السيد حسين بن السيد سليمان الحلي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد حسين بن السيد سليمان الحلي

ولد السيد حسين بن السيد سليمان بن السيد داود الحلي في مدينة النجف الأشرف في حدود عام 1162 ه ولقب بالحكيم ، ونشأ على والده في مدينة النجف وأخذ عنه مبادئ العلوم ، ولما استوطن والده مدينة الحلة اصطحبه معه ، ولكنه عاد إلى مدينة النجف فدرس علمي الطب والأخلاق ، وأتصل بعلماء الأسر النجفية كآل محيي الدين ، وآل الأعسم ، وآل كاشف الغطاء ، وآل بحر العلوم ، ودارت بينه وبين علماء وأدباء هذه الأسر مطارحات ومساجلات فكتب إليه الشيخ محمد محيي الدين يداعبه ويستهديه سعفا كان يصله إليه في كل سنة قائلا:

قل للحسين أخي الإحسان والشرف * لا تنسى ما بي من الإخلاص والشغف

حاشا علاك عن الأحجام عن صلتي * بعد التعاهد والإتحاف بالتحف

لا زلت تنجز ما وظفت من عدة * فهل تفضلت بالإسعاف بالسعف

فعجل البر قبل البرد مبتدرا * فالشيخ يشفى بلا نار على التلف

وقد أجابه السيد حسين الحلي قائلا :

محمد يا زكي الوسط والطرف * لا تجعلن ودنا وقفا على (طرف)

من سره أن يرى كل الورى جمعت * بواحد فليرى ما فيك وليقف

من همه في اكتساب المجد مرتقبا * وهم بعضهم في الباه والعلف

وقد أثنى عليه الشيخ عبد الحسين الأعسم بقصيدة منها:

رويدك أني عن ملامك في شغل * متى خان عهدا للهوى عاشق قلبي

لقد ايست مني العواذل بعد ما * رأوني أزداد اشتياقا على العذل

وأيسر خطب في الهوى لوم لائم * ( ولا بد دون الشهد من أبر البخل )

وليل كعين الظبي نادمني به * صبيح به استغنيت من صبحه المجلي

واشتهر السيد حسين الحلي بعلم الحكمة حتى لقب " لقمان محيي الموتى " ، كما كان عالما بالجفر والرمل والعلوم الغريبة ، وأصبح له مركز اجتماعي رفيع في مدينة الحلة حتى أنها انقادت إليه ويقول الشيخ اليعقوبي : انه عالم فاضل ، وشاعر مطبوع ، يتوسع في علوم الطب والحكمة والنجوم ، وله في الأدب والترسل باع طويل ، وكان جليل القدر ، كامل الرياسة ، له هيبة في صدور الخاصة والعامة ، مطاعا عند حكام الحلة وولاة بغداد.

ومن شعره في رثاء والده السيد سليمان الحلي:

كم أحبس الزفرات بين ضلوعي * فتنمّ بالسر المصون دموعي

وإلى م يعذلني الخلي من الجوى * والسم حشو حشاشة الملوع

اعذول قد كلمت غير مكلم * ودعوت للسلوان غير مطيع

قد كنت قبل نوئ الأحبة جامد * الأجفان جلدا حلف كل خليع

فرمى الزمان صفاة صبري بعدهم * وتجلّدي بقوارع التصديع

يا للرجال لحادث ألقيت من * بعد الآباء له زمام مطيع

كيف السبيل إلى الخلاص ورائقي * قدر يذللني بغير قطيع

وختم قصيدته بقوله :

هي نفثة المصدور حاول قذفها * كي يستريح وأنّة الموجوع

وعليهم تسليم صبّ دأبه * عض البنان بسنّة المقروع

توفى السيد حسين الحلي في الحادي عشر من ذي الحجة عام 1236 ه / 1820 م ، وحمل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف ورثاه جماعة من الشعراء كالسيد سليمان الحلي ( الصغير ) والشيخ حبيب المطيري ، والشيخ محمد بن مطر ، والشيخ صالح التميمي ، وقد استخرج الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الكبير عشرة ألف شامي من أموال السيد حسين الحلي حين وفاته وجعلها رد مظالم وفرقها في مظانها عنه ، فلما رأى ذلك السيد علاوي ترك مهنة الطب وقال :

حرام عليّ ما دام الأمر بهذه الخطورة.