السيد حسين الحسني البراقي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد حسين الحسني البراقي

السيد حسين بن السيد احمد الحسني البراقي المتوفى عام 1332 ه / 1913 م

ولد العلامة المؤرخ السيد حسين ( حسون ) بن السيد أحمد بن السيد حسين البراقي في مدينة النجف الأشرف في الثالث عشر من ذي القعدة 1261 ه / 1845 م ونشأ بها ، ونسب إلى طرف البراق ( أحد أطراف النجف الأربعة الواقعة داخل سورها ) ، وقد تعلم القرآن الكريم على ابنة عمه وهي أخت السيد علي بن السيد سلمان البراقي ، وتعلم الأجرومية على ابن عمه السيد علي ، ومن ثم تتلمذ على علماء النجف الأشرف وأساتذة الحوزة العلمية وهم:

1 - الشيخ راضي الطريحي .

2 - الشيخ حسين الطريحي .

3 - السيد محمد الحكيم .

4 - السيد راضي بن السيد حسين .

5 - الشيخ عمران دعيبل .

6 - الشيخ باقر القاموسي .

7 - الشيخ محمد الشرابياني .

8 - الشيخ حسن المامقاني .

وكان السيد البراقي يتلقى العلم في النجف الأشرف ، وإذا ضاقت به الحالة الاقتصادية يسافر إلى المدن الأخرى طلبا للعيش فيقول : " ومع هذا كله ، وانهماكي في طلب التواريخ والسير والأخبار والتفاسير ، فكنت في ذلك عاشقا ومعشوقا ، ولم يكن لي رغبة بالأبحاث كرغبتي في ذلك أعني التواريخ حتى أني لا أستطيع حصرها " وكان قد امتهن الوراقة واستنساخ الكتب ليعيش منها ، وقد ساعدته هذه المهنة على اتساع معارفه في التاريخ والأنساب ، إذ أنه كان على جانب لا يستهان به من قوة الحافظة وجودة الذكر وحضور البال وكثرة التتبع والاستقراء ويقول السيد محسن الأمين : " رأيته في النجف الأشرف وكان له ولوع شديد بتدوين التاريخ والبحث والتنقيب عن الأخبار والآثار والحوادث ، وكان اجتماعي به في الصحن الشريف أيام أقامتي بالنجف لطلب العلم وكان السيد البراقي يكتب كل ما يسمعه من المعمرين وحفظة الآثار والأخبار والأنساب ، حتى أنه أصبحت له حصيلة كبيرة بآثار الماضين والوقوف على مؤلفاتهم ومجاميعهم ودفاترهم وكانت له في الفقه والأصول حصيلة علمية ، فضلا عن اهتماماته الرجالية والتاريخية وإليه أشار العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي بقوله الرائع :

ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه * حتى رأيناك بالتاريخ مكتوبا

وقد وضع السيد البراقي لبعض المدن العراقية خططا أثبت فيها الحوادث التي أدركها وقرأها واستخرجها من أمهات المصادر القيمة وإذا قرأنا كتابه ( تاريخ الكوفة ) نجد موارده كثيرة ومتنوعة سواء في الحوادث أو التراجم ، فإنه جمع مادته من مصنفات قديمة ومعتمدة في التاريخ والحديث والرجال واللغة والبلدان وغيرها ، وحرص على استيعاب أكبر قدر ممكن من المصادر والمراجع وبخاصة عند تعدد الآراء حول بعض الحوادث ، وكان يميل أحيانا إلى ترجيح احدى الروايات على غيرها وكان قد أعطى لمدينة النجف الأشرف وضواحيها والمدن القريبة منها أهمية كبيرة في مؤلفاته ، فقد كان منذ نعومة أظفاره ميالا إلى البحث والتتبع وجمع الكتب مباينا جميع أفراد أسرته في ذلك ، وأولع بالتاريخ خاصة ، كأنما جبل على استقراء الحوادث وتتبع الأحداث ، فجلس إلى العلماء ، واختلف إلى أندية المعمرين من أهل العلم والخبرة ، واستفاد مما يدور على ألسنتهم غير ما كان يتقدم إلى السؤال عن نفسه ، وقد نشأ واعيا جيد الانتباه ، فكانت تسترعي التفاتة كل واقعة تقع حوله فيبادر إلى تدوينها ، وهي على طرف التمام منه ، سوى ما كان ينتهي إليه من جوانب أخبار البلاد النائية ، فكان يقيد أكثر ذلك ويحصيه حتى لا يفوته منه شيء ويقول السيد عبد الرزاق كمونة : وقد ضرب المثل بثقافة السيد البراقي بعلمي الأنساب والرجال ، وأصبح له بهما باعا طويلا حتى أنه وصف بالمؤرخ النسابة وقد ساعدته مهنته في استنساخ الكتب على اتساع معارفه وبخاصة في علم الأنساب ، وقد استفاد من جولاته الميدانية كثيرا ، مما أدى إلى اتساع مادته التاريخية ، فضلا عن وقوفه على دور الكتب وخزائن المخطوطات ، فعكف على المطالعة واستخراج الحقائق التاريخية ، فيقول الشيخ الشبيبي : انه استخرج حقائق تاريخية كثيرة مما لا مظنة للتاريخ فيه من كتب الفقه والحديث والرجال ، فدل على عظم اجتهاده ، ومضاء عزيمته ، كما تسنى له التطواف في رقعة عريضة من سواد العراق ، فشاهد طائفة من المعالم والأطلال العراقية القديمة حتى قرن العلم بالعمل فيها ولم تمنعه ظروفه الاقتصادية القاهرة من اقتناء الكتب حتى حوت مكتبته على المخطوطات النادرة ، ولما قدمت للبيع بعد وفاته ، أصابت السيد محسن الأمين صدمة كبيرة فيقول : " حملت مؤلفاته في جملة كتبه لينادى عليها فتباع فداخلنا لذلك من الغم شيء عظيم ، لعلمنا بما ستصير إليه حالها إذا احتوى عليها منتحلو الآثار ، وما أكثرهم في هذه الديار " وأشار الإمام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء إلى مكتبة السيد البراقي بقوله : " أن السيد البراقي كان يملك مكتبة هي بالحقيقة صغيرة الحجم ، ولكنها كبيرة المعنى والمثمن ، ثرية بالآثار النادرة ، وكانت معظمها من رشحات يراعه وبخط يده " وكان قد أزاح الستار في بعض مؤلفاته عن حقيقة القبور والمزارات المنتشرة في قرى السواد من العراق ، والمنسوبة لأولاد الأئمة عليهم السلام كما أنه وقف على القبور الأخرى في الشام والحجاز وقال :

