ابن ابى يعفور
ابن ابى يعفور
عبدالله بن ابي يعفور ابومحمد، كوفي ثقة جليل في اصحابنا كريم على ابي عبداللهعليهالسلام ومات في ايامه، وكان قارئا يقرأ في مسجد الكوفة له كتاب كذا عن (جش) وكان من حواري الصادقينعليهالسلام ومن الفقهاء المعروفين الذين هم عيون هذه الطائفة، يعد مع زرارة وامثاله.
وقال الصادقعليهالسلام : ما وجدت احدا يقبل وصيتي ويطيع امري إلا عبدالله ابن ابى يعفور.
(كش) عن شيخ من اصحابنا قال: كنت عند ابي عبداللهعليهالسلام فذكر عبدالله بن ابى يعفور رجل من اصحابنا فنال منه، قال فتركه واقبل علينا فقال هذا الذي يزعم ان له ورعا وهو يذكر اخاه بما يذكره قال ثم تناول بيده اليسرى عارضه فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده وقال انها لشيبة سوء ان كنت انما اتولى بقولكم وابرأ منه بقولكم.
وروي عن عبدالله بن ابى يعفور قال قلت لابي عبدالله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين فقلت هذا حرام وهذا حلال لشهدت ان الذي قلت حلال حلال وان الذي قلت حرام حرام قال رحمك الله رحمك الله.
وروي انه لزمته شهادة فشهد بها عند ابى يوسف القاضي فقال ابويوسف ما عسيت اقول فيك يا بن ابي يعفور وانت جاري ما علمتك إلا صدوقا طويل الليل ولكن تلك الخصلة قال وما هي؟ قال ميلك إلى الترفض فبكى ابن ابى يعفور حتى سالت دموعه ثم قال يا ابا يوسف نسبتني إلى قوم اخاف ان لا اكون منهم فاجاز شهادته.
(كا) عن ابى كهمش قال قلت لابي عبداللهعليهالسلام عبدالله بن ابى يعفور يقرؤك السلام قال عليك وعليه السلام إذا اتيت عبدالله فاقرأء السلام وقل له ان جعفر بن محمد يقول لك انظر ما بلغ به علي عند رسول الله صلى الله عليه وآله فالزمه فان عليا عليه السلام انما بلغ ما بلغ به عند رسول الله بصدق الحديث واداء الامانة.
وروى الكليني ايضا عن ابن ابى يعفور قال: شكوت إلى ابى عبداللهعليهالسلام ما القى من الاوجاع وكان مسقاما - أي كثير السقم فقال لي يا عبدالله لو يعلم المؤمن ماله من الجزاء في المصائب لتمنى انه قرض بالمقاريض.
(اقول) ما ورد في فضل ابن ابي يعفور اكثر من ان يذكر، وكفى في ذلك ما روي انه كتب الصادقعليهالسلام إلى المفضل حين مضى عبدالله بن ابي يعفور يا مفضل عهدت اليك عهدي كان إلى عبدالله بن ابي يعفور فمضى موفيا لله عزوجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود لله وقبض صلوات الله على روحه محمود الاثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه فبولادتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان في عصرنا احد اطوع لله ولرسوله ولامامه منه فما زال كذلك حتى قبضه الله اليه برحمته وصيره إلى جنته الخ.