أم البراء بنت صفوان

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أم البرّاء بنت صفوان من الشاعرات المواليات لأمير المؤمنين عليه السّلام ، والحاضرات معه صفين ، لها شعر تحضّ الرجال وتشجعهم على القتال في مواجهة العدو ، ولها شعر ترثي به الإمام علي عليه السّلام بعد أن قتله ابن ملجم لعنه اللّه

قال ابن طيفور في بلاغات النساء : حدّثنا العباس بن بكّار ، حدّثنا سهيل بن أبي سفيان التميميّ ، عن أبيه ، عن جعدة بن هبيرة المخزومي قال : استأذنت أم البرّاء بنت صفوان بن هلال على معاوية ، فأذن لها ، فدخلت في ثلاث دروع[١] تسحبها ، قد كانت على رأسها كورا[٢] كهيئة المنسف[٣] ، فسلّمت ثم جلست ، فقال : كيف أنت يا بنت صفوان

قالت : بخير يا أمير المؤمنين

قال : كيف حالك

قالت : ضعفت بعد جلد ، وكسلت بعد نشاط

قال : شتان بينك اليوم وحين تقولين

يا عمر دونك صارما ذا رونق * عضب المهزّة ليس بالخوّار

أسرج جوادك مسرعا مشمّرا * للحرب غير معرّد لفرار[٤]

أجب الإمام ودبّ تحت لوائه * وأغر العدو بصارم بتّار

قالت : قد كان ذاك يا أمير المؤمنين ، ومثلك عفا ، واللّه تعالى يقول : عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ[٥]

قال : هيهات أما أنّه لو عاد لعدت ، ولكنه اخترم دونك ، فكيف قولك حين قتل ؟

قالت : نسيته يا أمير المؤمنين .

فقال بعض جلسائه : هو واللّه حين تقول يا أمير المؤمنين :

يا للرجال لعظم هول مصيبة * فدحت فليس مصابها بالهازل

الشمس كاسفة لفقد إمامنا * خير الخلائق والإمام العادل

يا خير من ركب المطي ومن مشى * فوق التراب لمحتف أو ناعل

حاشا النبيّ لقد هددت قواءنا * فالحق أصبح خاضعا للباطل

فقال معاوية : قاتلك اللّه يا بنت صفوان ، ما تركت لقائل مقالا ، اذكري حاجتك .

قالت : هيهات بعد هذا واللّه لا سألتك شيئا ، ثم قامت فعثرت فقالت : تعس شانئ علي .

فقال : يا بنت صفوان زعمتي أن لا أحبّه .

قالت : هو ما علمت[٦]

  1. درع المرأة : قميصها . الصحاح 3 : 1026 ( درع )
  2. كار العمامة على رأسه يكورها : أي لاثها ، أي أدارها . الصحاح 2 : 809 ، القاموس المحيط 2 : 129 ( كور )
  3. المنسف : ما ينسف به الطعام ، وهو شيء طويل منصوب الصدر ، أعلاه مرتفع . الصحاح 4 : 1431 ( نسف )
  4. عرّد الرجل تعريدا : إذا فرّ . الصحاح 2 : 508 ( عرد )
  5. المائدة : 90
  6. بلاغات النساء : 75 ، أعيان الشيعة 3 : 475 ، أعيان النساء : 46 ، رياحين الشريعة 3 : 366