أن معظمها من عمل المرتزقة الذين يستغلون جهل العامة من الناس وأننا بحاجة إلى إيضاح حقيقة هذه المزارات ، وتشخيص الصحيح منها .

وكان السيد البراقي قد كتب كتبا في التاريخ والأنساب والبلدان ما يزيد على ثمانين كتابا ، وكتب بخطه كتبا أخرى لمؤلفين قدامي ، وقد ضاع كثير من تراثه ، وقد وقف العلامة الشبيبي على مؤلفاته ، وحدد مواطن الضعف فيها بقوله : " وقد كان ضيق الفطن في اللغة العربية زهيد البضاعة في الإنشاء والترسل ، فلا مطمع لعشاق البلاغة والفصاحة في شيء من آثاره ، لأن لغته في أكثرها نمط وسط بين لغة العامة والفصحاء ، وفي آثاره كثير من الحشو الذي لا يوافقه عليه ذوو العقول النيرة في هذا العصر ، وفيها أيضا ما فيها من الخطأ في الاجتهادات والاستنتاجات التاريخية " وأننا مع هذه الملاحظات المنهجية ، إلا أننا وجدنا السيد البراقي في كثير من النصوص مجتهدا ، بعيدا عن النقل الحرفي ، إذ أنه يستخدم شخصيته في مواضع بقوله :

( قال البراقي ) وكان لي مع السيد البراقي وتراثه التاريخي دراسات وبحوث هي :

1 - تحقيق كتاب الدرة المضية في ذكر الحنانة والثوية .

2 - تحقيق كتاب ( عقد اللؤلؤ والعقيان في تحديد أرض كوفان ) .

3 - بحث ألقي في المؤتمر العلمي لكلية الآداب بجامعة الكوفة بعنوان ( مؤرخ الكوفة السيد حسين البراقي النجفي وموارد كتابه ) .

4 - تحقيق السيرة الذاتية للسيد البراقي بقلمه .

وان قائمة مؤلفات السيد البراقي تشير إلى اهتماماته بالتاريخ والسير والبلدان وغيرها ، وهي على النحو الآتي:

1 - إرشاد الأمة في جواز نقل الأموات إلى مشاهد الأئمة .

2 - إكسير المقال ، أو أكبر المقال في مشاهير الرجال .

3 - الأسرار الخفية الكاشفة عن أنساب بني أمية .

4 - أغلال سجين في وثائق عبد الحميد عزّ الدين .

5 - البقعة البهية في مختصر الكوفة الزكية ، أو البقعة البهية في ما ورد في مبدأ الكوفة الزكية .

6 - براقية السيرة في تحديد الحيرة .

7 - بهجة المؤمنين في أحوال الأولين والآخرين في أربعة مجلدات .

8 - البهجة البهية ، مختصر تاريخ الكوفة الزكية ، وهذا الكتاب هو أول مؤلفات السيد البراقي .

9 - بنو أمية وأحوالهم .

10 - تاريخ النجف ، أو اليتيمة الغروية في الأرض المباركة الزكية ، أو الدرة الغروية والتحفة النجفية ، ويقول العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي : " وفيه مادة ممتعة في تاريخ مدينة النجف لا توجد في غيره من الكتب "

11 - تاريخ الحيرة .

12 - التاريخ المجدول ، من الهجرة النبوية حتى عام 1313 ه .

13 - تعريب الباب الثالث من تاريخ قم للحسن بن علي القمي .

14 - ترجمة الشيخ المفيد ، أو رسالة في تاريخ الشيخ المفيد .

