ابراهيم زنكو
ابراهيم زنكو
المولد والنشأة
ولد الاخ ابراهيم زنگو بمدينة كينشاسا عام(1969م) في الكونغو.
وقد ترعرع في احضان عائلة مسيحية بروتستانتية المذهب ذات نزعة متشددة.
مع الانجيل !
إن الذين قرأوا الكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد- ودققوا في فقراته، وكانوا موضوعين في حكمهم، اكدوا ان في مطاوي هذا الكتاب كلام لا يمكن نسبته لله تعالى وبالتالي التعبير عنه «بمقدس» لما فيه من قصص الانحلال، والتحفيز على الاثارة.. رغم انهم- اي النصارى - يدّعون الروحانية والزهد والعزوف عن الدنيا، فهم يقولون: انه الايمان!! لا نقاش في ما كتب.. عليك بالتقديس وعدم الخوض في المحتوى..
هذه التعليمات وغيرها بشأن الانجيل، صدرت للأخ ابراهيم منذ الصغر، وأخبره ابواه انه اذا عبث بالكتاب المقدس ومزق اوراقه فسوف يجن! وبقيت هذه التعليمات عالقة في ذهنه، ولأن الانسان (حريص على ما منع) فقد عمد في أحد الايام الى اخذ الكتاب المقدس خلسة ومزّق أوراقه ليرى صحة ادعاء ذويه، ومرت الأيام واذا به لم يجن، بل اخذ يتفوق في الدراسة حتى حصل على شهادة في مادّتي الفيزياء والرياضيات من كلية العاصمة كينشاسا.
إذا كان.. فمن هي؟!
وفّرت الدراسة الدينية الاجبارية في المراحل الابتدائية والثانوية للاخ إبراهيم زنگو، فرصة لا بأس بها للاطلاع عل العقائد المسيحية عن كثب، فأثارت في نفسه العديد من التساؤلات التي كان إما ان لا يجد لها جواباً أصلا أوان الجواب ضبابي وغير واضح، فيقول: (لقد كنت اسأل كثيراً، ولعل اكثر سؤال رددته هو: اذا كان لله تعالى ولد.. فمن هي زوجة الله؟!!!)
وهذا سؤال طبيعي، حسب النظرية القائلة بأن المسيح ابن الله - تعالى عما يقولون- وهكذا بقي ويبقى هذا السؤال دون جواب.
نقطة التحول
لقد كان من جملة المدرسين الذين درسوا الاخ ابراهيم استاذ سوري مسلم، فعمّق ابراهيم علاقته بهذا الاستاذ ليعرف كيف ينظر الاسلام والمسلمون لله وكيف يصورنه تعالى؟
وقد كان الاستاذ من اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) ، أي لا يتصور ربه تعالى كما يتصوره المجسمة والحشوية و.. من المذاهب الاخرى. وبدأ يسأل استاذه عن الله سبحانه وتعالى، فبيّن له الاستاذ اعتقاد المسلمين بالله عزوجل، وصفاته وافعاله، كما زوده بمجموعة من الكتب العقائدية، فقرأها وبدأ يناقش الاستاذ، وهذا يجيبه.. وأخذ يحلل ما توصل اليه ويقارنه مع ما يعتقد به، فوصل الى ان ما يؤمن به هو الباطل وان الاسلام هو الحق، فاعتنق الاسلام في مسجد للمسلمين في العاصمة كينشاسا.
يقول الاخ ابراهيم زنگو: (من الامور المهمة التي أثرت في نفسي وجعلتني اعتنق الاسلام، مسألة التوحيد، خصوصاً الاستدلال العقلي المتين الذي يثبته به أهل البيت (عليهم السلام) ).
وقد كان هذا الامر- أي تشرفه بالاسلام - في أواسط الثمانينيات، فتعرض إثر ذلك الى مضايقات و مصاعب خصوصاً من أهله، فطرده والده من البيت، إلا ان ذلك لم يفتّ في عضده ولم يجعله يقطع الصلة بهم تماماً فكان يتردد عليهم بين الحين والاخر- وهذا ما يأمر به دينه الحنيف- حتى تمكن من اعادة العلاقة بأهله.
دوره في البيت والمجتمع
بعد اتساع معلوماته واطلاعه على مبادئ الاسلام وبالخصوص مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) وتأثره بها، بدأ بالانفتاح على افراد عائلته و تجاذب اطراف الحديث معهم حول اعتقاده واعتقادهم،حتى تمكن من التأثير على اثنين من اشقائه فأسلموا على يديه وتسمّو بأسماء (حسين ومسلم)، ولم يكتف بذلك اذ تمكن بفضل الله تعالى من هداية أربعة من اصدقائه لدين الحق.
هذا وما زال الاخ ابراهيم زنگو يواصل دراسته الحوزوية التي أمضى فيها أربعة سنوات. كما يمارس دوره التبليغي هناك علماً انه يحسن اللغات التالية:
(العربية، الفرنسية، الانجليزية، السواحيلية) مما جعله اكثر فاعلية وتأثير في الناس.