الحافظ سيف الله حفيظ الله

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحافظ سيف الله حفيظ الله

المولد والنشأة

ولد مولانا الحافظ سيف الله بن حفيظ الله في بلدة لُدهيانة بولاية البنجاب عام (1925م) في الهند.

نشأ وترعرع في أحضان عائلة علمية عريقة في أوساط أهل السنة والجماعة، فقد كان والده يتبع مسلك ديوبند ـ وهي اكبر حوزة علمية للوهابيين ـ في نهج العلم والدراسة، بل والتعصب تجاه الشيعة!

تعلّم العلوم الابتدائية في بلدته، كما حفظ القرآن الكريم هناك، ثم دخل «المدرسة الانورية»، وبعدها «مدرسة انوار العلم» لإكمال الدراسة العالية، بعد ذلك توجه الى حوزة ديوبند، فوجد أن الاجواء لا تلائمه فرحل عنها الى باكستان.

مخالف..يقرأ التعزية!!!

يقول مولانا الحافظ سيف الله: «كنت مخالفاً لمذهب الشيعة وعدواً لهم، وكنت أمنع أهل السنة والجماعة عن الحضور في مجالس التعزية، وكانوا يقولون لي: هل يحرم محبة أهل البيت (عليهم السلام) ؟ نحن نحضر لاستماع مصيبة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم ووقائع كربلاء لا لأجل البكاء والصريخ.

فاتخذت القرار لقرأءة التعازي، وبيان فضائل أهل البيت (عليهم السلام) حتى لا يحضروا في مجالس الشيعة، فغيّرت ممنهج خطب الجمعة، وبدأت اتكلم عن مزايا أهل البيت (عليهم السلام) وفي أيام عاشوراء كنت أقرأ وقائع كربلاء، وقد ازدادت مطالعاتي حول هذه المواضيع، وكثرت خطاباتي ومحاضراتي حول الحسينيات أكثر فأكثر، وبدأ أهل السنة والجماعة يتهموني بالتشيع، مع أنني كنت من أهل السنة بجميع الاعتقادات عندهم! ولكن كنت أنقل الاحاديث في فضائل أهل البيت (عليهم السلام) عن قناعاتي الحاصلة من كتب علماء السنة، كي لا يحضر أهل مذهبي في اجتماعات الشيعة!)، اذاً كانت الغاية من قراءة التعزية هي صرف جمهور العامة عن الاحتكاك بأشياع أهل البيت (عليهم السلام) لا سيما في مناسبات شهر محرم الحرام.

كل بدعة ضلالة

في عام (1949م) دعي مولانا الحافظ سيف الله الى بلدة (نوشهره وركان) لاستلام إمامة جامعها، وكانت هذه المدينة محلاً لتواجد الوهابيين.

وبدأ يمارس مهام التبليغ والتدريس إضافة الى إقامة صلاة الجمعة والجماعة. وفي أحد الايام التي كان يقرأ فيها، لفت نظره حديث (كل بدعة ضلالة) ففهم تعريف البدعة بأنه: العمل الذي لم يأت به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لكن عمل الخلفاء او الصحابة ليس ببدعة!

وأما عند الامامية فإن البدعة هي: العمل الذي لم يأت به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والائمة (عليهم السلام) ـ هكذا فهم ـ، فسأله أحد الطلاب أن يضرب لهم مثالاً، يكون عند الشيعة بدعة فيما لا يكون عند السنة بدعة، فقال الحافظ سيف الله: (هو قول السنة في الاذان «الصلاة خير من النوم»)، فأخبر الطالب اساتذة آخرين بقول الحافظ وفي صبيحة ذلك اليوم حذف مولانا الحافظ «الصلاة خير من النوم» وهذا ما أوقع علماء المدرسة وأساتذتها في حيرة وقلق، فاجتمعوا عنده للنقاش والمناظرة.

نقطة التحول

استمهل مولانا الحافظ سيف الله المناقشين لفترة، وذهب الى (لاهور) حيث اشترى كتباً للرد على علماء مذهبه، فاتفق لقاؤه في اثناء العودة مع أحد اساتذته ـ من كبار العلماء ـ الذي سأله عمّا جاء به؟ فقال له مولانا الحافظ (قد أتيت بأجوبة على اسئلتكم)!

وعند اللقاء بدأ النقاش، ولكنهم وبسبب قراءته للتعزية من قبل وكذلك لحذفه «الصلاة خير من النوم» رموه بالتشيع، مما حرّك شعوره أكثر باتجاه أهل البيت (عليهم السلام) ولاسيما باتجاه قضية كربلاء وما جرى فيها على سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) كما انه بدأ يسرد ما جاء من فضائل لهم (عليهم السلام) وبالخصوص الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتب السنة أنفسهم، فقال: (إن فضائل أهل البيت وعلي (عليهم السلام) لم ترد في كتب الشيعة بقدر ما وردت في كتبنا، مثل قول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «علي مع الحق والحق مع علي» و«يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى…» وغيرهما من الاحاديث في فضائل الامام علي (عليه السلام).

وعلى هذا، لا يجوز لنا القول: إن معاوية وعلي كانا كلاهما على الحق في معركة (صفين)، لأنه لو كنت انا مع علي (عليه السلام) في (صفين) ورأيت معاوية هناك لقتلته ولقتله الامام علي (عليه السلام) !). فلم يقتنعوا بكلامه وازداد غضبهم عليه.

بعد ذلك قام الحافظ سيف الله بإلقاء محاضرة قيمة في بلدة (سركودها) في باكستان حول ألقاب الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقدم أحاديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حول كل لقب من كتب أهل السنة، وقد كانت الكتب بمعيته يستشهد بها في حديثه.

وفي عام (1952م) أعلن تشيعه في الجامع الذي كان يؤم المصلين فيه في مدينة (نوشهره وركان) وقدم استقالته عن إمامة المسجد، وتحدى علماء السنة ان كانت لهم الاستطاعة والقدرة في رد اسئلته. وهكذا انتشر خبر تشيعه في أنحاء كل من الهند وباكستان، مما هزّ موقع الحوزة الوهابية في (ديوبند).

دوره

وبدأ الحافظ سيف الله بن حفيظ الله يبلغ لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) بكل نشاط وقوة، كما احتل موقعاً تدريسياً في بعض مدارس الشيعة، حتى شغل منصب نائب المدرس الاعلى في مدرسة (دار العلوم المحمدية) الشهيرة في بلدة (خوشاب).

وفي عام (1980م) انتقل الى رحمة الله تعالى في (لاهور) ودفن في محل سكنه في (جونيان).