الحسن بن عبد الله

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحسن بن عبد الله (سنّي / العراق)

جاء في كتاب «بحار الأنوار»:

إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن فلان الرافعي، قال: كان لي ابن عمّ، يقال له، «الحسن بن عبد الله»، وكان زاهداً، وكان من أعبد أهل زمانه، وكان يلقاه السلطان، وربّما استقبل السلطان بالكلام الصعب، يعظه ويأمر بالمعروف، وكان السلطان يحتمل له ذلك لصلاحه، فلم يزل هذه حاله، حتّى كان يوماً دخل أبو الحسن موسى(عليه السلام) المسجد فرآه فأدنى إليه.

ثُمّ قال له: يا أبا علي ما أحبّ إليّ ما أنت فيه، وأسرّني بك إلاّ أنّه ليست لك معرفة فاذهب فاطلب المعرفة.

قال: جعلت فداك وما المعرفة؟

قال له: اذهب وتفقّه واطلب الحديث.

قال: عمّن؟

قال: عن أنس بن مالك، وعن فقهاء أهل المدينة، ثُمّ اعرض الحديث عليّ.

قال: فذهب فتكلّم معهم، ثُمّ جاءه فقرأه عليه فأسقطه كلّه، ثُمّ قال له: اذهب واطلب المعرفة، وكان الرجل معنيّاً بدينه، فلم يزل يترصّد أبا الحسن حتّى خرج إلى ضيعة له فتبعه ولحقه في الطريق.

فقال له: جعلت فداك إنّي احتجّ عليك بين يدي الله، فدلّني على المعرفة.

قال: فأخبره بأمير المؤمنين(عليه السلام)، وقال له: كان أمير المؤمنين بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخبره بأمر أبي بكر وعمر، فقبل منه.

ثُمّ قال: فمن كان بعد أمير المؤمنين(عليه السلام)؟ قال: الحسن، ثُمّ الحسين(عليه السلام) حتّى انتهى إلى نفسه(عليه السلام)، ثُمّ سكت.

قال: جعلت فداك فمن هو اليوم؟

قال: إن أخبرتك تقبل؟

قال: بلى جعلت فداك؟

فقال: أنا هو.

قال: جعلت فداك فشيء استدلّ به.

قال: اذهب إلى تلك الشجرة وأشار إلى أُمّ غيلان، فقل لها: يقول لك موسى ابن جعفر أقبلي.

قال: فأتيتها قال: فرأيتها والله تجبُّ الأرض جبوباً حتّى وقفت بين يديه، ثُمّ أشار إليها فرجعت.

قال: فأقرّ به ثُمّ لزم السكوت، فكان لا يراه أحد يتكلّم بعد ذلك.