ابن داود الحلي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ابن داود الحلي، أبو محمد الحسن بن علي، الملقب بتقي الدين (467 ـ بعد 707 هـرجالي و فقيه و أديب إمامي. كان ابن داود معاصرا للعلامة الحلي. و من أهم مؤلفاته كتاب "الرجال".

مشايخه

قيل إنه أخذ العلم عن علماء الحلة المشهورين آنذاك من أمثال المحقق الحلي و جمال الدين أحمد بن طاووس.[١]

و روى ابن داود[٢] عن ابن جهيم الأسدي (ن.ع)، و عدَّ الأميني[٣] كلا من نجيب الدين يحيي بن سعيد الحلي و الخواجة نصير الدين الطوسي ووالد العلامة الحلي يوسف بن علي من مشايخه دون أن يذكر سنده في ذلك.

و كان ابن داود زميلا في الدراسة لغياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس[٤] وروى عنه[٥]

الإقامة

و يحتمل أن ابن داود أقام ببغداد مدة، استنادا إلى أنه اعتبر[٦] ابن طاووس "بغدادي التحصيل" من جهة، و لقوله إنه كان قرينا لإبن طاووس حتى وفاة الأخير من جهة أخرى.

كما يستنتج من بيت ورد في أرجوزة عقد الجواهر، أنه كان بالكاظمية في ذي القعدة 700/ تموز 1301. كما أشار في أرجوزة المنهج القويم إلى نعمة جواره للغري و حياته في النجف.[٧]

من رووا عنه

و ذكرت المصادر أن ممن روى عنه رضي الدين علي بن أحمد المزيدي و زين الدين علي بن طراد المطار آباذي و تاج الدين محمد بن قاسم بن معيّة.[٨] و تقود شهرة ابن داود إلى كتابه الرجال، على الرغم من وجود مصنفات له في الفقه، و قد أشاد عدد من كبار العلماء بقدرته الأدبية.[٩]

كتابه في الرجال

لقد نَهجَ لأوّل مرة أسلوبا فريدا في كتب الرجال الشيعية المتقدمة، كما ذكر ذلك في مقدمته،[١٠] و يتضمن هذا الأسلوب التزامه بالترتيب الهجائي في ذكر أسماء الرجال و آبائهم و أجدادهم. وبالإضافة إلى ذلك فقد استهدف المؤلف انتخاب و جمع مطالب الكتب الرجالية المتقدمة كمؤلفات الكشي والطوسي والنجاشي و ابن الغضائري وآخرين، ولذلك اختار لكل مصدر من المصادر الرجالية ولكل معصوم (ع) رمزا للإختصار. و لم يتحدث ابن داود عن المتأخرين بعد الشيخ الطوسي، إلا في مواضع قليلة. وأصبح أسلوبه في استعمال الرموز مثالا يحتذي به المتأخرون في تأليف الكتب الرجالية.

ويدعي والد الشيخ البهائي أن هذا الكتاب يغني عن كتب الرجال الأخرى فمن الطبيعي أن شهرة العلامة الحلي، العالم المعاصر له، وكتابه خلاصة الأقوال، قد قللت إلى حد من أهمية كتابه الرجال وهذا مما دعا إلى قلة الإقبال عليه.

و لعل وقوع بعض التصحيفات في كتابه والذي أدى بالتالي إلى نسبة عدم الدقة إليه، يعود إلى عدم إتقان النساخ.[١١]

  • آراء العلماء في رجاله

اعتبر بعض علماء الشيعة كوالد الشيخ البهائي رجال ابن داود بأنّه يغني عن كتب الرجال الأخرى، كما عدّه البعض الآخر كالمولى عبد الله التستري أنّه لا يمكن الوثوق به للأخطاء التي وقع فيها عند النقل عن المتقدمين، و اتخذت مجموعة ثالثة طريقا وسطى حيث اعتبروه مثل بقية الكتب الرجالية.[١٢]

  • تأثير ابن طاووس في رجاله

و هذا المصنف كما يقول ابن داود نفسه[١٣] يعود إلى حد كبير إلى إشارات أستاذه أحمد بن طاووس حيث يزيد ذلك في أهميته.

آثاره المطبوعة

  1. الرجال: طبع هذا الكتاب مرة بطهران في 1383هـ بتحقيق السيد جلال الدين محدث و مرة أخرى بالنجف في 1392 هـ بتحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم
  2. أرجوزة في الكلام
  3. عقد الجواهر في الأشباه والنظائر
  4. المنهج القويم في تسليم التقديم

و قد طبعت الكتب الثلاثة الأخيرة في مجلد واحد بعنوان سه أرجوزة [ثلاث أراجيز]. وتعد "أرجوزة في الكلام"[١٤] منظومة شعرية جميلة و طويلة في 145بيتا ويبدو أنها ناقصة و تتحدث عن العقائد في علم الكلام عند الشيعة بكلمات موجزة.

و تم طبع 33 بيتا في سه أرجوزة[١٥] لناظم مجهول وجدت في مخطوطة أرجوزة في الكلام ويحتمل أنّها جزء من القسم الأخير من أرجوزة في الكلام؛ أما "عقد الجواهر في الأشباه والنظائر"[١٦] فهي أرجوزة في الفقه ذكرها ابن داود بهذا الاسم عند ترجمته لحياته[١٧] ولكن أطلق عليها اسم "جواهر الكلام في الأشباه والنظائر" في النسخة المطبوعة.

