إسماعيل بن جعفر بن محمد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

إسماعيل بن جعفر بن محمد

إسماعيل بن أبي عبد الله (ع). ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)، الهاشمي المدني، من أصحاب الصادق(ع)، رجال الشيخ (81).

و قال الكشي في ترجمة عبد الله بن شريك (97): «عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله(ع)، يقول: إني سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي، فأبى، و لكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى، أنه يكون أول منشور، في عشرة من أصحابه، و منهم عبد الله بن شريك، و هو صاحب لوائه».

و هذه الرواية ظاهرة الدلالة على مدح إسماعيل، و السند صحيح، و قد يتخيل: أن عبد الله بن محمد المبدوء به السند مجهول، إلا أن الظاهر أنه عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي الثقة، بقرينة روايته عن الوشاء في غير مورد. فقد روى الكشي، عن محمد بن مسعود، عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي الوشاء، في اثني عشر موضعا. و روى عنه عن عبد الله بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء في خمسة مواضع. و بذلك يظهر: أن عبد الله بن محمد في صدر السند، هو ابن خالد الطيالسي، روى عنه الكشي، بواسطة محمد بن مسعود كثيرا، و بلا واسطة هنا. و في ترجمة الفضيل بن يسار (89). ثم إنه قد يتوهم استفادة ذم إسماعيل، من عدة روايات: منها قوله ع ، في رواية صفوان المتقدمة عن الكشي، في إبراهيم بن أبي سمال (343- 344)، ما كانوا مجتمعين عليه (أبي الحسن ع) كيف يكونون مجتمعين عليه، و كان مشيختكم، و كبراؤكم، يقولون في إسماعيل، و هم يرونه يشرب (كذا و كذا) فيقولون هو أجود. الحديث؟

أقول: هذه الرواية و إن كانت ظاهرة الدلالة على ذم إسماعيل، إلا أن في سندها محمد بن نصير، و هو ضعيف، فإنه غير محمد بن نصير الثقة، الذي هو من مشايخ الكشي، كما هو ظاهر. و منها:

قوله(ع)في رواية عنبسة العابد الآتية، في ترجمة بسام بن عبد الله الصيرفي (121): أ فعلتها يا فاسق؟ أبشر بالنار، بتوهم أن الخطاب متوجه إلى إسماعيل بن جعفر(ع)، و الجواب: أن الخطاب متوجه إلى جعفر (المنصور) بتنزيله منزلة الحاضر، كما يظهر بأدنى تأمل، على أن السند ضعيف، و لا أقل من جهة محمد بن نصير.

و منها: ما رواه الكشي، في ترجمة عبد الرحمن بن سيابة (253) عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن علي بن عطية صاحب الطعام، قال: كتب عبد الرحمن بن سيابة، إلى أبي عبد الله(ع)، قد كنت أحذرك إسماعيل.

جانيك من يجني عليك و قد* * * يعدي الصحاح مبارك الجرب

فكتب إليه أبو عبد الله(ع)قول الله أصدق: (و لٰا تزر وٰازرة وزر أخرىٰ)* و الله ما علمت و لا أمرت و لا رضيت.

أقول: لم يظهر أن إسماعيل المذكور في الرواية، هو إسماعيل بن جعفر ع، و على تقدير التسليم، فالرواية ضعيفة بأحمد بن منصور، و بأحمد بن الفضل. و منها ما يأتي، في ترجمة الفيض بن المختار، من روايته عن الصادق(ع): ما يدل على عدم لياقة إسماعيل للإمامة، و أنه لم يكن يلتزم بما يأمره الإمام(ع)، و الجواب: أن الرواية ضعيفة بأبي نجيح، فإنه مجهول. و منها: ما رواه الصدوق في كمال الدين عند تعرضه للجواب عن قول الزيدية: «إن الرواية التي دلت على أن الأئمة اثنا عشر قول أحدثه الإمامية!».

عن محمد بن موسى بن المتوكل- رضي الله عنه- قال: «حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسن بن راشد، قال سألت أبا عبد الله(ع)، عن إسماعيل، فقال(ع): عاص، عاص، لا يشبهني، و لا يشبه أحدا من آبائي»

، و الجواب أن الحسن بن راشد سأل الإمام(ع)، عن إسماعيل، من جهة لياقته للإمامة، على ما هو المرتكز في أذهان العامة من الشيعة، فأجابه الإمام(ع)، بأنه لا يشبهه، و لا يشبه آباءه في العصمة، فإنه تصدر منه المعصية غير مرة و هذا لا ينافي جلالته، فإن العادل التقي أيضا قد تصدر منه المعصية، و لو كانت صغيرة، لكنه يتذكر فيتوب. و من ذلك يظهر الجواب، عما رواه الصدوق أيضا، عن الحسن بن أحمد بن إدريس- رضي الله عنه- قال: «حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد، عن عبدة بن زرارة، قال: ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله(ع)، فقال(ع): و الله لا يشبهني و لا يشبه أحدا من آبائي»

على أنها ضعيفة بالحسن بن أحمد. و المتحصل: أن إسماعيل بن جعفر، جليل، و كان مورد عطف الإمام(ع)، على ما نطقت به صحيحة أبي خديجة الجمال.

و يؤكد ذلك: ما ورد عن الصادق(ع)، من تقبيله إسماعيل، بعد موته مرارا.

فقد روى الصدوق، أيضا عن أبيه- رضي الله عنه- قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، و الحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن عبد الله الأعرج، قال: قال أبو عبد الله(ع): لما مات إسماعيل، أمرت به، و هو مسجى، أن يكشف عن وجهه، فقبلت جبهته و ذقنه و نحره، ثم أمرت به فغطي ثم قلت: اكشفوا عنه، فقبلت أيضا جبهته و ذقنه و نحره، ثم أمرتهم فغطوه، ثم أمرت به فغسل، ثم دخلت عليه و قد كفن، فقلت: اكشفوا عن وجهه، فقبلت جبهته و ذقنه و نحره، و عوذته، ثم قلت: أدرجوه، فقلت بأي شيء عوذته؟ قال(ع): بالقرآن.