أبان بن تغلب

من ويكي علوي
(بالتحويل من ابان بن تغلب)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ الكِندي الكُوفي (ت 141 هـ)، المعروف بــ"أَبان بن تَغْلِبْ"، أديب وقارىء وفقيه ومفسّر ومن مشاهير محدثي الإمامية[١] أدرك الإمام علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادقعليهم السلام، ودرس على أيديهم العلوم المتداولة آنذاك كالحديث، حيث بلغ منزلة عظيمة في مدرسة الإمام الصادق عليه السلام، وورد إنّه روى 30 ألف رواية عن الإمام الصادق عليه السلام.

اسمه، كنيته وأصله

هو أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ بنُ رُباح البَكري الجَريري الكِندي الرَبَعي الكُوفي، ووردت كنيته في أغلب المصادر أبو سعيد وفي بعضها أبو سعد.[٢] أو ابن سعيد[٣] كما كُنّي في مصادر أخرى أبا أميمة.[٤] ولقب بـ الجريري؛ لأنّه كان مولى بني جرير بن عبادة، كما لقب بالبكري نسبة إلى بكر بن وائل جدّ هذه الأسرة.[٥]

الولادة

لا تتوفّر معلومات عن مسقط رأسه وتاريخ ولادته، ويحتمل أنّه لقب بالكوفي لأنه أمضى أكثر حياته في الكوفة وربما ولد هناك أيضاً.

عند التابعين والأئمة الأطهارعليهم السلام

قضى أبان الشوط الأكبر من عمره عند التابعين، ونهل من دروسهم؛ لهذا اعتبره ابن حبان[٦] من مشاهير أتباع التابعين في الكوفة، وإن كان النجاشي قد أورد نقلاً عن أبي زرعة أن أباناً روى أيضاً عن الصحابي أنس بن مالك93 هـ).[٧] كما أدرك الأئمة علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادقعليهم السلام، ودرس على أيديهم العلوم المتداولة آنذاك كالحديث؛ وبلغ منزلة عظيمة في مدرسة الإمام الصادق عليه السلام.[٨]

كثرة الرواية

وعرف بكثرة روايته عن الإمام الصادق، وقيل إنه روى عنه 30 ألف حديث.[٩]

علوم القرآن

الأساتذة

وتعلّم القراءة على يد عاصم بن أبي النجود وطلحة بن مصرف وسليمان الأعمش، وهو أحد الثلاثة الذين ختموا القرآن على الأعمش،[١٠] وكان من وجوه القرّاء، وله قراءة خاصة مشهورة.[١١]

غزارة علمه في كلام العلماء

وذكر الشيخ الطوسي[١٢] نقلاً عن محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ قائلاً ما أحد أقرأ منه يقرأ القرآن.

علومه الأخرى

كان أبان فضلاً عن علمه بالقرآن والحديث، يعد صاحب رأي في علوم الفقه والأدب واللغة والنحو.[١٣] وذكر الطوسي أنّ الإمام الصادق عليه السلام اختاره مرة لمناظرة رجل طلب المناظرة.[١٤]

الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام

وقد برزت في عصره نقاشات فكرية وعقائدية كثيرة بشأن القضايا الدينية إثر انفتاح المسلمين على ثقافات الشعوب الأخرى وعلومها، وهبّت فرق مختلفة للدفاع عن آرائها الفقهية والكلامية اعتماداً على أصولها الفكرية، وكان أبان من الذين انبروا للذبّ عن التشيع ونشره استلهاماً من تعاليم أهل البيتعليهم السلام، لهذا حظي لدى أئمة الشيعة عليهم السلام بمكانة مرموقة وأقبل عليه معاصروه لسماع حديثه والإنتفاع بآرائه الفقهية، وكان الإمام الباقرعليه السلام قد قال له: اجلس في مسجد المدينة إفتِ الناس فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك.[١٥]

لدى علماء الرجال

علماء الشيعة

واعتبره علماء رجال الشیعة ثقة [١٦]

علماء السنة

ويجب الانتباه إلى هذه النقطة وهي أنّ الشيعي الغالي كان يطلق في القرن الثاني الهجري على من تعرض للأشخاص الذين حاربوا علي بن أبي طالب عليه السلام وسبهم،[٢٠] لهذا يجب التمييز بين هؤلاء وبين أولئك الذين كانوا يغالون في أئمة الشيعةعليهم السلام.

