ابن سعد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ابن سعد

إذا اطلق في بعض المقامات، فهو ابو عبدالله محمد بن سعد الزهري البصري كاتب الواقدي صاحب طبقات الصحابة والتابعين والخلفاء في خمس عشرة مجلدة كان احد الفضلاء الاجلاء صحب الواقدي الذي يأتي ذكره إن شاء الله تعالى وكتب له فعرف به وكان كثير العلم غزير الحديث والرواية كثير الكتب ينقل منه السبط ابن الجوزي كثيرا في التذكرة.

توفي ببغداد سنة 230 (رل).

(وقد يطلق ابن سعد) على قاتل الحسين بن علي عليه‌السلام عمر بن سعد بن ابى وقاص مالك بن اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي قتله المختار سنة 65، قال ابن نما في رسالة شرح الثار: وقد كان الحسين عليه‌السلام دعا عليه ان يذبح على فراشه عاجلا ولا يغفر الله له يوم الحشر، وقال له في احتجاجه عليه انت تقتلني تزعم ان يوليك الدعي ابن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنأ بذلك ابدا عهدا معهودا فاصنع ما انت صانع فانك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، كأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم. فصار كما قال عليه السلام.

قال ابن حجر في التقريب: عمر بن سعد بن ابى وقاص المدنى نزيل الكوفة صدوق لكنه مقته الناس لكونه كان اميرا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي من الثانية قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها ووهم من ذكره في الصحابة فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب انتهى.

(قوله) من الثانية أي من الطبقة الثانية والمراد بها كبار التابعين كابن المسيب فعلم ان ابن سعد عند ابن حجر صدوق منزلته منزلة سعيد بن المسيب الذي اتفقوا على ان مرسلاته اصح من المسانيد.

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: عمر ابن سعد بن ابى وقاص الزهري هو في نفسه غير متهم لكنه باشر قتال الحسين عليه‌السلام وفعل الافاعيل روى شعبة عن ابي اسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقام اليه رجل فقال اما تخاف الله تروي عن عمر بن سعد فبكى وقال لا اعود. وقال العجلي: روى عنه الناس تابعي ثقة وقال احمد بن زهير سألت ابن معين أعمر بن سعد ثقة؟ فقال كيف يكون من قتل الحسين عليه‌السلام ثقة؟ قتله المختار سنة 65 انتهى واما ابوه الذي ينسب اليه سعد بن ابى وقاص هو الذي تخلف عن بيعة امير المؤمنين عليه‌السلام وكتب امير المؤمنين إلى والي المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا وكان سعد ممن يروم الخلافة بنفسه وقد عرض بذلك عند معاوية فقال له يأبى ذلك بنو عذرة وضرط له معرضا لسعد بمدخولية نسبه في قريش ولا يكون الخليفة إلا قرشيا، وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة وفي ذلك يقول السيد الحميري:

سائل قريشا بها إن كنت ذا عمه من كان اثبتها في الدين اوتادا
من كان اقدمها سلما واكثرها علما واطهرها اهلا واولادا
من وحد الله إذ كانت تكذبه تدعو مع الله اوثانا واندادا
من كان يقدم في الهيجاء إن نكلوا عنها وإن يخلوا في ازمة جادا
إن يصدقوك فلم يعدوا ابا حسن إن انت لم تلق للابرار حسادا
إن انت لم تلق من تيم اخاصلف ومن عدي لحق الله جحادا
أو من بنى عامر أو من بني أسد رهط العبيد وذي جهل واوغادا
أو رهط سعد وسعد كان قد علموا عن مستقيم صراط الله صدادا
قوم تداعوا زنيما ثم سادهم لو لا خمول بني زهر لما سادا

وكان سعد احد العشرة المبشرة عند العامة واحد اصحاب الشورى قال الذهبي في محكي تذكرة الحفاظ: كان سعد اول من رمى بسهم في سبيل الله وكان سعد مجاب الدعوة له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبار ووقع في نفوس المؤمنين اعتزل الفتنة ولم يقاتل مع علي ومعاوية ثم كان علي عليه السلام يغبطه على ذلك انتهى.

لا يخفى ان هذا القول لم يقبله من له ادنى مرور على التواريخ والاخبار.

قال ابن عبدالبر سئل عليعليه‌السلام عن الذين قعدوا عن بيعته ونصرته والقيام معه قال عليه السلام: هؤلاء قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل. أفيلصق بقلب احد ان امير المؤمنين علياعليه‌السلام الذي كان مع الحق والحق معه كان يغبط على خذلان الحق نعوذ بالله من خذلان الحق وترك الصدق ونصر الباطل.

وذكر ابوالفرج في مقاتل الطالبيين: ان الحسن بن عليعليه‌السلام بعد صلحه لمعاوية انصرف إلى المدينة فاقام بها وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن شئ اثقل عليه من امر الحسن ابن علي وسعد بن ابى وقاص فدس اليهما سما فماتا منه.

وروي عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لعليعليه‌السلام ثلاث فلئن يكون لي واحدة منهن احب إلي من حمر النعم.

ثم ذكر حديث المنزلة والراية والمباهلة وذكر المسعودي في مروج الذهب في اخبار النعمان بن المنذر وقتل كسرى اياه قال: وقد كانت خرقاء بنت النعمان بن المنذر إذا خرجت إلى بيعتها يفرش لها طريقها بالحرير والديباج مغشى بالخز والوشي ثم تقبل في جواريها حتى تصل إلى بيعتها وترجع إلى منزلها فلما هلك النعمان نكبها الزمان فانزلها من الرفعة إلى الذلة ولما وفد سعد بن ابي وقاص القادسية اميرا عليها وهزم الله الفرس وقتل رستم فاتت خرقاء بنت النعمان في حفدة من قومها وجواريها وهن في زيها عليهن المسوح والمقطعات السود مترهبات تطلب صلته فلما وقفن بين يديه انكرهن سعد فقال أيكن خرقاء؟ قالت ها انا ذه، قال انت خرقاء؟ قالت نعم فما تكرارك في استفهامي؟ ثم قالت: ان الدنيا دار زوال ولا تدوم على حال، تنقل اهلها انتقالا وتعقبهم بعد حال حالا، كنا ملوك هذا المصر يجبى لنا خراجه ويطيعنا اهله مدى المدة وزمان الدولة، فلما ادبر الامر وانقضى صاح بنا صائح الدهر، يا سعد انه ليس يأتي قوما بمسرة إلا ويعقبهم بحسرة، ثم انشأت تقول:

فبينا نسوس الناس والامر امرنا إذا نحن فيهم سوقة ليس نعرف
فأف لدنيا لا يدوم نعيمها تقلب تارات بنا وتصرف

فاكرمها سعد واحسن جائزتها، ثم خرجت من عنده فلقيها نساء المدينة فقلن لها ما فعل بك الامير؟ قالت اكرم وجهي، انما يكرم الكريم الكريما.