15 - تاريخ الكوفة .

16 - تاريخ مسجد الحنانة .

17 - تغيير الأحكام في أول من عبد الأصنام ، أو تغيير الأحكام فيمن عبد الأصنام .

18 - تنبيه الأخوان في علائم ظهور صاحب الزمان .

19 - تنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين من عقاب يوم الدين .

20 - تعليقة على كتاب بحر الأنساب المشجر ، كتبه عام 1321 ه .

21 - الجوهرة الزاهرة في فضل كربلا ومن حل فيها من العترة الطاهرة أو الجوهرة الشعشعانية والثمرة الجنية في فضل كربلاء والغاضرية ومن حل فيها من الذرية ، أو ( الجوهرة المزهرة والفاكهة المثمرة في فضل كربلاء وما فيها من العترة الطاهرة ) .

22 - حلاء العين في الأوقات المخصوصة بزيارة الحسين ، أو جلاء القلب وقرة العين .

23 - الحسرة الكامنة للزفرات في عدد الهواشم الذي أصيبوا في الغاضريات ، أو الحسرة الدائمة للزفرات .

24 - الدرة البهية في تاريخ كربلاء والغاضرية ، أو الدرة البهية والروضة المضية في تاريخ الروضة الحسينية المسماة بكربلاء الغاضرية ونينوى وعمورية والحراء الحلبة .

25 - درر الصدف في حكايات السلف .

26 - الدرة المضية في ذكر الحنانة والثوية ، أو تاريخ مسجد الحنانة أو الحنانة والثوية ، فرغ منه عام 1325 ه .

27 - رسالة في تعين مراقد آل الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله وسلم ) .

28 - رجال السيد حسين البراقي .

29 - رسالة في السهو والنسيان ، وهل أثبتا للنبي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلم ) .

30 - السيرة البراقية على النفحة العنبرية ، أو ( السيرة البراقية في رد صاحب التحفة العنبرية ) .

31 - السر المكنون في النهي لمن وقت للغائب المصون ، وهو رد على كتاب ( عين زمان ظهور المهدي ) .

32 - السهم الصائب في كبد الثالب لأبي طالب .

33 - الشجرة في الأنساب .

34 - العقيان فيما جرى في السنين من طوارق الزمان .

35 - عقد اللؤلؤ والمرجان في تحديد أرض كوفان .

36 - فوائد مفيدة من كتب عديدة .

37 - قلائد الدر والمرجان فيما جرى في السنين من طوارق الحدثان ، كتبه في الرابع عشر من شهر رمضان 1307 ه .

38 - قرة العين فيمن عمر قبر أبي الحسنين ، وهو ذيل كتاب التحفة النجفية والتيمة الغروية .

39 - كشف النقاب في فضل أنساب الإنجاب ، أو كشف النقاب في فضل السادة الإنجاب .

40 - كتاب قريش وأحوالهم .

41 - كشف الأستار في أولاد خديجة من النبي المختار ، فرغ منه في السابع عشر من ذي الحجة 1325 ه .

42 - كتاب في التاريخ ينتهي بعام 1318 ه .

43 - الكشكول .

44 - اللؤلؤ والمرجان ، مختصر كتاب ( البقعة البهية ) .

45 - لهيب النيران في أحوال آل أبي سفيان .

46 - مختصر الحدائق الوردية في أئمة الزيدية .

47 - منتخب تاريخ قم فيمن سكنها من العلويين ، ترجمه من اللغة الفارسية وأضاف إليه ، عام 1317 ه .

48 - معدن الأنوار في نسب النبي وآله الأطهار ، فرغ منه عام 1307 ه .

49 - معرب المجلد الأول من كتاب المنتظم الناصري الذي ينتهي بعام 656 ه .

50 - مشاهير الرجال .

51 - معدن الشرف أو منبع الشرف في مشاهير علماء النجف .

52 - مجموعة أخبار وتواريخ ، فرغ منه في الثالث من ربيع الثاني 1313 ه .

53 - النخبة الجلية في أحوال الوهابية .

54 - الهاوية في تاريخ أو أحوال يزيد بن معاوية .

55 - هتك الحجاب في زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب .

وكتب السيد البراقي بخطه كتبا لمؤرخين ونسابة وهي :

1 - بحر الأنساب لمؤلف مجهول ، كتبه عام 1341 ه .

2 - باب الألباب للشيخ أبي الحسن بن الشيخ طاهر الفتوني العاملي .

3 - تحفة الأزهار لابن شد قم .

ويقول الأستاذ السيد عباس بن السيد حسين البراقي بتحقيق مؤلفات جده السيد البراقي وتقديم بعضها للمحققين والناشرين ، وقد وقفنا على مشروعه ، ولنا اسهامة في تحقيقه .

توفى المؤرخ الكبير السيد حسين البراقي يوم الجمعة ، العاشر من شهر رجب 1332 ه / 1913 م في قرية اللهيبات في الحيرة ، وعند وصول جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف خرجت مواكب العزاء تتقدم المشيعين ، ودفن في داره في طرف البراق.