مشايخه

مشايخ أبان في الحديث عدا الأئمة الثلاثة المذكورين وأنس بن مالك هم: سليمان الأعمش ومحمد بن المنكدر وسماك بن حرب وابراهيم النخعي وأبو بصير وعاصم وأبو عمر الشيباني، والمنهال بن عمرو الأسدي والحكم بن عتيبة وأبو اسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي وفضيل بن عمرو الفقيمي والجهم بن عثمان المدني وعدي بن ثابت وطلحة بن مصرف وعطية بن سعد العوفي وعكرمة مولى ابن عباس وعمر بن ذر الهمذاني.[٢١]

الرواة عنه

و قد سمع أبان وروى عنه رواة القرن الثاني الهجري المعروفون، وذكر المامقاني أنهم يقربون من 50 رجلاً، ومن بينهم أبان بن عبدالله البجلي وأبان بن عثمان الأحمر وإدريس بن يزيد الأودي وحسان بن إبراهيم الكرماني وحماد بن زيد وداود بن عيسى النخعي وأبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي وزياد بن الحسن بن فرات القزاز وسعيد بن بشير وسفيان بن عيينة وسلام بن أبي خبزة وسيف بن عميرة النخعي وشبعة بن الحجاج وعباد بن العوام، وعبدالله بن إدريس بن يزيد الأودي وعبدالله بن المبارك وعلي بن عابس والقاسم بن معن المسعودي ومحمد بن أبان بن تغلب وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير وأبو خداش مخلد بن خداش والمفضل بن عبدالله الحبطي وموسى بن عقبة وهارون بن موسى النحوي وسعيد بن أبي الجهم ومحمد بن موسى بن أبي مريم وأبو بردة ميمون مولى بني فزارة ومحمد بن أبي عمير وابن مسكان.[٢٢]

مؤلفاته

نسبت لأبان بعض الكتب التي لم يعثر عليها، ولم ترد في الفهارس، ومنها:

  • معاني القرآن.
  • كتاب القراءات.[٢٣]
  • الغريب في القرآن.
  • الفضائل.[٢٤]
  • كتاب صفين.[٢٥]

وأورد النجاشي الكتاب الثالث تحت اسم تفسير غريب القرآن، والغريب كان أول مصنف في نوعه وموضوعه وتميز بأهمية بالغة في اللغة والتفسير. وقد استدل المؤلف في بيان وشرح ألفاظ القرآن الغريبة بشواهد من الشعر سمعها من العرب.[٢٦] واستند اللغويون والمفسرون في القرن 2/8 إلى هذا الكتاب وجاء عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي فألّف كتاباً مستفيداً منه ومن كتب أخرى في هذا الموضوع ويشتمل على ما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه.[٢٧]

