العتبة الحسينية المقدسة
حرم الإمام الحسين (ع)، مكان يضم مضجع الإمام الحسين (ع)، ويقع في مركز مدينة كربلاء. أول من بنى قبر الحسين بن علي هو الإمام علي بن الحسين (ع) بمساعدة قبيلة بني أسد، وأقاموا رسماً لقبره، ونصبوا علماً له.
ولما تولى المختار الثقفي الكوفة سنة 65 هـ، بنى عليه بناءً، وكانت على القبر سقيفة وحوله مسجد، ولهذا المسجد بابين أحدهما نحو الجنوب والآخر نحو الشرق، ثم توالت عليها مراحل التطور والبناء بمرور الزمن، حيث تتكون العتبة الحالية من صحن واسع تصل مساحته إلى 15000 م2، وتم تسقيفه مؤخرا، يتوسطه بناء تبلغ مساحته 3850 م2 يقع فيه ضريح الحسين بن علي، وتحيط به أروقة بمساحة 600 م 2. أما قبة الحرم الحسيني فيه فترتفع 37 متراً عن الأرض ومغطاة من أسفلها إلى أعلاها بالذهب الخالص بالذهب ترتفع فوق القبة سارية من الذهب أيضاً بطول مترين وتحفُّ بالقبة مئذنتان مطليتان بالذهب ويبلغ عدد الطابوق الذهبي الذي يغطيها 8024 طابوقة.
تضم هذه الروضة قبر الإمام الحسين وبجانبه العديد من القبور التي تزار منها مرقد إبراهيم المجاب، مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي و أضرحة أصحاب الحسين ممن كان معه في معركة كربلاء والقاسم بن الحسن وعلي الأكبر بن الإمام الحسين بن عليعليهما السلام.
الإمام الحسين (ع)
قالب:مفصلة الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، (4 ــ 61 هـ)، ثالث أئمة الشيعة، وهو ثاني أبناء الإمام علي (ع) وفاطمة الزهراء كما أنه السبط الثاني للرسول محمد (ص). استشهد في واقعة الطف يوم العاشر من محرم سنة 61 هـ هو أنصاره، وذلك بأمر يزيد بن معاوية.
تاريخ الحرم الحسيني
بعد استشهاد الإمام الحسين (ع)، دفن بنو أسد جسد الإمام وأنصاره في المكان الذي استشهدوا فيه، وكان المَعلم الذي يدل الناس على قبر الإمام الحسين (ع) آنذاك مرتفعا من تراب القبر، وقد مر الحرم الحسيني بمراحل عديدة على طوال سنين، وهي:
مراحل البناء
إنّ الحديث عن تأريخ تشييد الروضة الحسينية المطهرة على ما هي عليه الآن حديث طويل يمتد إلى أربعة عشر قرناً فقد ذكر المؤرخون أنّ بناء الروضة الحسينية بدأ منذ دفن الأجساد الطاهرة من قبل الإمام زين العابدين وأفراد من عشيرة بني أسد، الذين على ما يبدوا من السير التاريخي أنهم تولوا سدانة الحرم الحسيني وذلك من عام (95 هـ)حتى عام (247 هـ) حيث آلت السدانة بعدها إلى إبراهيم المجاب وهو حفيد الإمام الكاظم لاستقراره في كربلاء ومجاورته للمرقد الشريف،[١] ويمكن إجمال أهم الأحداث التي مرت في مسير بناء الحرم الشريف بما يلي: قالب:الجدول الزمني لمرقد الإمام الحسين
- في سنة (279 هـ) عندما تولى المعتضد بالله العباسي أمر بعمارة المشهدين الحيدري والحسيني وتفقد الخزائن بدار الخلافة فأخرج منها ما نهبه الواثق من مال مشهد الحسين وأعاده إليه.
- في سنة(980 هـ) كُلِّف حسن الخطاط من قبل السلطان طهماسب القيام ببعض الإصلاحات في المرقد الحسيني وكان منها تذهيب المرقد والقبة الشريفة.
- في سنة (984 هـ) أمر السلطان إسماعيل الثاني الصفوي والي بغداد ألوند باشا القيام بعدد من الإصلاحات منها تعمير قباب الشهداء.