و تم نظم هذه الأرجوزة بأبياتها الـ 1309 بالكاظمية في 10 ذي القعدة 700هـ/ 17تموز 1301م. و يجدر القول أنّ ابن داود قد وعد في هذه الأرجوزة[١٨] بشرحها و لعلّه قد وفى بوعده هذا. و على كل حال فإن أفندي[١٩] قد شاهد في إيروان كتابا تحت عنوان عقد الجواهر منسوبا إلى ابن داود و مكتوباً بخط الكفعمي و لكنه غير منظوم.

"المنهج القويم في تسليم التقديم"[٢٠] أرجوزة تتضمن 201 بيت و تشتمل على قصة لمناظرة خيالية أو حقيقية حول أجدر الأفراد لنيل منصب الخلافة بعد النبي (ص) وجرت هذه المناظرة في مجلس ببغداد ضمن علماء المذاهب المختلفة.

آثاره المخطوطة

  1. التحفة السعدية، و توجد مخطوطتها في مكتبة المتحف العراقي[٢١]
  2. تحصيل المنافع، في الفقه و ربما يكون، كما يذكر الأفندي (ن.ص)، شرحا للشرائع أو شرحاً للمختصر النافع للمحقق الحلي، توجد مخطوطة منه في مكتبة روضاتي بأصفهان (مجلة معهد، 3(1)/16)
  3. الجوهرة في نظم التبصرة، في الفقه و توجد مخطوطتان منها في مكتبة آية الله المرعشي (المرعشي، 13/ 285، 15/15)
  4. المقتصر من المختصر، و توجد نسخة منه في مكتبة المجلس (ظ: مدرسي، 109).

ومن الجدير بالذكر أنّ ابن داود أورد في ترجمته لحياته (الرجال، 112 ـ 113)بالإضافة إلى ما سبق، أسماء مصنفات أخرى في الفقه و العقائد و النحو و العروض و المنطق بعضها منظوم. وكذلك فقد نسب السيد حسين المجتهد العاملي، كما يقول أفندي (1/ 253ـ254)، رسالة إلى ابن داود تشمل على روايات عن الأئمة (ع) و نقل عنها في كتابه دفع المناواة عن التفصيل و المساواة.

المصادر والمراجع

  • ابن داود الحلي، الحسن، الرجال، تقـ: جلال الدين الحسيني الأرموي، طهران، 1342ش
  • م.ن، سه أرجوزة، تقـ: حسين دركاهي وحسن طارمي، طهران، 1367ش
  • أفندي، عبدالله، رياض العلماء، تقـ: أحمد الحسيني، قم، 1401هـ
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير، بيروت، 1387هـ
  • بحر العلوم، محمد صادق، مقدمة كتاب الرجال لابن داود الحلي، النجف، 1392هـ/ 1972م
  • التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، 1401هـ
  • الحر العاملي، محمد، آمل الآمل، تقـ: أحمد الحسيني، بغداد، 1385هـ
  • الشهيد الأول، محمد، الأربعون حديثا، قم، 1407هـ
  • الكلباسي، أبو الهدى، سماء المقال في تحقيق علم الرجال، تقـ: محمد علي روضاتي، قم، 1372هـ
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، 1403هـ/1983م
  • مجلة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1376هـ/1957م
  • مدرسي طباطبايي، حسين، مقدمه اي بر فقه شيعه، تجـ: محمد آصف فكرت، مشهد، 1368ش
  • المرعشي، المخطوطات
  • النقشبندي، أسامة ناصر وعامر أحمد القشطيني، مخطوطات مكتبة المتحف العراقي (المخطوطات الفقهية)، بغداد، 1975
  • النوري، ميرزا حسين، مستدرك الوسائل، طهران، 1321هـ

وصلات خارجية

  1. ابن داود، الرجال، ص 45، 83.
  2. ابن داود، الرجال، ص 7-8.
  3. ص 6-7.
  4. ابن داود، الرجال، ص 227.
  5. المجلسي، ج 106، ص 12-13.
  6. ابن داود، ص 227.
  7. ظ: ابن داود، سه ارجوزة، ص 149، 256.
  8. الشهيد الأول، ص 77؛ الحر العاملي،ج2، ص 71؛المجلسي، ج 104، ص 196، نقلا عن إجازات الشهيدين
  9. ظ: المجلسي، ن.ص؛ أفندي، ج 1، ص 254.
  10. ابن داود، الرجال، ص 3-4.
  11. ولتوضيح أكثر حول هذه التصحيفات، ظ: الكلباسي، ص 92، 94؛ بحر العلوم، ص18؛ التستري،ج 1،ص 63.
  12. النوري، ج 3، ص 442.
  13. الرجال، ص 46.
  14. ابن داود، سه أرجوزة، ص 51ـ101.
  15. سه أرجوزة، ص 103-105.
  16. سه أرجوزة، ص 183ـ256
  17. الرجال، ص 112.
  18. سه أرجوزة، ص 256.
  19. ج 1، ص 257.
  20. سه أرجوزة، ص 149-173.
  21. ظ: النقشبندي،ج 1،ص 232.