ابن الانباري
ابن الانباري
ابوبكر محمد بن القسم بن محمد بن بشار اللغوي النحوي علامة وقته في الادب واكثر الناس حفظا لها.
يحكى انه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا للقرآن الكريم بأسانيدها وثلاثمائة الف بيت شاهدا في القرآن المجيد وكان يملي من حفظه لا من كتاب.
قيل له قد اكثر الناس في محفوظاتك فكم تحفظ؟ قال: احفظ ثلاثة عشر صندوقا.
حكي انه سألته يوما جارية للراضي بالله عن شئ من تعبير الرؤيا فقال انا حاقن ثم مضى من يومه فحفظ كتاب الكرمانى وجاء من الغد وقد صار معبرا للرؤيا. وكان يأخذ الرطب فيشمه ويقول انك لطيب ولكن اطيب منك حفظ ما وهبه الله لي من العلم. ولما مرض مرض الموت اكل شيئا كان يشتهي وقال هى علة الموت.
وحكي ايضا انه رأى يوما بالسوق جارية حسناء فوقعت في قلبه فذكرها للراضي فاشتراها له وحملها اليه، فقال لها اعتزلي إلى الاستبراء قال وكنت اطلب مسألة فاشتغل قلبي فقلت للخادم خذها وامض بها فليس قدرها ان تشغل قلبي عن علمي فأخذها الغلام فقالت له دعني اكلمه بحرفين، فقالت له انت رجل له محل وعقل وإذا اخرجتني ولم تبين ذنبي ظن الناس بي ظنا قبيحا، فقال لها مالك عندي ذنب غير انك شغلتني عن علمي، فقالت هذا سهل.
فبلغ الراضي فقال لا ينبغي ان يكون العلم في قلب احد احلى منه في صدر هذا الرجل.
واملى كتبا كثيرة منها غريب الحديث قيل انه خمسة واربعون الف ورقة، وشرح المفضليات(١) وغير ذلك.
يروي ديوان شعر عامر(٢) بن الطفيل عن ابي العباس ثعلب توفي ليلة النحر سنة ٣٢٨ (شكح) وكان ابوه عالما بالادب صدوقا دينا سكن بغداد وكان يملي في ناحية من المسجد وابنه في ناحية اخرى روى عنه جماعة من العلماء وروى عنه ولده المذكور، وله تصانيف توفي سنة ٣٠٤ أو ٣٠٥.
(وقد يطلق ابن الانباري) على كمال الدين ابي البركات عبدالرحمن بن محمد بن ابي الوفاء النحوي الفاضل الاديب، قرأ الادب على ابي منصور الجواليقي ولازم الشريف ابن الشجري حتى برع وصار ممن يشار اليه في النحو واشتغل عليه خلق كثير وصاروا علماء ببركته وكان مباركا ما قرأ عليه احد إلا وتميز وانقطع في آخر عمره في بيته مشتغلا بالعلم والعبادة وترك الدنيا ومجالسة اهلها وكان زاهدا عابدا عفيفا لا يقبل من احد شيئا خشن العيش والمأكل ولم يزل على سيرة حميدة إلى ان توفي ببغداد سنة ٥٧٧ (ثعز).
ويأتي في ابن الشجري ما يتعلق به.
والانبارى بفتح الهمزة وسكون النون نسبة إلى الانبار وهى مدينة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، سميت بذلك لان الملوك الاكاسرة كانوا يخزنون فيها الطعام.