أمير محمد تونسوي
أمير محمّد تونسوي
(حنفي / باكستان)
ولد عام 1331 هـ ، في "باكستان" بمدينة "تونسة" وترعرع في عائلة تنتمي إلى المذهب الحنفي.
خلافة الإمام عليّ(عليه السلام) .
إنّ من الأمور التي أوصلت "أمير محمّد" إلى القناعة التامة بأحقّيّة مذهب الشيعة الإمامية هي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الكثيرة التي تثبت بأنّ الخليفة الشرعي لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ليس إلاّ أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولا سيّما أنّ ما ورد في كتب أهل السنّة من روايات وأخبار صحيحة عندهم يثبت ذلك بصراحة.
ولكن كما قال "أمير محمّد" إنّ العقيدة السائدة بين أهل السنّة بصحّة خلافة الثلاثة، يتلقّاها الخلف عن السلف دون دراسة وتحقيق، فالذي يقرأ التاريخ الإسلامي بإنصاف، ويرجع إلى الأدلة التي يقيمها الإمامية على إثبات الخلافة الإلهية للإمام عليّ(عليه السلام)، سيصل إلى قناعة تامّة بأنّ صحّة خلافة الثلاثة لا تستند إلى أيّ دليل شرعي. وأنّ الإمام عليّ(عليه السلام) هو الخليفة الحقّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) .
فمن جملة الأدلّة التي يقيمها الشيعة على إثبات إمامة عليّ(عليه السلام) وإثبات عصمته هي آية الولاية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}
قال الشيخ الطوسي في معرض استدلاله بهذه الآية الكريمة: "واعلم أنّ هذه الآية من الأدلّة الواضحة على إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام) بعد النبيّ بلا فصل.
ووجه الدلالة فيها أنّه قد ثبت أنّ الوليَّ في الآيّة بمعنى الأولى والأحقّ وثبت أيضاً أنّ المعنى بقوله "والذين آمنوا" أمير المؤمنين(عليه السلام) فإذا ثبت هذان الأصلان دلّ على إمامته ; لأنّ كلّ من قال: انّ معنى الولي في الآية ما ذكرناه قال إنّها خاصّة فيه. ومن قال باختصاصها به(عليه السلام) قال المراد بها الإمامة"
كما قال ابن شهر آشوب حول هذه الآية: "أجمعت الأمّة أنّها نزلت في حقّ أمير المؤمنين(عليه السلام) لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع، ولا خلاف بين المفسرين في ذلك،وأكّده إجماع أهل البيت(عليهم السلام)، فثبتت ولايته على وجه التخصيص ونفي معناها عن غيره وإنّما عنى بوليكم القائم بأموركم ومن يلزمكم طاعته وفرض الطاعة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلاّ للإمام وثبت أيضاً عصمته لأنّه تعالى إذا أوجب له من فرض الطاعة مثل ما أوجبه لنفسه تعالى ولنبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم) اقتضى ذلك طاعته في كلّ شيء وهذا برهان عصمته ; لأنّه لو لم يكن كذلك لجازمنه الأمر بالقبيح وفي علمنا بانّ ذلك لا يجوز عليه سبحانه دليل على وجوب العصمة"
وذكر الشيخ المفيد هذه الآية الكريمة واستدلّ بها على إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام) حيث قال: "ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}
فوجه الله سبحانه بالنداء جماعة أضافهم إلى غيرهم بالولاء، وجعل علامة المنادى إليه إيتاءه الزّكاة في حال الرّكوع، بقوله سبحانه: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} ولا خلاف عند أهل اللّغة أنّ قول القائل: "جاءني زيد راكباً، وجاءني زيد في حال ركوبه، ورأيت عَمراً قائماً ورايت عَمراً وهو قائم، ورأيته في حال قيامه"، كلّ واحد من هذه الألفاظ يقوم مقام صاحبه ويفيد مفاده. وإذا ثبت أنّ الولاء في هذه الآية واجب لمن آتى الزّكاة في حال ركوعه، ولم يدّع أحد من أهل القبلة لأحد أنّه آتى الزّكاة في حال ركوعه، سوى أمير المؤمنين(عليه السلام) وجب أنّه المعنيّ بقوله: [والذين آمنوا] وإذا ثبتت ولايته حسب ولاية الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وجبت له بذلك الإمامة
الالتحاق بركب أهل البيت(عليهم السلام) :
يقول "أمير محمّد" من منطلق التحقيق ومعرفة الحقّ ونبذ الباطل راجعت حضرة المولى المرحوم "مولوي فيض محمّد (مكهيالوي)" فعقدت عنده جلسة نقاش مذهبية دار بحثنا حول الخلافة الشرعيّة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأثبت لي خلافة أمير المؤمنين(عليه السلام) بلا فصل.
فلزمتني الحجة في ذلك، وكان هذا سبب استبصاري واختياري لمذهب الحقّ.