المصادر والمراجع

  • ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل، حيدر آباد الدكن، د.م، 1371 هـ/ 1952 م.
  • ابن الجزري، محمد بن محمد، غاية النهاية، تحقيق: برجشتراسر، د.ن، القاهرة، 1351 هـ/ 1932 م.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، كتاب الضعفاء والمتروكين، تحقيق: أبو الفداء عبد الله القاضي، د.ن، بيروت، 1406 هـ / 1986 م.
  • ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: فلايشهمر، د.ن، القاهرة، 1379 هـ /1959 م.
  • ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان،الثقات، حيدر آباد الدكن، د.م، 1400 هـ /1980 م.
  • ابن سعد، محمد، الطبقات الكبيرة (الطبقات الكبرى) (طبقات ابن سعد)، تحقيق: سترستين، ليدن، د.م، 1325 هـ /1907 م.
  • ابن عدي، عبد الله، الكامل في ضعفاء الرجال، د.ن، بيروت، 1405 هـ /1985 م.
  • ابن النديم البغدادي، أبو الفرج محمد بن اسحاق، الفهرست، د.ن، د.م، د.ت.
  • الأمين، محسن العاملي، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، د.ن، بيروت، 1403 هـ /1983 م.
  • البخاري، محمد بن اسماعيل، التاريخ الكبير، حيدر آباد الدكن، د.م، 1362هـ /1943 م.
  • الحافظ المزي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذيب الكمال، تحقيق: بشار عواد معروف، د.ن، بيروت، 1404 هـ/ 1984 م.
  • الحلي، الحسن بن علي، خلاصة الأقوال، د.ن، طهران، 1342 ش.
  • حيدر، أسد، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، د.ن، بيروت، 1971 م.
  • الخوئي، أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم تاج الدين الموسوي، معجم رجال الحديث، د.ن، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، المغني في الضعفاء، تحقيق: نور الدين عتر، د.ن، حلب، 1391 هـ /1971 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق: محمد علي البجاوي، د.ن، القاهرة، 1382 هـ/ 1963 م.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، بغية الوعاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، د.ن، القاهرة، 1384 هـ/ 1964 م.
  • الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، تحقيق: س.ديدرينغ، د.ن، بيروت، 1970 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال، تحقيق: حسن المصطفوي، د.ن، مشهد، 1348 ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، تحقيق: محمود راميار، د.ن، مشهد، 1351 هـ ش.
  • العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، خلاصة الأقوال، د.ن، طهران، 1310 هـ.
  • المامقاني، عبد الله بن محمد حسن، تنقيح المقال، د.ن، النجف، 1350 هـ/ 1931 م.
  • النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، د ن، بمبئي، 1317 هـ.

وصلات خارجية

  1. النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.
  2. الحافظ المزي، تهذيب الكمال، ج2، ص6. الصفدي، الوافي بالوفيات، ج5، ص300.
  3. الحلي، خلاصة الأقوال، ص12.
  4. السيوطي، بغية الوعاة، ج1، ص404. ابن الجزري، غاية النهاية، ج1، ص4.
  5. النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.
  6. ابن حبان، مشاهير، ص163-164
  7. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج1، ص144.
  8. النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.
  9. الحلّي، خلاصة الأقوال، ص9-10.
  10. ابن الجزري، غاية النهاية، ج1، ص4. السيوطي، بغية الوعاة، ج1، ص404.
  11. النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8
  12. الطوسي، الفهرست، ص7.
  13. النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.
  14. الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص4.
  15. النجاشي، رجال النجاشي، ص7-8.
  16. الطوسي، الفهرست، ص5. الحلي، خلاصة الأقوال، ص9-10.
  17. ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ج1، ص297. الحافظ المزي، تهذيب الكمال، ج2، ص7. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج6، ص250. ابن حيان، الثقات، ج6، ص67. الذهبي، المغني في الضعفاء، ص6. الصفدي، الوافي بالوفيات، ج5، ص300.
  18. ابن الجوزي، كتاب الضعفاء، ج1، ص15.
  19. الذهبي، ميزان الاعتدال، ج1، ص5-6.
  20. الذهبي، ميزان الاعتدال، ج1، ص5-6.
  21. النجاشي، رجال النجاشي، ص7. الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص4. البخاري، التاريخ الكبير، ج1، ص453.
  22. الحافظ المزي، تهذيب الكمال، ج2، ص6-7. النجاشي، رجال النجاشي، ص8. الطوسي، الفهرست، ص6. الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص330.
  23. ابن النديم، الفهرست، ص308.
  24. الطوسي، الفهرست، ص6-7.
  25. النجاشي، رجال النجاشي، ص8.,
  26. الطوسي، الفهرست، ص5-6. GAS,I/24p؛ النجاشي، رجال النجاشي، ص7. الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص98. حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، ج3، ص57.
  27. ياقوت، الأدباء، ج1، ص108.