- في سنة (1195 هـ) تم تعمير باب القبلة الحسيني، وزُيّنت جدران الصحن بالقاشاني، وزينت جدران وأسقف الحرم الحسيني وأروقته بالمرايا، واتخد الذهب والفضة لتزيين الضريح.
- في سنة (1208 هـ) موّل السلطان آصف الدولة الهندي جماعة من المجاورين للمرقد وزوّدهم بالسلاح والعتاد للمحافظة عليه بعدما وقع الهجوم عليه من قبل الأعداء واللصوص وشيّد مبنى لراحة زائري قبره الشريف.
- في سنة (1220 هـ) نُصّب البابان القبليان للروضة حيث ذكرت بعض المصادر أنّهما كانا مكسيين بالفضة الخالصة ومُطعّمان بالزخارف والنقوش الفنية البديعة وقد كتب على الإسطوانة التي تتوسطهما أسماء الأئمة الاثني عشر بالتسلسل وبعض الأشعار المناسبة.
- في سنة (1273 هـ) قام الرحالة السيد عبد العلي خان أديب الملك، بزيارة المرقد وذكر في رحلته بأنّ للصحن ستة أبواب: باب القبلة وباب قاضي الحاجات، وباب الصحن الصغير وباب الصدر وباب السلطان والباب الزينبي، وأنّ طول الصحن تسعون ذراعاً وعرضه سبعون ذراعاً. وفي الجهة القبلية توجد أربع عشرة غرفة الطابقين، وفي ممرات باب القبلة سقاية أسسها السيد إبراهيم القزويني من تبرعات الهنود، يدخل الزائر إلى الرواق القبلي من إيوان الذهب فالإيوان والقبة والمئذنتين مكسوة بالذهب الذي هو من إنشاء السلطان محمد خان، وقد تواصل بناء هذا المرقد من قبل آل بابويه ثم الصفويين.
ما تعرض له من هدم
قالب:مفصلة تعرض مرقد حرم الإمام الحسين عبر التاريخ إلى حملات هدم وتخريب وسرقة عديدة أشهرها:
- أ) عمد المنصور العباسي سنة (146 هـ) إلى هدم المرقد الحسيني بكل مرافقه من : الروضة ومسجد رأس الحسين وسقيفة الشهداء وجدار الحائر، ثم قام ابنه المهدي العباسي بإعادة بنائه عام (158).
- ب) عندما تولى المتوكل العباسي الحكم أبرز حقده على آل الرسولصلى الله عليه وآله وسلم حيث قام بهدم الحرم الشريف أربع مرات (232هـ، 263هـ، 273هـ، 247 هـ).
- ج) حملة الوهابيين: في سنة 1216 هـ (1801م) أصابَ الخراب مباني مدينة كربلاء وذلك عندما دخل الوهابيون المدينة فهدموا المساجد والأسواق، والكثير من البيوت التراثية المحيطة بالمرقدين والمدينة وكان ذلك يوم 18 ذي الحجة (يوم عيد الغدير) وبعد هذه الحادثة تبرّع أحد ملوك الهند بإعادة بناء ما خربه الوهابيون، فأخذ المرجع الكبير السيد علي الطباطبائي على عاتقه مسؤولية إعادة بناء وترميم المراقد المقدسة والأسواق والبيوت وتشييد المدينة.
- د) حملة نجيب باشا: وكان ذلك يوم عيد الأضحى سنة 1258 هـ حيث استباح هذا الوالي مدينة كربلاء استباحة كاملة ولمدة ثلاثة أيام قتلاً وسلباً ونهباً حتى وصل عدد القتلى أكثر من عشرين ألفاً من رجال ونساء وصبية .وتم بعد فترة من الزمن بجهود من المؤمنين الموالين إعادة إعمار المدينة (وتوسيعها وتمت إضافة طرف أو محلة العباسية التي قسمت بدورها إلى قسمين يعرفان بالعباسية الشرقية والعباسية الغربية ).
- هـ) حملة النظام الصدامي : يوم النصف من شعبان سنة 1411 هـ، حيث كانت العملية بقيادة حسين كامل مع الآلاف من الجيش المدعوم بالدبابات حيث أدى هذا الهجوم إلى تخريب كبير في الحرمين المطهرين وإلى تهديم في رأس أحد المنارتين لمقام الإمام الحسينقالب:عليه السلام وتهديم السوق الذي كان بين الحرمين وتحويل المنطقة المحيطة بالحرمين إلى خراب كامل.
