السيد أحمد بن السيد درويش الخرسان

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد أحمد بن السيد درويش الخرسان

تتلمذ السيد أحمد بن السيد درويش بن السيد محسن الخرسان المتوفى عام 1246 ه / 1830 م على الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الكبير ، وأصبح كاتبا ومحررا له ، وكان قد جمع بين العلم والأدب وأمتاز بفضله على أقرانه من ذوي الحسب والنسب ، وقد اقتدى بأبيه في التقى والصلاح والرشاد والكرم ، وقد حاز ثقة أستاذه كاشف الغطاء فاعتمد من بين تلاميذه لتحرير رسائله وأنتدبه لتحبيرها بفضله الجم وأدبه الواسع وكان مضافا إلى ما منحه اللّه له من نعمتي اللسان والبيان وجمع له بين فضيلتي العلم والقلم فكان جيد الخط ، ويجيد اللغة الفارسية عالما بأدبها ويحسن النظم بها كإجادته النثر فيها ، وقد أصطحبه أستاذه كاشف الغطاء معه إلى إيران حين ذهب إليها ساعيا الصلح بين الدولتين ( الفارسية والعثمانية ) ، فكان يجتمع مع شيخه برجال الحاكمين من سلاطين الدولتين وأمرائهم ووزرائهم ، ومن ثم طار صيته وعلا كعبه وتألق نجمه في الأدب حتى طلبه وإلي بغداد العثماني داود باشا ليتولى مهمة الإنشاء بديوان الرسائل العربية ببغداد ، وأصبحت داره ندوة يحضرها العلماء والأدباء ويتقارض فيها الشعراء بنتاجهم وبنات أفكارهم ، وكانت له صلات بأدباء آل كبة والتميمي واضرابهم.

وقد ترك السيد احمد الخرسان مجموعة شعرية وآثارا أدبية نفيسة منها " مجاميع رسائله ومنشآته " وهي مخطوطة عند سماحة الحجة السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان في النجف الأشرف ، ومن شعره في رثاء والده السيد درويش الخرسان المتوفى عام 1227 ه:

يا راحلا أبكى عيون ذوي الهدى * ما كنت أحسب أن يعاجلك الردى

وقضى وما درت الأنام متى شكا * حتى قضى ما طال بينهما المدى

يا والدي هلا أشرت لنا إلى * يوم الرحيل اليوم ترحل أو غدا

كنت الشفيق عليّ كيف أضعتني * بعد الحفاظ فما عدا مما بدا

أو لست لو جار الزمان على الفتى * يوما تكون على الزمان المنجدا

وودت أني يوم نودي للنوى * غالطت داعيه فلبيت الندا

لو أن هذا الدهر يقبل فدية * لفديت مثلك لا يعز له الفدا

ولقد حبست على ثراك مطيتي * أبكي وليس يجيبني غير الصدى

انبيك أن الناس في تاريخهم * ( بك احمد اعزو واخوة احمدا )

وقد جمع السيد جعفر الخرسان ما قيل في رثاء السيد درويش الخرسان من قصائد ، وقد حفظها كتاب " يتيمة الزمان " لسماحة الحجة السيد محمد مهدي الخرسان . أما ولده السيد احمد المتوفى في 9 ربيع الأول عام 1246 ه فقد رثاه السيد جعفر الخرسان بقصيدة منها:

أودى الردى يا عزمة بلغت * منه المنية فضل مقصدها

وأجل من ألقت لحضرته * أيدي الفضائل فضل مقودها

علامة الدنيا ومرجعها * وملاذ أهليها ومرشدها

علم له بكت الشريعة إذ * سلبته أيدي الدهر من يدها

وقد وهم الشيخ محمد هادي الأميني في تحديد وفاته عام 1249 ه / 1833 م.

وكان قد دفن في مقبرة أبيه في الصحن الحيدري الشريف .