راضي القزويني عام 1287 ه .