أجزاء الحرم المهمة
الضريح
يقع الضريح الذي ضم في ثراه الجسدَ الطاهر للإمام أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السّلام مع ابنَيهِ عليِ الأكبر وعليِ الأصغر، تحت صندوق مصنوع من الخشب المطعّم بالعاج، ويحيط به صندوق آخر من الزجاج، ويعلو الصندوق شباك مصنوع من الفضة الخالصة وموشّى بالذهب، وعليه كتابات من الآيات القرآنية الكريمة، ونقوش وزخارف بديعة الصنع، وتحيط بالشباك روضة واسعة رُصِفت أرضها بالمرمر الإيطالي، وغلفت جدرانها بارتفاع مترين بالمرمر نفسه، فيما تزدان بقية الجدران والسقوف بالمرايا التي صنعت بأشكال هندسية تشكل آية من آيات الفن المعماري الرائع.
ضريح الشهداء
وموقعه قريب من الضريح الحسيني إلى جهة الشرق، حيث مثوى الشهداء الأبرار الذين استُشهِدوا مع الإمام الحسين في معركة الطف مع آله وأصحابه، وهم مدفونون في ضريح واحد، وجُعِل هذا الضريح علامة لمكان قبورهم، وهم في التربة التي فيها قبر الحسين بن علي عليه السّلام. والضريح مصنوع من الفضة، وله شباكان: الأول يطل على الحرم الداخلي، وقد كُتبت فوقه أسماؤهم، والثاني فُتح حديثاً وهو يطل على الرواق الجنوبي إلى اليمين من باب القبلة.
الصحن
هو بناء كبير وفِناء واسع يحيط بالمرقد الشريف، ويطلق عليه البعض اسم الجامع، لاجتماع الناس فيه لإقامة الصلوات الخمس وأداء الزيارات المخصوصة في مواسمها المعلومة. والصحن من الداخل على شكل مستطيل، ولكنه سداسي على شكل الضريح المقدس، ويحيط به سور عالٍ يفصل الروضة من الخارج، وجرى تزيينه بالطابوق الأصفر والقشاني وإقامة الكتائب على الأبواب. وكتبت عليه من الجهة العليا الآيات القرآنية الكريمة بالخط الكوفي البديع وعلى الطابوق المعرَّق، ومن الداخل تتوزعه الايوانات التي يبلغ عددها (65) إيواناً تطل على الصحن وتحيطه من جميع جوانبه، وفي كل إيوان توجد حجرة مزيّنة جدرانها بالفُسَيفساء من الخارج والداخل.
أبواب الصحن
للصحن الشريف عشرة أبواب، يؤدي كل منها إلى الشارع الدائري المحيط بالروضة والشوارع المتفرعة منه، وقد جاءت كثرة هذه الأبواب من أجل تخفيف حدة الزحام في مواسم الزيارات، وجميع الأبواب مصنوعة من الخشب الساج وبأشكال بديعة، وعليها سقوف مغلّفة بالقشاني، وتتضمن حواشيها الآيات القرآنية الكريمة، والأبواب هي: قالب:Div col
- باب القبلة: وهو من أقدم الأبواب، ويعد المدخل الرئيسي إلى الحرم، وعرف بهذا الاسم لوقوعه إلى جهة القبلة.
- باب الرجاء: يقع بين باب القبلة وباب قاضي الحاجات.
- باب قاضي الحاجات: وقد عرف بهذا الاسم نسبة إلى الإمام الحجة المهدي (عجّل الله فرَجَه).
- باب الشهداء: وعرف بهذا الاسم تيمناً بشهداء معركة الطف.
- باب السلام: وعرف بهذا الاسم لان الزوار كانوا يسلّمون على الإمام عليه السّلام باتجاه هذا الباب. ويقابله زقاق السلام.
- باب السدرة: وعرف بهذا الاسم تيمناً بشجرة السدرة التي كان يستدل بها الزائرون في القرن الأول الهجري إلى موضع قبر الحسين عليه السّلام، ويقابل هذا الباب شارع السدرة.
- باب السلطانية: وعرف بهذا الاسم نسبة إلى مشيده أحد سلاطين آل عثمان.
- باب الكرامة: وعرف بهذا الاسم كرامةً للإمام الحسين عليه السّلام.
