ابن شكلة

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ابن شكلة

ابواسحاق ابراهيم بن المهدي بن ابي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس اخو هارون الرشيد، كانت له يد طولى في الغناء والضرب بالملاهي وحسن المنادمة، وكان اسود اللون لان امه كانت جارية سوداء اسمها شكلة وكان مع سواده عظيم الجثة ولهذا قيل له التنين، وكان فصيحا وافر الفضل، بويع له بالخلافة ببغداد بعد المائتين والمأمون يومئذ بخراسان وقصته مشهورة واقيم خلافة بها مقدار سنتين فلما توجه المأمون من خراسان إلى بغداد خاف ابراهيم على نفسه فاستخفى وكان استخفاؤه ليلة الاربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ٢٠٣ (جر) ودخل المأمون بغداد لاربع عشرة ليلة بقيت من صفر سنة ٢٠٤ ولما استخفى ابراهيم عمل فيه دعبل الخزاعي:

نعر ابن شكلة بالعراق واهله فهفا اليه كل اطلس مائق
إن كان ابراهيم مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق
ولتصلحن من بعد ذاك لزلزل فلتصلحن من بعده للمارق
انى يكون وليس ذاك بكائن يرث الخلافة فاسق عن فاسق

مخارق بضم الميم وزلزل بضم الزائين والمارق هؤلاء الثلاثة كانوا مغنين في ذلك العصر.

حكي انه دخل ابراهيم على المأمون فشكى اليه حاله وقال يا امير المؤمنين ان الله سبحانه وتعالى فضلك في نفسك علي والهمك الرأفة والعفو علي والنسب واحد وقد هجانى دعبل فانتقم لي منه فقال المأمون وما قال لعل قوله (نعر ابن شكلة بالعراق) وانشده الابيات فقال هذا من بعض هجائه وقد هجاني بما هو اقبح من هذا فقال المأمون لك اسوة بي فقد هجاني واحتملته وقال في:

أيسومني المأمون خطة جاهل او ما رأى بالامس رأس محمد
إني من القوم الذين سيوفهم قتلت اخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله واستنقذوك من الحضيض الاوهد

يحكى ان المأمون كان إذا انشد هذه الابيات يقول قبح الله دعبلا فما اوقحه كيف يقول علي هذا؟ وقد ولدت في حجر الخلافة ورضعت ثديها وربيت في مهدها.

(اقول) وكأن المأمون نسى امه المرجل وانها غلبت على ابيه الرشيد بخلاف شقيقه محمد الامين بن زبيدة فقال ابراهيم زادك الله حلما يا امير المؤمنين وعلما فما ينطق احدنا إلا عن فضل علمك ولا يحلم إلا اتباعا لحلمك، واشار دعبل الخزاعي في هذه الابيات إلى قضية طاهر بن الحسين الخزاعي وحصاره بغداد وقتله محمد الامين، وحكي ايضا انه هجا المأمون ابراهيم بن المهدي عمه، وكان المأمون يظهر التشيع وابن شكلة التسنن فقال المأمون:

إذا المرجي سرك ان تراه يموت لحينه من قبل موته
فجدد عنده ذكرى علي وصل على النبي وآل بيته

فاجابه ابراهيم رادا عليه:

إذا الشيعي جمجم في مقال فسرك ان يبوح بذات نفسه
فصل على النبي وصاحبيه وزيريه وجاريه برمسه