أنوشيروان المجوسي الإصفهاني
أنوشيروان المجوسي الإصفهاني
(مجوسي / إيران)
عاش أنوشيروان في القرن السادس الهجري، كان صاحب منزلة ومقام عند "خوارزم شاه" حاكم مدينة خوارزم المتوفي سنة (551هـ)، كان "أنوشيروان" يؤمن بالمجوسية، لكنّه تحوّل واعتنق الإسلام ديناً والتشيّع مذهباً بعدما رأى من الإمام عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام)ثامن أئمة الشيعة، كرامة ومنقبة بأن شافاه من المرض الخبيث الذي أصابه، فصار شيعياً موالياً لأهل البيت(عليهم السلام).
قصّة استبصاره:
يحدّثنا ابن حمزة عن قصّة استبصار "أنوشيروان" في كتابه الثاقب في المناقت ـ عند سرده لفضائل الإمام عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام)، قال: وأعجب من جميع ما ذكرناه، ما شاهدناه في زماننا، وهو أنّ أنوشيروان المجوسي الإصفهاني، كان بمنزلة عند خوارزم شاه، فأرسله رسولاً إلى حضرة السلطان سنجر بن ملك شاه، وكان به برص فاحش، وكان يهاب أن يدخل على السلطان، لما قد عرف من نفور الطبائع منه، فلمّا وصل إلى حضرة الرضا(عليه السلام)بطوس، قال له بعض الناس: لو دخلت قبّته، وزرته، وتضرّعت حول قبره، وتشفّعت به إلى الله سبحانه وتعالى، لأجابك إليه، وزال عنك ذلك.
فقال: إني رجل ذمّي، ولعلّ خدم المشهد يمنعوني من الدخول في حضرته، فقيل له: غيّر زيّك، وادخلها من حيث لا يطلّع على حالك أحد، ففعل، واستجار بقبره، وتضرّع بالدعاء، وابتهل، وجعله وسيلة إلى الله سبحانه وتعالى، فلمّا خرج، نظر إلى يده، فلم ير فيها أثر البرص، ثمّ نزع ثوبه، وتفقّد بدنه، فلم يجد به أثراً، فغشي عليه، وأسلم، وحسن إسلامه، وقد جعل للقبر شبه صندوق من الفضّة وأنفق عليه مالاً، وهذا مشهور شائع رآه خلق كثير من أهل خراسان"