- باب الرأس الشريف: وعرف بهذا الاسم لأنه يقابل موضع رأس الحسين عليه السّلام.
- الباب الزينبي: وقد سمي بهذا الاسم تيمّناً بمقام التلّ الزينبي المقابل له.
الأروقة
يحيط بالحرم الحسيني أربعة أروقة، من كل جهة رواق، يبلغ عرض الرواق الواحد (5 م)، وطول ضلع كل من الرواق الشمالي والجنوبي (40 م) تقريباً، وطول ضلع كل من الرواق الشرقي والغربي (45 م) تقريباً. وأرضيتها جميعاً مبلطة بالرخام الأبيض الناصع، وفي وسط جدرانها كلها قطع من المرايا الكبيرة أو الصغيرة، ويبلغ ارتفاع كل رواق (12 م)، ولكل رواق من هذه الأروقة اسم خاص به وهي:
1_الرواق الغربي: ويدعى برواق السيد إبراهيم المجاب نسبة إلى مدفن السيد إبراهيم بن السيد محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام.
2_الرواق الجنوبي: ويدعى برواق حبيب بن مظاهر الأسدي نسبة إلى وجود قبر التابعي الجليل حبيب بن مظاهر الاسدي
3_الرواق الشرقي: ويدعى برواق الفقهاء، وفيه مدافن الشخصيات العلمية الكبيرة.
4_الرواق الشمالي: أو الأمامي ويدعى برواق الملوك حيث احتوى على مقبرة للملوك القاجاريين.
الأبواب الداخلية للأروقة
توجد ثمانية أبواب داخلية للأروقة تؤدي إلى الحضرة المطهرة وهي:
- باب القبلة
- باب علي الأكبر
- باب الكرامة
- باب الناصري
- باب السيد إبراهيم المجاب
- باب رأس الحسين
- باب حبيب بن مظاهر
الأبواب الخارجية للأروقة
أما أبواب الأروقة الخارجية التي تؤدي إلى الصحن فعددها سبعة، وهي:
- باب حبيب بن مظاهر
- باب القبلة
- باب صاحب الزمان
- باب علي الأكبر
- باب الكرامة
- باب السيد إبراهيم المجاب
- باب رأس الإمام الحسين (عليه السّلام)
قبة الحرم
أما قبة الحرم الحسيني فيه فترتفع 37 متراً عن الأرض ومغطاة من أسفلها إلى أعلاها بالذهب الخالص ترتفع فوق القبة سارية من الذهب أيضاً بطول مترين وتحفُّ بالقبة مئذنتان مطليتان بالذهب ويبلغ عدد الطابوق الذهبي الذي يغطيها 8024 طابوقة
الأيوان (إيوان الذهب )
يطلّ هذا الإيوان على الصحن الشريف من جهة الجنوب وله سقف عالٍ، ولكنه ليس بمستوى واحد، فهو مرتفع من الوسط ومنخفض من الطرفين، ويرتكز السقف على أعمدة من الرخام الفاخر، والإيوان مستطيل الشكل بطول (36) م وعرض (10) م، وقد كسيت جدرانه بالذهب الخالص، وزُيّنت جوانبه بالفسيفساء المنقوشة بشكل بديع، بينما بقية الجدران كسيت بالقاشاني المزخرف، ويفصل هذا الإيوان عن الصحن مشبك معدني، ويكون المرور من الجانبين إلى الروضة.
المذبح
هو المحل الذي ذُبِح فيه الإمام الحسين عليه السّلام، وموقعه إلى الجنوب الغربي من الرواق، ويتألف من غرفة خاصة لها باب فضّي، وأرضيتها من المرمر الناصع، وفيها سرداب يعلوه باب فضي أيضاً، ويطل من هذه الغرفة شباك على الصحن من الخارج.
متحف الحرم الحسيني
مكتبة العتبة الحسينية المقدسة
تقع إلى الجهة اليمنى عند مدخل باب القبلة، وتأريخ تأسيسها يعود إلى سنة 1399 هـ / 1979 م، وهي تضم العديد من الكتب المطبوعة والمخطوطة بالإضافة إلى المصاحف المخطوط الثمينة.
الأحداث
حصل حادث تدافع في عاشوراء 1441 هـ وكانت الحصيلة 36 حالة وفاة و122 مصاباً.
- ↑ الكرباسي، تاريخ دائرة المعارف الحسينية، ج 3.